عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين نافذ عزام
غزة ـ محمد حبيب
شدد ، على أن سياسة الإدارة الأميركية لم تتغير تجاه القضية الفلسطينية، وأنها لا تملك مبادرة حقيقية وجدية لإعادة الحق إلى أصحابه، ولا تستطيع أن تمارس أي ضغط على إسرائيل لإجبارها على تغيير مواقفها المتطرفة
تجاه الفلسطينيين. وقال عزام، في لقاء خاص مع "العرب اليوم"، إن جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري لن تنجح في إعادة الحياة إلى العملية السلمية، لذلك تلجأ للضغط على الفلسطينيين لكي يقبلوا بالأمر الواقع، وتصفية القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الدولية، وأن الجهود الأميركية لن تتكلل بالنجاح انطلاقًا من عدم قدرتها على الضغط على الجانب الإسرائيلي، شأنها في ذلك شأن الإدارات الأميركية السابقة"، داعيًا السلطة الفلسطينية في رام الله إلى الصمود في وجه الضغوط الأميركية والإسرائيلية، وعدم الرضوخ إلى مطالب العودة إلى المفاوضات.
وأوضح القيادي في "الجهاد"، أن "الوعود التي قدمها كيري سواء بإطلاق سراح أسرى أو تسهيلات اقتصادية، أشبه بالسراب ومبالغ فيها، وأن العالم أجمع يدرك أن إسرائيل لا تصغى إلى أحد في ما يتعلق بالاستيطان، وإصرارها على الاستمرار في البناء، لذلك لا نجد أي أساس للعودة إلى المفاوضات".
وبشأن العلاقة مع حركة "حماس" عقب استشهاد أحد قادة "سرايا القدس" خلال اشتباك مع شرطة غزة، أكد عزام حرص حركته على علاقة مستقرة مع كل القوى والفصائل على الساحة الفلسطينية، وأمله بأن تحاصر الجريمة التي أدت إلى استشهاد "جندية"، وأن حركته قد ضبط عناصرها إزاء تلك القضية، ولكن الأمر بحاجة إلى تعاون من قبل حركة "حماس" والحكومة الفلسطينية في غزة، لكي يصل إلى حل يرضى الأطراف كافة، مشيرًا إلى أن الاتصالات متواصلة بين حركته و "حماس" من أجل تطويق الحادثة، والوصول إلى حل مرضي.
وعما أُثير بشأن اتصالات بين حركتي "حماس" و"الجهاد" عن الاندماج السياسي، قال عزام إن الحوار مع حركة "حماس" بشأن جهود الاندماج في إطار واحد، لم يبدأ بعد، ويجب أن نستعد جيدًا للحوار، ولابد أن تتحول الدعوات لتوحيد الحركة الإسلامية في فلسطين إلى ورقة عمل لوضع الأسس المناسبة، الهيكليات الواضحة، والأهداف المطلوب تحقيقها، ومن ثم بدء العمل، وأن حركته تدعم هذه الفكرة بالكامل، في إطار الوحدة الوطنية والإسلامية، وتوحيد الحركة الإسلامية، في ظل الربيع العربي، الذي بات الإسلاميون فيه في محط الصدارة".
وعن التحذيرات من انفجار داخل السجون الإسرائيلية جراء الإجراءات الهمجية بحق الأسرى الفلسطينيين، أوضح عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد"، أن قضية الأسرى من القضايا المهمة في الصراع، فهي تمثل إدانة صارخة لإسرائيل وللأطراف الداعمة لها ولسياستها، موجهًا التحية في الذكرى العاشرة للانتفاضة، إلى الأسرى والشهداء وعائلاتهم ولكل المجاهدين والمناصرين للقضية الفلسطينية، مضيفًا "هناك احتقان في السجون، والوضع الفلسطيني الداخلي ينعكس سلبًا على حياة الأسرى، فسلطات الاحتلال تتوحش أكثر في التعامل مع المعتقلين عندما ترى تفرقنا وتشرذمنا، إلى جانب غياب موقف عربي حاسم"، معربًا عن أمله بأن "تبقى قضية الأسرى بعيدة بمنأى عن الخلافات الداخلية".
وفي شأن الأزمة المصرية، أوضح الشيخ عزام، أن "ما يجري في مصر أمر مؤلم، ويؤثر على قطاع غزة والمنطقة كلها، وأن هناك أطراف معادية لمصر والعرب لا يريدون لها الاستقرار، ولا يريدون لثورتها أن تنجح، وأنه يأمل بأن ينجح المصريون في التفاهم في ما بينهم، لأنه من الضروري أن يكون هناك توافق بين كل أطراف القوى المصرية كي تحمي الثورة، ونحن الفلسطينيون نعرف تمامًا الدور الذي تقوم به مصر في دعم القضية الفلسطينية وقضايا العرب، وما يجري في مصر لا يفيد أحدًا إلا الأعداء، إضافة إلى أن الأزمة المصرية، تسببت في أزمة في قطاع غزة سواء في نقص السلع ومستلزمات الحياة التي يعتمد عليها الفلسطينيون في قطاع غزة على مصر بشكل كبير جدًا".