الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند
الجزائر ـ حسين بوصالح
اعتمد ، في خطابه أمام البرلمان الجزائري، الخميس، خطابًا وسطيًا في ملف الذاكرة، واختار الاعتراف بدل "الندم أو الاعتذار" عن جرائم فرنسا إبان حقبتها الاستعمارية، واصفًا إياه "بالاستعمار غير العادل والعنيف"، مشددًا على ضرورة بناء شراكة إستراتيجية تخدم مصلحة البلدين، فيما
أشاد بمواقف الجزائر من أزمة الساحل الأفريقي التي تعمل على إقامة وحدة ترابية لدولة مالي.
وانتقد هولاند الاستعمار الفرنسي، ووصفه بغير "العادل والعنيف"، حيث اعترف بأن "آلامًا عميقة خلفها هذا الاستعمار على الشعب الجزائري امتدت إلى 50 سنة من استقلال الجزائر"، وتحدث عن مجازر 8 أيار/مايو 1945، قائلاً إنه "لا يمكن المرور على التاريخ بسهولة، وأن آلام الجزائريين يجب الاعتراف بها".
ويرى الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة" محمد حديبي، في تعليقه عن خطوة الرئيس الفرنسي بـ"الاعتراف بالآلام"، أن "هولاند تهرب عن المطلب الرئيسي والمتمثل في ندم فرنسا واعتذارها بشكل رسمي وفق بروتوكولات معيّنة، وأن انتقاء هولاند لكلماته هي مراوغة ذكية، لكسب وربح الوقت لتحقيق أهدافه الحقيقية من الزيارة وهي تجسيد أكبر عدد من المشاريع الاقتصادية لإنعاش الاقتصاد الفرنسي، وكذا جرّ الجزائر نحو حرب الساحل لنهب ثروات المنطقة".
وأشار هولاند في خطابه أمام المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، إلى أن "زيارته ترتكز على أربعة محاور كبرى، هي التعاون الاقتصادي، الشباب، تحدي التنقل بين البلدين، والسلام والاستقرار العالمي"، مؤكدًا أنه "لم يأت لبيع صفقات وإنما لفتح مشاريع مشتركة، وتطوير المبادلات التجارية، ونقل التكنولوجيا التي وصلت إليها فرنسا، وبخاصة في الجانب الصناعي"، فيما تحدث عن افتتاح مصنع "رونو" في الجزائر، فقال إن "فرنسا تعد أول مستثمر في الجزائر، لكنها ترغب في تحسين وضعيتها خدمة للمصالح المشتركة للبلدين".
وتطرق الرئيس الفرنسي، إلى أن "زيارته جاءت من أجل شباب الجزائر وفرنسا، وأنه تمّ الاتفاق على إنشاء 4 مراكز تدريب تعد مراجع في الجزائر تساعد الشباب على تحصيل مهارات دخول سوق العمل، وأن الشباب لا يمكن اعتباره مجرد طاقة مهمة فقط، إنما يعد موردًا ذا أهمية لأي دولة متطورة"، مشيرًا إلى أن "الحديث عن معاهدة صداقة لابد أن تخدم شباب البلدين بصفة خاصة"، موضحًا أن "تحدي التنقل يعتبر أحد المحاور المهمة التي تشغل البلدين لاعتبارات تاريخية واقتصادية، وأن فرنسا حريصة على تسهيل عملية الحصول على التأشيرة، حتى نضمن تنقل الطلبة والأسر والفنانين"، وعاد للحديث عن اتفاق 1968، واصفًا ملف التأشيرات والتنقل "مسألة احترام"، وبالمقابل دعا الجزائر كذلك لتسهيل تنق الفرنسيين في إطار المشاريع الاقتصادية أو العلاقات بالعائلية.
وأشاد هولاند بمواقف الجزائر تجاه الأزمات الدولية، مشيرًا إلى أن "للبلدين المبادئ نفسها حول احترام الشعوب، وتتعرض للتهديدات ذاتها"، متحدثًا عن تهديد آفة الإرهاب، مضيفًا أن "الأزمة المالية تعتبر مثالاً حيًا لتهديد الدولتين والسلم في المنطقة، وأثق في الجزائر التي تدعم كل مساعي التفاوض بالتعاون مع فرنسا