المعتصمون في ميدان التحرير
القاهرة ـ أكرم علي
واصل المعتصمون أمام قصر الاتحادية (غرب القاهرة) اعتصامهم لليوم الرابع على التوالي، للمطالبة بإلغاء الاستفتاء على الدستور المصري الجديد، وطرحه للجمعية التأسيسية مجددًا للتوافق حولها، فيما استكملت قوات الحرس الجمهورى بمساعدة قوات أخرى تابعة لسلاح المهندسين في الجيش،
بناء الجدار العازل في بداية الشوارع كافة المؤدية إلى القصر الرئاسي باستخدام بلوكات "خرسانية وحديدية" .
وشكلت قوات الحرس الجمهورية، لجان تفتيش على الفتحات الموجودة بالجدران العازلة، تقوم من خلالها بتفتيش المتظاهرين والتعرف على هويتهم لمنع حدوث الاشتباكات، وستقوم القوات بدور إيجابى من خلال منع دخول الخيام والأخشاب وغيرها من الأشياء غير الضرورية للمعتصمين إلى محيط القصر، بالإضافة إلى الحفاظ على أمن المعتصمين هناك.
من جهتهم، لجأ عشرات المعتصمين إلى خيامهم بعد حلول الساعات الأولى من الإثنين، فى حين قام الآخرون بتشكيل حلقات حوارية مع ممثلي الحركات للنقاش حول مواد الدستور الجديد والأزمة الحالية، كما قام آخرون بالالتفاف حول عدد من المتظاهرين قاموا بترديد الأغانى الثورية والأشعار.
وعن احتمالية فض محيط القصر من المتظاهرين، قال أحد القيادات الأمنية لـ"العرب اليوم"، إنه "لا توجد أي نية لإبعاد المتظاهرين مؤيدين كانوا أو معارضين"، مشيرا إلى احترامه التظاهر السلمي الواعي من دون الإتلاف بالممتلكات العامة والخاصة، في الوقت الذي كثفت فيه قوات الأمن من تواجدها على مداخل ومخارج محيط القصر، بعد انتهائها من عمل الجدار العازل حيث تواجدت على مدخلي شارع الميرغني ومدخل شارع الأهرام عدد 6 دبابات و 6 مدرعات، بالإضافة إلى تواجد عدد من الجنود، كما شكلت قوات الحرس لجان تفتيش على الفتحات الموجدة بالجدران العازلة تقوم من خلال بتفتيش المتظاهرين والتعرف على هويتهم لمنع حدوث الاشتباكات.
في السياق ذاته، استمر الاعتصام في ميدان التحرير في وسط القاهرة، من دون تغيير، اعتراضًا على الإعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور المقرر له منتصف الشهر الجاري، حيث شهد الميدان مساء الأحد العديد من الحلقات النقاشية التي تركزت على كيفية التصعيد في سبيل عدم إجراء الاستفتاء على الدستور، إلا بعد تعديل نقاط الاعتراض في بعض مواده من أجل بناء دولة مدنية في مصر.
وشهد الاعتصام حلقات نقاشية أخرى، لبحث سبل التعامل مع الاستفتاء على الدستور الجديد، وهل يكون هذا بالمقاطعة أم بالتصويت بـ"لا"، ودعوة الشعب إلى ذلك، في ما رأى معتصمون من وجهة نظرهم - عدم جدوى التعديل الذي جرى في الإعلان الدستوري الجديد الصادر السبت، مؤكدين استمرارهم في الاعتصام حتى تلبية مطالب الشعب، فيما شهد الميدان إذاعة الأغاني الوطنية في المنصة الرئيسة.
من جانبها، قررت جبهة "الإنقاذ الوطني" المصرية في اجتماعها المغلق، الأحد، حشد بكل قوة، للتصويت بـ "لا" في الاستفتاء على الدستور الجديد، والذي سيجرى منتصف الشهر الجاري، وأعلنت خلال المؤتمر الذي تم انعقاده التظاهر في الميادين الثلاثاء المقبل ضد الرئيس والدستور، كما انتقدت بشدة الغلاء ورفع الأسعار التي تشهدها البلاد، فيما أعلن ائتلاف القوى الإسلامية، الذي يضم جماعة "الإخوان المسلمون" و"الدعوة السلفية" والجماعة الإسلامية، وأحزاب "الحرية والعدالة" و"النور" و"البناء والتنمية" و"الأصالة"، تنظيمه مليونيتين الثلاثاء المقبل، أمام مسجدي رابعة العدوية وآل رشدان بمدينة نصر تحت شعار "نعم للشرعية"، على أن تلتقى المليونيتان في موقع واحد يجري تحديده وفقا لمقتضيات الحال، مع استمرار كل الفعاليات الأخرى في جميع المواقع، فيما بدا تحفظ نادي القضاة على أن يتم الحسم بشكل جذري في اجتماع الثلاثاء على الرغم من رفضه مسبقًا للإعلان والدستور