صورة لقوات الجيش السوري
دمشق ـ جورج الشامي
قصف الجيش السوري، الأحد، أحياء في حلب وإدلب وريف دمشق، فيما شنّ الجيش الحر "المعارض هجومًا على كتيبة الدفاع الجوي "49" في درعا، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان من الكتيبة، وسط أنباء عن انسحاب معظم جنود القوات الحكومية من الكتيبة، في حين حمّلت القيادة المشتركة للجيش الحر،
جماعة "الإخوان المسلمين"، مسؤولية تأخر انتصار الثورة وتشرذم المعارضة، بينما اعتبرت الجماعة تلك الاتهامات باطلة وتهدف إلى تشويه سمعتها، في الوقت الذي يسعى فيه ائتلاف المعارضة إلى الحصول على مقعد سورية في منظمة التعاون الإسلامي.
وقال ناشطون سوريون، "إن حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، والذي تقطنه غالبية كردية، شهد حالات نزوح واسعة، وذلك إثر سقوط عشرات القذائف عليه، وسقوط جرحى وتهدم بعض المنازل، ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين القوات الحكومية ومقاتلين من الكتائب المعارضة عند جسر العوارض في شرق الحي والمنطقة الواقعة بينه وبين حي بستان باشا، حيث يحاول الجيش السوري إعادة سيطرته على مناطق في الحي، استحوذ عليها مقاتلون من المعارضة يومي الجمعة والسبت، وفي محافظة إدلب نفذت القوات الحكومية حملة دهم وتفتيش للمنازل في حي بستان غنوم، ولم ترد معلومات عن اعتقالات، كما تعرضت بلدة حيش في ريف إدلب للقصف، والذي ترافق مع اشتباكات عنيفة بين في محيط البلدة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وقُصفت كذلك بلدات ريف إدلب الجنوبي من قبل القوات الحكومية المتمركزة في معسكر خزانات خان شيخون، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، كما تدور اشتباكات عنيفة بين عناصر اللجان الشعبية الموالية لدمشق من بلدتي الفوعة وكفر اللتين، يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في مزارع بروما بين بلدات الفوعة وبنش، مما أدى إلى مقتل مقاتل من المعارضة وسقوط عدد من الجرحى، كما قصفت القوات الحكومية بلدتي دير الشرقي ومنطف في ريف إدلب، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، وفي حماة قُتل رجل من بلدة كرناز في الريف نتيجة قصف الجيش السوري لبلدة الركايا، وفي محافظة حمص، قُتل 9 مقاتلين من المعارضة، في كمين نصبته لهم القوات الحكومية في محيط بلدة قلعة الحصن، وسط أنباء عن سقوط المزيد من القتلى، فيما شهدت درعا قصفًا من المعارضة لكتيبة الدفاع الجوي 49، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان من الكتيبة، وتشير المعلومات الأولية إلى أن معظم جنود القوات الحكومية انسحبوا من الكتيبة، أما في دير الزور، فتدور اشتباكات عنيفة في حي الحويقة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات الحكومية، وكذلك الحال في ريف دمشق، حيث اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في مدينة داريا، مما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف الطرفين، كما قُتل رجل وزوجته في ريف دمشق، إثر إصابتهما برصاص قناصة في مدينة حرستا، التي تتعرض مناطق منها إلى القصف، وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة، على أطراف المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا وأطراف مدينة حرستا وبلدة العتيبة، كما سقطت قذائف هاون عدة على مدينة زملكا، تزامن مع قصف عنيف على مناطق في مدينة الزبداني، بينما هزّ انفجار شديد صباح السبت، قرى بانياس الجنوبية، من دون أن ترد معلومات عن طبيعة الانفجار حتى اللحظة، وجرت كذلك معارك في محيط مخيم اليرموك، تترافق مع سماع أصوات انفجارات ناجمة عن قصف في المنطقة، كما تعرضت مناطق في مدن وبلدات معضمية الشام والسبينة وجديدة عرطوز وبيت سحم وداريا، فجر الأحد، للقصف من قبل القوات الحكومية، مما أسفر عن استشهاد رجل عند أطراف مدينة داريا، وفي ضواحي مدينة الرقة تدور اشتباكات عنيفة في محيط الفرقة 17، في واحد من آخر معاقل القوات الحكومية في المحافظة، ووردت معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في حين شهدت محافظة الحسكة - القحطانية اشتباكات ليل الجمعة، بين قرويين مسلحين موالين للحكومة السورية من قرية أبو حجيره الجوالة، ومقاتلين من الكتائب المعارضة، الذين اقتحموا القرية، وطالبوا القرويين المسلحين بتسليم أسلحتهم، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصرين من المهعارضة وجرح آخرين، وبعدها عادت مجموعات من الكتائب إلى القرية، ودارت اشتباكات عنيفة أحرق خلالها مقاتلو المعارضة منازلها، حيث شاهد سكان القرى المجاورة النيران تشتعل في منازل القرية، ولا يعرف حتى اللحظة مصير القرويين المسلحين الذين ينتمي بعضهم إلى حزب (البعث العربي الاشتراكي) الحاكم في سورية".
ووثقت لجان التنسيق المحلية، السبت، مقتل 111 سوريًا، بينهم 12 طفلاً و5 سيدات، منهم 48 في دمشق وريفها، 19 في إدلب، 15 في حلب، 12 في حمص، 7 في درعا، 6 في دير الزور، 3 في حماه، و2 في الرقة، فيما سجلت اللجان 369 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، القصف بالطيران الحربي سجل في 22 منطقة، أما القصف بالبراميل المتفجرة فقد سجل في 5 نقاط، والقصف بصوارخ أرض أرض سجل في 7 نقاط خمسة، منهم القصف بالقنابل العنقودية سجل في خربة غزالة في درعا، وسجل قصف بقنبلة فراغية على كفريا في إدلب، والقصف بالقنابل الفسفورية سجل في 3 نقاط، أما القصف بقذائف الهاون فقد سجل في 123 نقطة، والقصف المدفعي سجل في 117 نقطة، أما القصف الصاروخي فقد سجل في 90 نقطة في مختلف المدن والبلدات، في حين اشتبك الجيش الحر مع القوات الحكومية في 117 نقطة، قام من خلالها: في داريا في ريف دمشق بتدمير دبابة للقوات الحكومية وأفشل محاولاتها في تحرير عدد من الجنود والشبيحة كان الحر يحاصرهم في أحد الأبنية، وفي حرستا تصدى الحر لمحاولات الجيش الحكومي اقتحام المدينة وكبدهم خسائرة فادحة، وفي حماه استهدف الحر مطار المدينة العسكري بصواريخ محلية الصنع، وفي الرقة تمكن الحر من تأمين انشقاق 23 عنصر من اللواء "93"، وفي حمص صد الحر محاولات القوات الحكومية اقتحام أحيائها المحاصرة، وفي حلب استمر في محاصرة مطاري كويرس العسكري وحلب الدولي.
وحمّلت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، في بيان أصدرته، جماعة "الإخوان المسلمين" في سورية، مسؤولية تأخر انتصار الثورة وتشرذم المعارضة، حيث قالت القيادة المشتركة في رسالة مفتوحة، وجهتها إلى جماعة "الإخوان" السورية، وزعت إدارة الإعلام للقيادة المشتركة ومقرها باريس نسخة منها، إن "هناك صدامًا عميقًا وكبيرًا بينكم، وبين مجمل القوى المدنية والثورية والوطنية والعسكرية والسياسية أيضًا، وإن بياننا الأخير لم يصدر إلا بعد أن طفح الكيل في العديد من المدن السورية، وعلى رأسها دمشق وريفها، من تصرفات وسلوكيات الجماعة منذ بداية الثورة وحتى الآن، وبشكل خاص الهيمنة والسيطرة على المجلس الوطني، ومن ثم الائتلاف، والهيمنة ومحاولات الهيمنة على الشؤون والقضايا الإغاثية والعسكرية، وإن هذه التصرفات ستكون لها تداعيات سيئة للغاية على الثورة وسورية الوطن، وعلى مستقبل الجماعة في علاقتها مع الناس، فلا يحق لكم الركوب على الثورة أو قيادتها أو محاولات التحكم بها، ونحن الآن في مرحلة مفصلية سيترتب عليها الكثير من الأشياء، وإن هناك حالة احتقان لدى غالبية الأطياف السياسية والمدنية والثورية على الأرض وفي الخارج، من تصرفاتكم وأساليبكم وعمليات الإقصاء والتهميش المبرمج، فالثورة ليست ثورتكم ولم تصنعوها، بل ثورة الأفراد الذين يدفعون دماءهم وحياتهم وأمنهم واستقرارهم وأرزاقهم".
وذكرت قيادة "الحر" في رسالتها، أن "التركيبة السكانية والدينية والمذهبية لسورية، لا تسمح ولن تسمح بالأساس لهيمنة جماعتكم على الثورة الآن، أو السياسة السورية في المرحلة الانتقالية، ومن ثم الديمقراطية، ونعلمكم أن برنامجكم السياسي والصدق والإخلاص هو الميزان الوحيد لمستقبلكم في سورية الجديدة، والجميع يمكن أن يقبل بكم بحجمكم الطبيعي، مثلكم مثل أي طرف سياسي معارض للحكومة، وشريك يعرف حدوده في العملية السياسية والمشروع الوطني، الذي يجب أن يضم كل أبناء الوطن من دون أي تمييز أو تهميش أو إقصاء".
وردت جماعة "الإخوان المسلمين" في سورية، بأن البيان لا يمثل وجهة نظر الجيش الحر، حيث أكد رئيس المكتب الإعلامي للجماعة عمر مشوّح، أنّ "البيان الذي نُسب إلى القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، والذي حمل اتّهامات عدّة لجماعة (الإخوان)، لا يمثّل وجهة نظر قيادة الحرّ، وأنّ الجماعة على اتّصال مباشر معها على مدار الساعة، وأنّ الاتّهامات التي ساقها فهد المصري في بيانه بحقّ (الإخوان)، لا أدلّة عليها، وأنّ هذه الإساءات وغيرها تمثّل حلقة من سلسلة الإساءات للجماعة والنيل منها، تقودها أطراف عدّة، منها الحكومة السورية وبعض الدول العربية والإقليمية، وأنّ كلّ هذه الأسماء التي تحاول النيل من الجماعة، تعمل ضمن خطّة واضحة وممنهجة للنيل من سمعتها"، مضيفًا "أنصح هذه الأسماء بالحفاظ على استقلالية قرارهم، والحفاظ عليه من دون المساس بالجماعة ورموزها ومشروعها، نحن جزء كبير من الشعب ومحاولات النيل منّا لن تأتي لكم بخير، ونربأ بالمصري وغيره، النيل من الجماعة والإساءة لها، وهو لا يمثّل شيئًا، وكلّ تسمياته التي ذيّل بها بيانه لا قيمة لها". وفنّد مشوح اتّهامات المصري، قائلاً "إنّ الجماعة لا علاقة لها باستقالة معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف الوطني، أو الخلافات في الائتلاف، وإنّ الخطيب سبق وأن صرّح بذلك، وقال إنّ سبب استقالته هي تخاذل العالم عن وعوده التي التزم بها لنصرة الشعب السوري، أما عن اختيار غسان هيتو رئيسًا للحكومة الموقتة، فالجماعة لم تكن وراء ذلك الاختيار، فاختياره كان وفق إستراتيجية التوافق داخل الائتلاف، وفيما يتعلق باتهام (الإخوان) بالهيمنة، فالجماعة لا تمثل في المجلس الوطني والائتلاف إلا ما نسبته عشرة في المائة وأقل، وإن كان نصيب الآخرين أقلّ، فهو بسبب ضعفهم لا جشعنا، أمّا بشأن الاتّهام بعمل جماعة (الإخوان) على إسقاط الدولة، فالجماعة منذ بداية الثورة، كانت حريصة على حماية الشعب والوطن والمؤسسات، والعمل للحفاظ عليها، ولا تريد غير إسقاط النظام من دون النيل من المؤسّسات، بل تعمل على حمايتها. وإنّ كلّ ما يجري من محاولات للنيل من الجماعة، هو مخطط فاشل وسخيف يحاول عرقلة مسار الثورة. وإنّ كلً من يتواطئ مع هذا المخطّط، سيكون عليه علامة استفهام حول مواقفه البعيدة عن التحالف الوطني".
ويتجه ائتلاف المعارضة السوري الوطني، إلى السعي إلى الحصول على مقعد سورية في منظمة التعاون الإسلامي، عقب حصوله على مقعدها لدى الجامعة العربية، حيث قال رئيس المجلس الوطني "المعارض" جورج صبرا، "إن حصول الائتلاف على المقعد في منظمة التعاون الإسلامي، يُمَكِّنه من كسب تأييد 56 دولة عضوًا في المنظمة، قبل الانتقال إلى مَسعى الحصولِ على مقعد الأمم المتحدة، وإن الائتلاف حصل على وعود فعلية من الدول العربية والإسلامية في هذا الشأن".
وكشف تقرير صادر عن منظمة حقوق الإنسان، بعنوان "المتعاونون في الصراع السوري"، عن أن جمهوريتي أذربيجان وجورجيا، الواقعتين في جنوب القوقاز، تقدمان الدعم للحكومة السورية، فيما سلّط التقرير الضوء على اللاعبين الدوليين، الذين يدفعون الحكومة السورية لسفك المزيد من الدماء، مركزًا على الجهات التي تدعم دمشق، كما حمّلها المسؤولية الأكبر عن وقوع الأعمال الوحشية في البلاد.
وأرسلت جورجيا العديد من شحنات الوقود من أراضيها إلى سورية، وللولايات المتحدة الأميركية علاقات ثنائية وثيقة مع جورجيا، مما يسمح لها بخطوات سياسية ودبلوماسية لهدف كشف الحكومة الجورجية عن قيام مواطنيها بأعمال فردية لتأجيج الأزمة في سورية، وفي البداية كانت تصل بعض الإمدادات العسكرية الروسية عبر الأراضي التركية، لكن بعد اتخاذ تركيا خطوات للتحقق من حمولة الطائرات الروسية المتوجهة إلى سورية، حاولت روسيا وإيران وكوريا الشمالية استخدام العراق كممر بديل للأسلحة، وأرسلت روسيا إمداداتها كذلك عبر أراضي أذربيجان وإيران.
وتسعى روسيا إلى توريد المعدات العسكرية والإمدادات الأخرى إلى سورية، عن طريق الجو من موسكو إلى دمشق عبر أذربيجان وإيران والعراق، وتبين الوثائق أنه في شهري تشرين الثاني/نوفمبر، وكانون الأول/ديسمبر عام 2012، حاولت موسكو تنظيم 4 رحلات منفصلة إلى سورية، وأرسلت في كل واحدة طائرة هليكوبتر قتالية مجددة من طراز "مي 25"، وتستخدم موسكو الخط نفسه إلى دمشق، عبر أذربيجان وإيران والعراق، لإرسال شحنات إلى الحكومة السورية، تتضمن العملات الورقية المطبوعة حديثًا، ووفقًا لسجلات الطيران التي تم تسريبها، وفواتير الشحن الجوي، في الفترة بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر عام 2012، تم نقل 30 طنًا من الأوراق النقدية في 8 رحلات منفصلة بين موسكو ودمشق