الجيش السوري الحر يستهدف "الجوية"
دمشق - جورج الشامي
استطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء الأربعاء، توثيق ثلاثة وتسعين قتيل بينهم ثلاثة عشر طفلاً، عشر سيدات، وسبعة تحت التعذيب، فيما أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن مفتشيها سيتوجهون إلى سورية لمعاينة ثلاثة مواقع يُعتقد أنه استُخدمت فيها أسلحة كيميائية، في الوقت الذي استهدف فيه
"الجيش الحر" بصواريخ غراد مطار حماه العسكري، في حين خطف مقاتلون جهاديون مرتبطون بتنظيم "القاعدة" نحو 200 مدني من بلدتين كرديتين في ريف حلب في شمال سورية، بينما سقطت قذائف عدة في شارع فارس الخوري المتفرع من ساحة العباسيين في العاصمة السورية دمشق، في وقت استمرت الاشتباكات بين القوات الحكومية والثوار على محور جوبر- كراج العباسيين.
وسجلت اللجان المحلية مقتل ثلاثين في دمشق وريفها، ثمانية عشر في حلب، إثني عشر في حمص ، أحد عشر في درعا، ثمانية في إدلب، خمسة في دير الزور، أربعة في حماه ، ثلاثة في الحسك، وقتيل في الرقة، وقتيل في اللاذقية.
وأحصت اللجان 473 نقطة للقصف، غارات الطيران الحربي في 39 نقطة كان أعنفها جبل الزاوية في إدلب، البراميل المتفجرة سقطت على ثلاث عشرة نقطة، الرقة، حريتان والشيخ مقصود في حلب، دير سنبل، سراقب، بشلامون، سرجة، البارة، تفتناز، بنش، مرعيان كصنفرة في إدلب، الغسانية في حمص، أربعة صوايخ أرض أرض ثلاثة، منها استهدفت منطقة المطاحن على طريق مطار دمشق الدولي، وبصر الحرير في درعا، القصف المدفعي سجل في 151 نقطة ، تلاه القصف الصاروخي في 142 نقطة، والقصف بقذائف الهاون سجل في 118 نقطة.
فيما اشتبك الجيش الحر مع قوات الحكومة في 145 نقطة قام من خلالها.
في دمشق وريفها قام "الحر" في القابون باستهداف رحبة الدبابات والمدرسة الصناعية وتجمّعات لقوات الحكومة خلف البلدية بمدفع 82 وحقق إصابات مباشرة, وفي برزة تصدى "الحر" لمحاولة قوات الحكومة اقتحام الحي, وفي الغوطة الشرقية استهدف "الحر" تجمعات قوات الحكومة في محيط المطاحن كما استهدف "الحر" بالشيلكا طائرة ميغ قرب المطاحن، واستطاع "الحر" السيطرة على المزارع كافة في محيط الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي، وفي المليحة قتل "الحر" عددًا من قوات الحكومة في لغم مضاد للدبابات.
وفي درعا قام "الحر" باستهداف تجمعات لقوات الحكومة على طريق حوى في نوى وحقق إصابات مباشرة, كما استهدف في الحارّة عربات الشيلكا بالرشاشات الثقيلة, كما سيطرة على كتيبة النقل في بصر الحرير.
وفي حماه استهدف "الحر" بصواريخ غراد مطار حماه العسكري وحقق إصابات مباشرة داخل المطار.
وفي حلب استهدف "الحر" تجمّعات قوات الحكومة في قريتي نبل والزهراء, كما استهدف "الحر" بالقنابل اليدوية قوات الحكومة المتمركزين في الأبنية المطلّة على مبنى الشرعية, وفي حي الخالدية استهدف "الحر" بمضادات الطيران مبنى المخابرات الجوية, واستهدف بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ مبنى الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية, وفي السفيرة دمر "الحر" أربع آليات محملة بالذخيرة وعطب مدفعين عيار 23 وخمس سيارات دوشكا، وقتل عشرين عنصرًا من قوات الحكومة، وأسر عددًا آخر على طريق خناصر-السفيرة.
وفي حمص استهدف "الحر" الكلية الحربية بصواريخ 107.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسركي "ستتوجه البعثة إلى سورية في أقرب وقت ممكن للتحقيق بشكل متزامن في ثلاثة حوادث تم الإبلاغ عنها".
ويأتي هذا الإعلان بعد التوصل إلى اتفاق، الأسبوع الفائت، بين موفدَين خاصَّيْن زارا دمشق والحكومة السورية، وكانت دمشق رفضت حتى الآن كل طلبات التحقيق من جانب الأمم المتحدة.
وأوضح دبلوماسي أن المحققين هم في صدد تجميع أنفسهم في أوروبا مع إمكان أن يتوجهوا إلى سورية، اعتبارًا من الأسبوع المقبل.
وسبق أن أعلنت المنظمة الدولية أن سورية وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة أبلغتها بوقوع 13 هجومًا بأسلحة كيميائية منذ بدء النزاع في سورية قبل أكثر من عامين.
وسيتركز التحقيق في مرحلة أولى على ثلاثة مواقع، لكن نيسركي أورد أن الامين العام بان كي مون "يظل مُدركًا أنه تم الإبلاغ عن حوادث أخرى، والبعثة ستواصل البحث عن توضيحات لدى الدول الأعضاء المعنية".
وأضاف المتحدث أن محققي الامم المتحدة سيتوجهون إلى بلدة خان العسل في محافظة حلب، حيث تؤكد دمشق أن مقاتلي المعارضة استخدموا أسلحة كيميائية في 19 آذار/ مارس ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا بينهم 16 جنديًا سوريًا.
والموقعان الآخران اللذان سيزورهما المحققون هما الطيبة في ريف دمشق، حيث رُصد هجوم بسلاح كيميائي في آذار/ مارس، ومدينة حمص (وسط) حيث يُشتبه في وقوع هجوم كيميائي في 23 كانون الأول/ ديسمبر الفائت.
وكانت الحكومة السورية طلبت من الأمم المتحدة أن تُجري تحقيقًا منذ آذار/ مارس، لكنها منعت في الوقت نفسه إجراء أي تحقيق، وشدّدت على وجوب أن تركز الامم المتحدة عملها على موقع خان العسل من دون سواه.
وتمكن رئيس بعثة الامم المتحدة المكلفة التحقيق بشأن مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في سورية آكي سيلستروم، والممثلة العليا للامم المتحدة لشؤون نزع السلاح أنجيلا كاين، من انتزاع اتفاق الأسبوع الماضي بعدما التقوا ليومين مسؤولين في حكومة الرئيس بشار الأسد.
وقال مدير لوبي "غرين كروس إنترناشول" بول ووكر إن "هذه خطوة كبيرة أن يتمكن المحققون من الذهاب إلى سورية".
وأضاف ووكر الذي يراقب منذ سنوات عدة برامج التسلح النووي لسورية إنه "من دون إجراء تحقيق على الأرض لا يمكننا أن نقوم سوى بتكهنات وتوقعات ليس هناك أي دليل عليها".
وتابع أن "الأدلة تم على الأرجح محوها، ولكن التمكن من الذهاب إلى المكان سيتيح للمحققين الحصول على تقارير التشريح، وسيمكنهم أيضًا من الاستماع إلى ضحايا مباشرين وهم يدلون بشهاداتهم، وهو ما قد يكون مفيدًا للغاية".