أحد عناصر الجيش السوري الحر
دمشق - جورج الشامي
ارتكبت قوات الأسد 8 مجازر في دمشق وحمص، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى، بينهم 8 أطفال، و10 عناصر من الجيش "الحر"، وفي الوقت الذي أكد فيه رئيس الائتلاف السوري المعارض أنه طرح حلولاً وأفكارًا عدة على الائتلاف، لكنها جوبهت بالرفض، واستقالته قائمة وليست مساومة، أكدت إيران مواصلة دعمها
للنظام السوري، ودعم المحاولات كافة لحل الأزمة، مشددة على أن القضية الفلسطينية هي الأهم في الوقت الراهن.
في غضون ذلك نقل إعلام النظام السوري قول الأسد أن ما كانت تخفيه أمريكا أصبح واضحًا، وهو استهداف المحور المقاوم، مؤكدًا أن المعركة طويلة، وأن معركة الانتصار قد بدأت، كذلك هاجم ممثل الائتلاف المعارض في لندن القيادة الأميركية، مؤكدًا أن رفض إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل في الأزمة التي تشهدها سورية "إهانة للشعب السوري".
وأضاف الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً "ما نخبأه للأعداء كاف ليجعلهم يفكرون بالهزيمة قبل أي شيء، نحن صامدون ونحن قادمون لتحقيق النصر".
والتقى الأسد الوفد العسكري الرفيع الذي زار كوريا، واطلع على الاتفاقات العسكرية الموقعة، كما التقى مع قادة الأسلحة الاستراتيجية في سورية.
وأكد الرئيس الأسد بعد لقائه للقادة العسكريين أن "سورية الآن هي أكثر قدرة على الصمود وتحقيق النصر"، وتابع قائلاً أن "ما كانت تخفيه أميركا أصبح واضحًا، وهو استهداف المحور المقاوم (سورية، إيران، كوريا الديمقراطية، وأصدقائهم)، بصورة منفردة، حتى يسهل عليها تحقيق النصر، ولكن وضوح الصورة لدى هذا المحور كشف الأعداء، ونحن نقف في وجه مخططات الاستحواذ التي تقودها أميركا".
وتزامن هجوم الرئيس السوري على القيادة الأميركية مع هجوم لممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في لندن وليد سفور عليها أيضًا، وذلك على ما اعتبره "تقاعسها ضد نظام الرئيس بشار الأسد"، مؤكدًا أن "بريطانيا وفرنسا تمثلان الآن أفضل أمل لإنقاذ حركة التمرد في سورية".
وقال سفور، في مقابلة مع صحيفة "ديلي تليغراف"، أن "رفض إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل في الأزمة، التي تشهدها سورية منذ أكثر من عامين، إهانة للشعب السوري، غير أن موقف بريطانيا وفرنسا هو أكثر تقدمًا، وأفضل من موقف الولايات المتحدة، التي ترفض اتخاذ أي إجراء"، وأضاف أن "بريطانيا أكثر فاعلية في مساعدة المعارضة السورية، وتزيد دعمها، ولديها ميل للمساعدة، وهذا يأتي من رئيس وزرائها (ديفيد كاميرون)، غير أنها لم تقبل حتى الآن إلى جانب فرنسا مطالب الائتلاف الوطني في إقامة منطقة حظر جوي في شمال سورية".
وأشار سفور، العضو في جماعة الأخوان المسلمين السورية المعارضة، إلى أن لندن وباريس "بدأتا التحرك تدريجيًا تجاه الاقتناع بمطلب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بشأن منطقة حظر الطيران"، معتبرًا أن "الولايات المتحدة بحاجة لأخذ زمام المبادرة في دعم المعارضة السورية"، واصفًا جهودها السياسية في سورية بأنها "ضارة"، وأن تصنيف الولايات المتحدة لـ"جبهة النصرة"، على لائحة المنظمات الإرهابية خطأً تكتيكي، لم يساهم سوى في تحييدها أكثر عن الوضع القائم على الأرض في سورية.
وكشف سفور أن الأميركيين "طلبوا من الائتلاف الوطني المعارض تصنيف جبهة النصرة كمنظمة إرهابية، وكانوا غاضبين حين أعلن رئيسه أحمد معاذ الخطيب بأن الائتلاف لا يستطيع اعتبار الذين يُقاتلون لتحرير سورية إرهابيين".
وقالت "ديلي تليغراف" أن "بريطانيا هي واحدة من البلدان الحاضرة في غرفة العمليات في تركيا، الساعية إلى إدارة تدفق الأسلحة إلى سورية، وتوجيهها إلى المجلس العسكري الأعلى (الجناح العسكري للائتلاف الوطني المعارض).
وأكد رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب أنه "إذا صدق النظام، فسيقبل التفاوض معه في دمشق على الحل"، موضحًا أن "الحل السياسي هو الحل العاقل، وهو بيد السوريين، إذا كانوا يدًا واحدة"، معتبرًا أن "هناك مؤامرة واضحة جدًا على سورية، وأن أي تدخل خارجي هدفه تقسيم البلاد".
ولفت الخطيب، في حديث لقناة "دبي" الفضائية، إلى أنه "لابد من برنامج انتقالي يضمن حقوق الجميع في أجهزة الدولة، كما حدث في جنوب أفريقيا وراوندا"، مشيرًا إلى أن "النظام ومجموعته الأمنية عاثوا في الأرض فسادًا والحق العام سيلاحقهم، والائتلاف ليس جسمًا كاملاً، وهناك تباين في وجهات النظر، وبعض أعضاء الائتلاف يتصرفون بطريقة غير لائقة"، مؤكدًا إصراره على استقالته، ومشددًا على أنها "ليست مساومة، والأمر مرتبط بمعادلات كثيرة، حيث أن وجودي على رأس الائتلاف مفيد لكنه بعيد عن احتياجات الناس، وطرحتُ كثيرًا من الأفكار على الائتلاف، لكنها جميعًا جوبهت بالرفض".
وذكر الخطيب أنه التقى بشار الأسد مرة واحدة، عرضيًا، مطالبًا إياه بتذكر أطفال سورية كلما نظر إلى أطفاله، خاتمًا حديثه أن "الثورة السورية ستهز العالم، ودماء الشعب لن تذهب سدى".
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حسين أمير عبداللهيان، الاثنين، أن "طهران ملتزمة بمواصلة دعم إصلاحات الرئيس السوري بشار الأسد، وتدعم جميع المحاولات لحل الأزمة السورية"، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية هي الأهم في الوقت الراهن، مؤكدًا على ضرورة الاهتمام الجاد للدول العربية والإسلامية للوصول لحل عادل وكامل للقضية الفلسطينية، وأن إسرائيل في أسوء وضع لها في الوقت الحالي.
وأعلن عبد اللهيان استعداد بلاده لمساعدة مصر في مختلف المجالات، حيث قال "لو هناك طلب من المسؤولين المصريين للمساعدة فنحن مستعدون للتعاون".
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تنظر بنظرة مذهبية إلى أي مكان في مصر، دينيًا كان أو سياحيًا، وهذا أمر داخلي وشأن مصري، وستشاهدون حضور السياحة الإيرانية إلى مصر لدعم اقتصادها"، مشيدًا بالعلاقات المصرية الإيرانية في القطاع الصناعي، معتبرًا أنها في أفضل حالاتها، مشيرًا إلى أن بلاده تقيم علاقات طيبة وصداقة مع الجميع، وليست في حاجة للتدخل في شؤون الدول العربية.
ميدانيًا، أكدت شبكة "سانا الثورة" توثيقها لخمسة مجازر في مناطق مختلفة من العاصمة السورية دمشق، وثلاثة في محافظة حمص، أحدها كان في قلعة "الحصن"، حيث أعد الجيش السوري النظامي كمينًا لمقاتلي "الحر"، قتل فيه 10 من مقاتلي الكتائب.
واستمر القصف باستخدام الطيران الحربي و راجمات الصواريخ و قذائف الهاون على محافظات سورية عدة، سقط جرائها أكثر من 140 قتيلاً، ومئات الجرحى، مع تهدم منازل مدنيين.
وقتل ما لا يقل 45 عن من القوات النظامية، خلال اشتباكات وهجوم على نقاط عسكرية وحواجز، بينهم 17 في دمشق و ريفها، وواحد في درعا، و7 في حلب، و7 في حمص، و6 في إدلب، وواحد في الرقة، وواحد في دير الزور، بالإضافة إلى 5 في حماة.
ووثقت شبكة "سانا الثورة" ارتكاب قوات النظام 5 مجازر في دمشق وريفها، خلال أقل من 12 ساعة، سقط فيها نحو 50 شخصًا، الأولى في مدينة كفر بطنا في ريف دمشق، قتل فيها 15 شخصًا، بينهم 8 أطفال، والثانية في مخيم اليرموك في العاصمة، وبلغ عدد ضحاياها 7 قتلى، وأكثر من 40 جريحًا، كما وقعت مجزرتان في حي دمر في دمشق، قتل في الأولى 15 شخصًا تحت التعذيب في فرع الأمن العسكري، فيما ضحايا الثانية 5 أفراد من عائلة واحدة.
والمجزرة الأخيرة وقعت في مدينة حمورية، وسقط فيها 5 قتلى نتيجة القصف العنيف، الذي طال المدينة براجمات الصواريخ.
ونفذ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في مدينة يبرود في ريف دمشق، كما قصف الطيران المروحي مدينة قارة، ما أدى لسقوط جرحى، وتهدم في بعض المنازل، وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب في مدينة رنكوس، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما تعرضت بلدة المليحة لقصف من قبل القوات النظامية، وسقطت عدة قذائف على مدينة دوما، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وتتعرض مناطق في مدينة داريا وبلدة البحدلية لقصف من قبل القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، واستشهاد شاب من مدينة درعا العمالية متأثرًا بجراحه، نتيجة سقوط قذيفة هاون على منزله، ليلة الأحد، وفي دمشق استشهد شاب من حي برزة برصاص قناص من القوات النظامية صباح الاثنين.
كذلك كانت حمص مسرحًا لثلاث مجازر أخرى ارتكبتها قوات النظام في سورية، حيث شهدت مدينة تلكلخ مجزرة، قالت هيئة الثورة "إن جنودًا من قوات الأسد والشبيحة قتلوا فيها 12 شخصًا بعضهم ذبح بالسكاكين"، وعُثر في حي بابا عمرو على 4 جثث متفحمة، قال ناشطون "إن قوات النظام أعدمتهم ميدانيًا، قبل أن تحرق جثثهم"، في حين ارتكبت المجزرة الثالثة في قلعة الحصن، حيث قتل نحو 10 من عناصر الجيش "الحر"، في كمين نصبته لهم قوات النظام، وتتعرض مناطق في مدينة القصير لقصف من قبل القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط جرحى، وتضرر في بعض المنازل.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية في محيط حي الخالدية، الذي تحاول القوات النظامية اقتحامه والسيطرة عليه، وتترافق الاشتباكات مع قصف على الحي، ومناطق في أحياء حمص القديمة، وفي ريف حمص تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب عند أطراف منطقة البساتين في مدينة تدمر، كما تعرضت مناطق في مدينة الرستن للقصف.
وفي محافظة حلب، سقطت قذائف هاون على حي الأشرفية، وأنباء عن شهداء، وسقوط عدد من الجرحى، كما استشهد رجل من حي الكلاسة، إثر إصابته بشظايا قذيفة، الاثنين.
ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب في حي الشيخ مقصود، وتستخدم فيها الرشاشات الثقيلة والمتوسطة، وشوهدت طائرة حوامة تستهدف مناطق في الحي قبل قليل، وتعرضت مناطق في محيط مطار "منغ" العسكري للقصف، كما تعرضت مناطق في قرية عبطين في ريف حلب الجنوبي للقصف، واستشهد 12 مواطنًا، بينهم مقاتلان اثنان من الكتائب، أحدهم استشهد خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مطار "منغ" العسكري، والآخر من مدينة حلب، استشهد خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي القابون في مدينة دمشق, وسبعة مواطنين استشهدوا إثر سقوط قذائف على حي الشيخ مقصود في المدينة، كما استشهد رجل من مدينة السفيرة برصاص القوات النظامية قرب معامل الدفاع في ريف المدينة.