الجيش الحر يستهدف بقذائف الهاون مطار الحلب الدولي في ظل اشتباكات عنيفة
دمشق - جورج الشامي
ذكرت مصادر في المعارضة السورية أنها تعتزم التقدم بطلب للحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة، أسوة بجامعة الدول العربية، في حين حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من إتباع الحل العسكري لإنهاء الأزمة السورية، لأنه سيزيد نفوذ "الإرهابيين". يأتي هذا بالتزامن مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان
عن مقتل 32 شخصًا، منهم 12 في قصف بالصواريخ، نفذته القوات الحكومية على بلدة في ريف حمص، في حين يسعى المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي لفك ارتباطه مع جامعة الدول العربية، ضمانًا لحياده.
وقال لافروف "مع الأسف هناك أنصار للحل العسكري في سورية، ولكن إن أتحنا الفرصة لذلك فإن الأزمة لن تحل، وسينتشر نفوذ الإرهابيين، ولا أستبعد وجود خلايا للقاعدة في المنطقة، منهم من يتلقون الأوامر من الظواهري، لذا فإن المراهنة على الحل العسكري سيزيد من التهديدات"، معتبرًا أن "أصدقاء سورية يؤثرون سلبًا على إنفاذ إتفاق جنيف"، داعيًا المجتمع الدولي إلى أن "يبذل جهوده لحل القضية، ويسعى لوقف إراقة الدماء"، وأوضح أن "بلاده تدعم الحوار بين السلطة والمعارضة السورية، ونحن مخلصون لتلك المواقف الواردة في بيان جنيف، ونؤكد على ضرورة الحوار لبدأ هيئة انتقالية"، مشيرًا إلى أن "روسيا لا تقوم بتغيير الأنظمة أو السلطات في أي دولة، والسبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
من جهته، قال وزير الخارجية التركي داوود أوغلو أن "الأزمة السورية تلقي بظلالها على بلاده، وما يجري في سورية نتيجة للعنف الذي يولده نظام الرئيس بشار الأسد، يؤثر على تركيا، إذ وصل عدد النازحين إلى 200 ألف"، لافتًا إلى أن تركيا قدمت مساعدات للاجئين بقيمة 700 مليون دولار، مشيرًا إلى أنه "من مصلحة المنطقة أن تنتهي الحرب في سورية"، وموضحًا أن "نحو 3 آلاف طفل ولدوا في مخيمات اللاجئين في تركيا، دون أن يروا بلادهم، وهم يتعلمون ويعالجون على نفقة تركيا".
وتبادل الوزيران التأكيد على أهمية التعاون بين بلديهما، لاسيما اقتصاديًا، لافتين إلى أن هناك "تقاربًا بين مصالحهما الاستراتيجية".
وجائت تصريحات لافروف ونظيره أوغلو في مؤتمر صحافيفي إسطنبول، وذلك خلال الجلسة الثالثة لمجموعة التخطيط المشتركة بين روسيا وتركيا، التي تعمل على تقوية التعاون بين البلدين في منطقة البحر الأسود، والتي تعمل ضمن إطار مجلس التعاون الروسي التركي على المستوى الرفيع، الذي تأسس عام 2012.
وفي حين تفيد أنباء بأن قطر تعتزم طرح مسودة قرار على الجمعية العامة، يرحب بالائتلاف السوري المعارض، لوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن المبعوث الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي يسعى إلى أن يكون مبعوثًا للأمم المتحدة فقط، والتخلص من ارتباطاته مع الجامعة العربية التي "إتخذت نهجًا لم يعد يضمن حياده"، وفقًا لدبلوماسيين في المنظمة الدولية، موضحين أن "الإبراهيمي يشعر باستياء متزايد من تحركات الجامعة العربية، للاعتراف بالمعارضة السورية، وهو ما قوض دوره وسيطًا محايدًا"، حيث قال أحدهم أن "الممثل المشترك يشعر أن نهج الجامعة العربية جعل من الصعب عليه أداء مهمته".
ويقدم الإبراهيمي تقريرًا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الجمعة المقبل، عن الأزمة السورية، المستمرة منذ أكثر من عامين.
ومن جانبها، سارعت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة لتوجيه نداء إلى الإبراهيمي لعدم تقديم استقالته، مناشدة إياه للتمسك بمهمته لـ "منع تفاقم الأزمة".
ميدانيًا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 32 شخصًا قتلوا، الأربعاء، منهم 12 شخصًا قتلوا نتيجة قصف القوات الحكومية براجمات الصواريخ على بلدة البويضة الشرقية في محافظة حمص، صباح الأربعاء.
وأفاد عن اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحين من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام، بعضهم من "حزب الله"، من طرف، مع مقاتلي الكتائب من طرف آخر، في محيط بلدات آبل والبويضة الشرقية وجوسية وجوبر والضبعة والسلطانية والبرهانية في ريف المحافظة، لافتًا إلى أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وقامت القوات الحكومية بقصف من الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ على ريف حمص الجنوبي في محيط بلدة القصير، في حين قتل ثلاثة مقاتلين من الكتائب، خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في محيط بلدة آبل في ريف القصير.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "النظام اعتمد على مقاتلين موالين لحزب الله، لاقتلاع مقاتلي المعارضة في ريف حمص"، معتبرًا أن "الجيش الحكومي يحاول عزل مقاتلي المعارضة في القصير، من أجل الإجهاز على التمرد في الريف"، مبينًا أن "هذه المنطقة هي نقطة مفتاحية، لأنها تقع على الطريق الذي يربط دمشق مع الساحل السوري".
أما في الشمال السوري، فقد نفذ الطيران الحربي غارة جوية على حي كرم حومد في مدينة حلب، كما قصف حي طريق الباب، تزامنًا مع قصف مدفعي لمناطق في حيين بعيدين ومساكن هنانو، ما أدى لسقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل، وقتل مقاتلان من جنسيات غير سورية، خلال اشتباكات في محافظة حلب.
في حين ذكرت صحيفة "الوطن" السورية (المقربة من السلطة) أن الجيش يحرز تقدمًا بخطى متسارعة، لفتح طريق الإمداد الرئيسي، الذي يصل الثكنات العسكرية في غرب حلب مع مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي في شرقها، من خلال منطقة الراموسة، لتحقيق مكسب استراتيجي، يقلب المعطيات الميدانية، وكفة موازين القوة لمصلحته.
وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي الكتائب عند أطراف حي الصاخور، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وفي ريف المحافظة، أعلن المرصد أن الطيران الحربي قام بقصف مدينة اعزاز، والتي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ما أسفر عن مقتل رجل واحد، في حين قتل في محافظة إدلب مواطنان اثنان، أحدهما طفل، جراء القصف على بلدتي حاس ومعرشورين في ريف إدلب.
وأظهر شريط مصور، مسرب من قبل عسكري من القوات الحكومية، وورد إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان، جثث ما لا يقل عن 20 مقاتلاً من الكتائب، الذين نشر المرصد خبر مقتلهم، السبت، إثر إلتفاف القوات الحكومية على معقلهم في بلدة بابولين، عندما كانوا يغلقون طريق إمداد القوات الحكومية إلى معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف معرة النعمان، كما وردت معلومات عن فَقدِ نحو 30 مقاتلاً، حتى اللحظة، وأكد أحد المسعفين الذين حاولوا إسعاف بعض الجرحى في حينها، أن الشريط هو في بابولين، وأن بعض الصور التي وردت في الشريط شاهدها هو قبل أن يصاب بجراح.
وفي محافظة دير الزور، قتل ثلاثة مقاتلين من الكتائب، أحدهم قتل خلال اشتباكات في محيط مطار دير الزور العسكري، واثنان قتلا خلال اشتباكات في محيط الفرقة 17 في ريف الرقة، حيث قتل جنديان منشقان، أحدهما ملازم، خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في محافظة الرقة.
وفي محافظة الحسكة، قتل ثلاثة مواطنين، أحدهم سيدة، قتلت إثر إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، في ناحية الشدادي في ريف الحسكة، كما عثر على جثمان رجل، مقتولاً في أحد الحقول الزراعية، قرب مدينة راس العين، ورجل مجهول الهوية، عثر على جثمانه مقتولاً في مدينة عامودا.
وفي محافظة ريف دمشق، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي الكتائب في بلدة العتيبة، وفي محيط بلدة جديدة عرطوز الفضل من الجهة الغربية، قتل خلالها 5 رجال، في محاول من القوات الحكومية اقتحام البلدتين، وأنباء عن إعطاب دبابة للقوات الحكومية، وسقوط عدد من الجرحى كما تعرضت مدينة زملكا وبلدة معضمية الشام لقصف من قبل القوات الحكومية، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، وترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي الكتائب على طريق المتحلق الجنوبي، من جهة زملكا.
كما قتل ما لا يقل عن 13 من القوات الحكومية، خلال اشتباكات في محافظات سورية عدة، بينهم 3 في حمص، 2 في حلب، 5 في ريف دمشق، 2 في ديرالزور، و1 في الرقة.