الخرطوم - معاوية سليمان
أعلنت الأمم المتحدة أن عشرات المدنيين من أهالي جنوب السودان، واثنين من عناصر القوة التابعة للأمم المتحدة أصيبوا الخميس في هجوم غير مبرر استهدف قاعدة للأمم المتحدة في مدينة "بور" حيث لجأ آلاف المدنيين. وقالت في بيان إن مجموعة من المسلحين اقتحمت مدخل القاعدة وهي تطلق النيران على المدنيين في الداخل، مضيفة أن جنود القوة الدولية فتحوا النار على المهاجمين وأجبروهم على التراجع.
ومن جهته، أوضح رئيس بلدية "بور" نيال ماجوك، أن شبانا كانوا يتظاهرون في محيط القاعدة وأطلق رصاص، معلناً أن 14 شابا على الأقل جرحوا بالرصاص. وقال إن المتظاهرين وقوات الأمم المتحدة تبادلوا إطلاق النار، لكن هوية مطلقي النار ما زالت مجهولة، وأن بعض الشبان كانوا مسلحين، مضيفا أن الوضع يستعيد هدوءه.
وأعرب مسؤول برنامج المساعدة الإنسانية في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، توبي لانزر، عن الاستياء من مهاجمة شبان مسلحين لمدنيين يبحثون عن ملاذ داخل قاعدة الأمم المتحدة، مؤكدا: اننا لن نسمح بإثباط عزيمتنا.
في غضون ذلك، وصل رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت بصورة مفاجئة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبيل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين وفد حكومته والمتمردين بقيادة نائبه السابق رياك مشار، والتي يفترض أن تبدأ في 23 أبريل/ نيسان الجاري. وسيجري كير مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين تتعلق بالأوضاع في جنوب السودان.
ووفقا لمصادر في جوبا، فإن كير سيجري مباحثات أخرى مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي ديلاميني زوما، كما سيجري لقاء آخر مع فريق الوسطاء من الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (الإيقاد)، التي يرأسها وزير الخارجية الإثيوبي السابق سيوم مسيفن، للنظر في قضايا التفاوض. لا سيما أن الطرفين يواجهان صعوبات في الاتفاق على أجندة التفاوض.
على صعيد ذي صلة، قال المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير إن قوات المتمردين بزعامة مشار، التي سيطرت على مدينة "بانتيو" عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، ارتكبت جرائم بشعة ضد مدنيين غالبيتهم من السودان يعملون في التجارة. وذكر شهود عيان من المدينة أن المتمردين حاصروا المسجد الكبير، حيث كان يوجد به شماليون وجنوبيون لاذوا إليه بعد الهجوم على المدينة، وقال الشهود إن أكثر من 70 شخصا قتلوا.
من جهة ثانية، جمد تحالف أحزاب المعارضة السودانية عضوية حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه القيادي الإسلامي حسن الترابي، على خلفية قبوله غير المشروط لدعوة الرئيس السوداني عمر البشير للحوار.
وقال المتحدث باسم تحالف قوى الإجماع الوطني صديق يوسف إن تحالفهم حدد موقفه من دعوة الرئيس للحوار، وقرر تعليق المشاركة فيه لحين الاستجابة للشروط التي حددوها. وأضاف: هذا إجراء هم من اتخذوه، نحن كتحالف قررنا مع بعضنا منع الذهاب للحوار، أحدهم قرر الذهاب، بذلك يكون قد اختار تجميد عضويته في التحالف المعارض.