الجزائر - فاطمة سعداوي
يتوجه الجزائريون صباح اليوم الخميس الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم الجديد، تحت حراسة أمنية مشددة، ومنافسة فاترة بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الأوفر حظا لولاية رابعة، وخمسة مرشحين آخرين أبرزهم علي بن فليس الذي حذر مراراً من "التزوير". وسيعمل على تأمين انتخابات اليوم أكثر من 186 ألف شرطي ودركي لحماية نحو 21 مليون ناخب سيدلون بأصواتهم في 45 ألف مكتب اقتراع لاختيار رئيس من بين ستة مرشحين بينهم امرأة واحدة، وسط شكوك المعارضة من التلاعب في الأصوات أو انزلاقات أمنية.
وكشف ثلاثة مرشحين لانتخابات الرئاسة، هم بن فليس، وموسى تواتي، وعلي فوزي رباعين، عن تنسيق جماعي بينهم لحماية الأصوات من "التزوير".
وقد أثرت الحملة الدعائية التي قادتها دوائر إعلامية مناصرة للرئيس بوتفليقة ضد منافسه الأبرز بن فليس، في سلوك الجزائريين أمس، فوقفت آلاف السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود لشراء كميات إضافية منه، تحسباً لحدوث عنف، اتُهم بن فليس بالتحضير له بعد إعلان نتائج الاقتراع.
في غضون ذلك، أعلنت حملة الرئيس المنتهية ولايته بوتفليقة أمس, أنه سيقوم شخصيا بالإدلاء بصوته اليوم بعد شكوك حول قدرته على القيام بواجبه الانتخابي. وتشهد انتخابات العام الحالي، للمرة الأولى، غياب أي مرشح إسلامي، نتيجة اعتراض الأحزاب الإسلامية على ترشح بوتفليقة (77 سنة) لفترة جديدة في ظل وضعه الصحي المعروف، وأيضا بسبب إقدام المحيطين به على ترشيحه وخوض حملته في عملية عدتها المعارضة ترشيحا بالوكالة.
وقال بوتفليقة في رسالة وجهها إلى الشعب ، إن "التصويت واجب أكثر مما هو حق من حقوق المواطن، وهو الكفيل بضمان الأمة من التفكك والانفصام"، ونبّه إلى أن "المقاطعة والامتناع عن التصويت من دون أسباب وجيهة سلوك يعبر عن عدم الانتماء إلى الأمة الجزائرية، إذ أن الانتخاب هو أم شعائر المواطنة.
في المقابل، قال سفيان صخري القيادي في حزب "جيل جديد" المشارك في تكتل أحزاب المعارضة الداعية إلى مقاطعة الانتخابات، أن لحزبه ممثلين في كل الولايات سيكونون في الميدان، مكلفين أخذ الملاحظات في يوم الانتخاب. وأضاف أن هؤلاء المراقبين سينقلون معلومات حول نسب المشاركة التقديرية من خلال الصورة العامة لتوافد المواطنين على مكاتب الاقتراع.
ورجح صخري أن تكون نسب المشاركة متدنية جداً بحيث لا تتجاوز 15 في المئة. وقال : "نحن متأكدون من أن وزارة الداخلية ستعمد إلى إعلان نسب غير معقولة ومضخمة في شكل فاضح والنيات لفعل ذلك بارزة للعيان."
يذكر ان الشرطة الجزائرية وضعت في حال تأهب قصوى واستدعت 186 ألف عنصر أمن سيوزَعون على مراكز التصويت، فيما أُعطيت تعليمات لتكثيف الحواجز الأمنية، ومنع وقوف السيارات أمام المؤسسات المعنية بتنظيم الانتخابات.
وسيواكب الانتخابات الرئاسية، الخامسة في تاريخ التعددية في الجزائر (منذ 1988) مئات من المراقبين من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي.