من اثار الدماء الذي خلفه الصراع في سورية
دمشق ـ جورج الشامي
سقط 93 قتيلًا سوريًا الجمعة، فيما أعلن الجيش السوري الحر "المعارض"، بدء "معركة القصاص" في إدلب، ردًا على المجازر البشعة في حق أهل بانياس، تمهيداً لتحرير المدينة، فيما قصفت القوات الحكومية ريف دمشق وحمص، وسط اشتباكات عنيفة في أحياء العاصمة وحلب.وبدأت قوات الجيش الحر باستهداف مراكز عدة
للجيش السوري في ريف إدلب
، كمعمل القرميد ومعسكر الشبيبة والنيرب, بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية, مع استمرار المعارك داخل مطار أبو الظهور، إذ وقعت انفجارات في مستودعات الذخيرة في معمل القرميد واندلعت النيران في معسكر الشبيبة ومطار أبو الظهور, وتم ضرب البوابة الرئيسة وتحقيق إصابات مباشرة فيها, مع قصف القوات الحكومية لمناطق عدة من الريف من تلك المعسكرات بالطيران الحربي، ثم أعلنت كتائب الجيش الحر بدء عملية واسعة النطاق أطلق عليها "معركة القصاص لأهلنا في بانياس"، لتحرير أكبر المعسكرات التي تتحصن فيها القوات الحكومية على الطريق بين إدلب وأريحا، متمثلة في معسكر الشبيبة الواقع على الطريق الدولي بين أريحا وسراقب، ومعمل القرميد الواقع على الأوتستراد الدولي بين أريحا وسراقب إلى الغرب من معسكر الشبيبة، وحاجز الصناعة الواقع على أطراف مدينة أريحا من جهة الشرق، ومعسكر المسطومة الواقع على الطريق الواصل بين مدينة أريحا وإدلب المدينة, مركز قيادة العمليات العسكرية في إدلب، وحاجز تل المسطومة الذي يتربع على هضبة مرتفعة وسط بلدة المسطومة ويقع غرب المعسكر، إضافة إلى عدد من الحواجز التي تحمي وتحيط بهذه المعسكرات, والتي أذاقت قرى جبل الزاوية ومعرة النعمان والريف الشمالي وسراقب وبنش وتفتناز وسرمين وغيرها من المدن, أذاقتها مرارة القصف وزرعت الرعب بقذائفها التي تنهال بشكل يومي على غالبية مناطق المحافظة والتي تصل لمسافة 40 كيلو مترًا.
وأكد المرصد السوري سقوط 93 قتيلًا الجمعة بينهم سبع سيدات و12 طفلا، 30 قتيلا في حماة، معظمهم في حلفايا, 23قتيلا في دمشق وريفها , 18قتيلا في حمص , 16قتيلا في حلب , أربعة قتلا في درعا, قتيلان في دير الزور.
فيما قامت كتائب الحر بدك المعسكرات بقذائف الهاون والدبابات والصواريخ المحلية الصنع التي تساقطت داخل المعسكرات وهزت تحصينات القوات الحكومية, وأدت إلى انفجارات مدوية داخل معسكر الشبيبة، وانفجارات قوية في أحد مستودعات الذخيرة في معمل القرميد, وتدمير آليات عدة داخل المعسكر وفي حاجز الصناعة على أطراف مدينة أريحا, كما قامت باستهداف معسكر المسطومة وحاجز التل بقذائف عدة أدت إلى إصابات كبيرة في صفوف القوات السورية, كما استطاع الثوار تفجير سيارة تحت جسر كفرنجد على الأوتوستراد الدولي أدت إلى مقتل عدد من الضباط، فيما شهدت المنطقة غارات عدة لطائرات "الميغ" الحربية التي استهدفت الأحياء الشرقية من مدينة أريحا مستهدفة المنازل, كما طال القصف المقبرة الرئيسة في المدينة، وتعرضت بلدة النيرب لغارات عدة من طائرات الميغ الحربية, كما تعرضت بلدات بنش ومعرة مصرين لقصف متقطع من المدفعية الثقيلة، في حين قام "تجمع شهداء سورية" بالتعاون مع "تجمع أحفاد الرسول"، بضرب مقرات القيادة والباب الرئيس في مطار أبو الظهور براجمات الصواريخ والهاون والمدفعية, وأعلنت أن هناك مجموعات اقتحام جاهزة للاستحواذ على المطار في حال تم تدمير الباب الرئيس, ولا تزال حتى الآن الاشتباكات قائمة وقد حقق الثوار إصابات كثيرة في "البلوكوسات" (هنغارات الطيارات), ومقرات القيادة, وارتفعت ألسنة النيران داخل أسوار المطار.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "اشتباكات تدور في محافظة دمشق عند أطراف حي برزة، بين مقاتلي كتائب المعارضة والقوات الحكومية واللجان الشعبية الموالية من حي عش الورور المجاور، الذي يقطنه غالبية من الطائفة العلوية، وفي الريف سيطرت المعارضة على دبابة تابعة للقوات الحكومية في مخيم الحسينية، كما تعرضت مناطق في بلدة معضمية الشام والغوطة الغربية لقصف من قبل قوات الجيش الحكومي المتمركزة على جبال الفرقة الرابعة، وتجدد القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على مناطق في بلدة دروشا، من القوات الحكومية المتمركزة في الفوج 100 و الفوج 153، إضافة إلى انتشار عناصر من حاجز التربة على طريق سرايا الصراع، من دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن، كما قُتِلَ أربعة من جنود حكوميين المتمركزة في حاجز زاد الخير على طريق المطار في كمين نُصب لهم من قبل كتائب المعارضة أثناء توجههم إلى بلدة المليحة، فيما قتل رجل في مدينة عقربا على يد القوات الحكومية الجمعة، وفي حمص تعرض حي الوعر لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من عائلة واحدة هم رجل وسيدتان، بالتزامن مع اشتباكات دارت في الحي، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف المعارضة والجيش الحكومي، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات في محافظة حلب في محيط فرع المخابرات الجوية في حي الزهراء وسط أنباء عن خسائر بشرية وسماع أصوات انفجارات في أحياء الخالدية وشارع النيل والسبيل، ولم ترد معلومات عن طبيعة الانفجارات حتى اللحظة، كما استهدفت كتائب المعارضة مبنى بريد قرية جبرين الذي تتمركز فيه القوات الحكومية قرب مطار النيرب العسكري بصواريخ محلية الصنع، وقتل عنصر من المعارضة من بلدة الأبزمو خلال اشتباكات في معسكر الشبيبة في ريف إدلب