تظاهرة في أوكرانيَّا

تستضيف جنيف  الخميس اجتماعاً مهماً حول الازمة الأوكرانية يضم الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي، في محاولة لإيجاد مساحة حوار في شأن تقاسم النفوذ وفك الاشتباك بين السلطة والانفصاليين ، وسط توقعات لا تنبئ بالتوافق على تسوية ، في ظل تفاقم الوضع على الارض في شرق البلاد مع استيلاء الانفصاليين المؤيدين لروسيا على ست آليات مدرعة أوكرانية مع طواقمها، ورفع العلم الروسي عليها، الامر الذي يقوض آمال السلطلة المركزية في كييف في استعادة السيطرة على شرق البلاد المضطرب.
وتعامل الجانب الروسي مع القمة المرتقبة بلامبالاة،. وحتى ساعات بعد ظهر أمس الاربعاء لم تكن البعثة الديبلوماسية الروسية في جنيف على علم بالقرار الأخير لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من حيث المشاركة في الاجتماع، وكانت تتصرف على أساس يوم عمل روتيني من دون تحضيرات استثنائية لحدث في مستوى الاجتماع الرباعي.
أما السفارة الأميركية في جنيف ، فقالت إنها "تعمل على أساس أن اللقاء سيعقد اليوم، وأن التحضيرات مستمرة على هذا الأساس"، موضحة أن الاجتماع سينطلق الثامنة والنصف صباحاً ويستمر حتى الرابعة بعد الظهر، وأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاترين أشتون سيعقدان مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
وتبدو التوقعات ضعيفة جداً نظراً الى تباعد وجهات النظر بين الغرب وموسكو في شأن أسباب الأزمة وسبل التوصل إلى حلها، إذ ترى موسكو أن أزمة أوكرانيا مفتعلة شاركت فيها مجموعات يمينية متطرفة مع أطراف خارجيين، في تلميح الى الاستخبارات الأميركية. وعليه فإن الحل من وجهة نظر موسكو يبقى خارج إطار التدخل الخارجي ، وإنما من خلال حوارٍ داخلي أوكراني - أوكراني توصلاً إلى نظام حكم جديد يقوم على الفيديرالية بين الأوكرانيين الذين يتطلعون الى الانضمام الى الغرب، والأوكرانيين الذين يميلون إلى روسيا.
واستباقاً لأية محاولة من موسكو لحصر الحوار الرباعي في البحث في آلية تعديل الدستور الأوكراني والتوجه نحو الفيديرالية، أعلن مندوب أوكرانيا لدى الأمم المتحدة في جنيف أن الوفد الأوكراني لن يناقش في هذا اللقاء قضية إقامة نظام فيديرالي. ورأى البرلمان الأوكراني أن البحث في جنيف يجب أن يتناول فقط سبل منع "الأعمال العدوانية والتخريبية الروسية التي تعرض للخطر وحدة الأراضي الأوكرانية وتهدف إلى إثارة الميول الانفصالية".