المسجد الأقصى المبارك

أجمع العلماء المشاركون في مؤتمر "الطريق إلى القدس" المنعقد حالياً في عمّان اليوم الأربعاء، على عدم تحريم زيارة المسجد الأقصى المبارك تحت الاحتلال لفئتين من المسلمين في العالم، وهم الفلسطينيون أينما كانوا ومهما كانت جنسياتهم , والمسلمون الذين يحملون جنسيات دول بلدان خارج العالم الإسلامي وعددهم حوالي 450 مليون مسلم.
وبعد جدل مستفيض وساخن جداً على مدى ثلاثة أيام اتفق المشاركون بالإجماع على الفتوى للفئتين المذكورتين أعلاه، وتُرِكَ باب الاجتهاد مفتوحاً بخصوص حق باقي مسلمي العالم في زيارة المسجد الأقصى المبارك لتكثير سواد المسلمين فيه والدفاع عن الأقصى والمرابطين فيه.
وبخصوص زيارة المسجد الأقصى تحت الاحتلال يرى العلماء المشاركون في المؤتمر أنه لا حرج في زيارة المسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف للفئات الآتية: للفلسطينيين أينما كانوا في فلسطين أو خارجها مهما كانت جنسياتهم و للمسلمين من حملة جنسيات بلدان خارج العالم الإسلامي. وفي جميع الحالات يجب أن تراعى الضوابط الآتية ألا يترتب على ذلك تطبيع مع الاحتلال يترتب عليه ضرر بالقضية الفلسطينية., و أن تحقق الزيارة الدعم والعون للفلسطينيين دون المحتلين، وأكدوا على وجوب كون البيع والشراء والتعامل والمبيت والتنقل لصالح الفلسطينيين والمقادسة دون غيرهم, و أن يدخل الزائر ضمن الأفواج السياحية الفلسطينية أو الأردنية بعيداً عن برامج المحتل و يفضل أن يكون مسار رحلة الأقصى ضمن رحلات العمرة والحج قدر الإمكان وبشكل جماعي مؤثر يحقق المصلحة الشرعية المعتبرة ويدعم الاقتصاد الفلسطيني والمقدسي تحديداً، وسياسياً بهدف حماية الأقصى والمقدسات.
وكان حزب "جبهة العمل الإسلامي" الأردني قد حذر "الثلاثاء" من أي توصية تسبغ على الإحتلال الإسرائيلي وتفتح الباب أمام التطبيع مع الإسرائيلين ,و إصدار أية فتوى تتناقض مع الفتاوى التي تلقتها الأمة بالقبول دون العودة إلى المجامع الفقهية المعتبرة ,وذلك بعد إنتشار تصريحات صحفية على لسان كبير مستشاري العاهل الأردني للشؤون الدينية والثقافية، الأمير غازي بن محمد، علماء دين مسلمين على إسقاط فتوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، والتي تحرم زيارة المسجد الأقصى، واعتبر أنها فتوى "الإخوان المسلمين".
وكانت تسريبات صحفية قد إنتشرت "الأثنين" بعد جلسة سرية عقدت على هامش مؤتمر "الطريق الى القدس" أن زيارة الأقصى ليست تطبيعاً خلافاً لفتوى يوسف القرضاوي.
وقال الأمير غازي في الجلسة السرية "أنا احترم القرضاوي وعلمه، لكني على يقين أنه في هذه المسألة مخطئ وجل من لا يسهو".وقال الأمير غازي بصفته الشخصية وليس رأي الحكومة الأردنية كما أعلن في الإجتماع أن فتوى تحريم زيارة الأقصى "تفيد إسرائيل وتمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه".
ورأى أن زيارة الأقصى ليست تطبيعاً، لأن التطبيع نوعان: الأول تطبيع حكومات لا يؤثر عليه أن يزور المسلمون في الدول التي طبعت مع إسرائيل، المسجد الأقصى. أما التطبيع الثاني، فهو تطبيع الشعوب التي أكد أنها "كلها طبعت مع إسرائيل منذ سنوات من خلال المشاركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الانترنت".
وأكد الحزب على أن الدور الأردني في رعاية الأماكن المقدسة دور تاريخي، ولا ينازعه فيه أحد، على أن تضطلع الدولة الأردنية بمسؤولياتها كاملة للحفاظ على القدس، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، ولا تقتصر على أعمال الصيانة وإنما بذل كل جهد مستطاع لحمايته ووضع حد للاعتداءات المستمرة عليه .
وأعتبر الحزب أن فتاوى العلماء على المستويين المؤسسي والشخصي بشأن تحريم زيارة القدس في ظل الاحتلال الصهيوني كانت عاملاً مهماً في الحد من التطبيع مع العدو، وأن إعادة النظر في أي من هذه الفتاوى ينبغي أن يرجع فيه إلى المجامع الفقهية، لتشكل هذه الفتاوى إجماعاً أحوج ما تكون الأمة إليه اليوم .يشار الى أن المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى الدكتور وصفي الكيلاني أكد أن سياسة اليهود تتمثل بالتهويد، التهجير للمقدسيين، لافتاً إلى أنه تم تهويد 80% من القدس حتى الآن، ويسكنها 900 ألف نسمة من اليهود و300 الف مستوطن و280 الف عربي فقط، مشيراً إلى أنه تم اخراج 100 الف عربي من القدس.وأضاف الكيلاني خلال إفتتاح المؤتمر الدولي الأول "الطريق إلى القدس"" الأثنين" في العاصمة الأردنية"عمان" أن أن اليهود يعتدون يوميا على القدس والأقصى بهدف تهويدها وتغيير معالمها وطمس المعالم الإسلامية فيها. وأشار الكيلاني الى أن اليهود هدموا 14 الف منزل منذ عام 1967، بالمقابل بنوا 50 الف وحدة استيطانية و119 بؤرة استيطانية في محيط الأقصى يسكن فيها حوالي الفي مستوطن, إضافة الى 20 نفقاً من قبل الاحتلال في محيط الأقصى، في طريقة إلى تهويده وتحويلها إلى كنس يهويدية. وحذر من خطورة الخطوات المقبلة المتوقعة للصهاينة وهي هدم اجزاء من المسجد الاقصى وتهويده بشكل كامل.
من جانبه أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر النائب الأردني " يحيى السعود "أأن المؤتمر جاء للتصدي لمحاولة الاحتلال الصهيوني تهويد القدس والمقدسات,مشيراً الى أن الأردن يتصدى للإحتلال ويسعى للحفاظ على القدس.. وأضاف أن القضية الفلسطينة هي القضية المحورية دائما، إلا أن الانشغال العربي والخلافات اضاعا القضية في زحام كبير.
وقال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل داود ان العلاقة الاردنية الفلسطينية هي علاقة متجذرة وعميقة ولا يقطعها اي قرار سياسي، وان القضية الفلسطينية ستبقى مسؤولية الاردن ، وهذه هي صلب رسالة الاردن الهاشمية العربية الاسلامية، فلا كرامة للامة والاقصى اسير. وطالب رئيس مجلس النواب الأردني المهندس الطراونة المشاركين في المؤتمر بموقف واضح وصريح مدعوما من الحكومات ومنظمات المجتمع العربي والإسلامي ووسائل الإعلام المختلفة ،وأن يقدموا بيانا وعملا مشتركا يساند المقدسيين في محنتهم ويردع توحش المتطرفين في ممارساتهم اليومية بحق مقدساتنا الاسلامية والمسيحية .
المؤتمر الذي يعقد بدعوة من لجنة فلسطين النيابية في الفترة 28-30 من الشهر الجاري تضمن عدداً من المحاور، منها إظهار الأهمية الدينية للمسجد الأقصى والمقدسات ومواجهة الرواية التهويدية للقدس و يتناول المؤتمر سبل استنهاض العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي لنصرة القدس والاسراع بايصال الدعم للأقصى والمقدسيين، إضافة إلى الدفاع عن المسجد الأقصى فرض عين على كل مسلم والدعوة لاستثناء زيارة الأقصى والغوث الانساني للفلسطينيين من فتوى تحريم فتوى التطبيع مع المحتل.