بغداد، دمشق ـ جعفر النصراوي، وكالات أفادت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الجمعة، بمقتل 78فردًا في مختلف المحافظات، غالبيتهم في دمشق وريفها وحلب، من بينهم 7 أطفال و4 سيدات، فيما أعلنت الخارجية الروسية عن لقاء يجمع خبراء أميركيين مع الأخضر الإبراهيمي قريبًا، وبينما دعا أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، جميع الأطرف بخاصة الحكومة السورية إلى وقف إراقة الدماء، مؤكدًا أن الرئيس بشار الأسد سوف "يُحال إلى المحكمة الدولية، في حال استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين"، بينما شدد "الائتلاف الوطني" المعارض على أن "أي حل لا يكون بنده الأول رحيل الأسد لن يكون مقبولاً للشعب السوري"، وفي حين يخشى الناشطون هجومًا بريًا على عدد من ضواحي دمشق تتدفق عليها تعزيزات عسكرية الجمعة، تستمر عمليات القصف والمعارك في محيط العاصمة وجنوبها" وبينما تستعد المعارضة المسلحة إلى حملة "ساعة الصفر"، لدخولها دمشق، فإن "احتمالات تدمير دمشق بصورة تامة في الشهور المقبلة تزداد".
وأعلنت "الهيئة العامة للثورة"، عن سيطرة "الجيش الحر" على الوحدة 122، التابعة لقوات الأسد في منطقة حرستا، الواقعة في شمال شرق العاصمة دمشق، واستيلائه على عدد من الدبابات، وكميات من الذخائر"، مشيرة إلى "اندلاع اشتباكات عنيفة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق".
ولفتت الهيئة إلى أنه "تعرضت منطقة داريا القريبة من دمشق لقصف بالطائرات الحربية"، مشيرة إلى "نقص في المواد الغذائية، والمحروقات نتيجة محاصرة قوات النظام للمنطقة".
وأفاد ناشطون، في وقت سابق، بأن "معظم أحياء مدينة دوما في ريف دمشق تعرضت إلى قصف عنيف براجمات الصواريخ"، فيما ذكرت شبكة "شام" أن "قوات الجيش الحكومي اقتحمت بلدة سوحا في ريف حماة الشرقي بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف، وشن حملة دهم للمنازل".
وأضافت "شام" أن حشودًا عسكرية ضخمة من الجيش تحاول اقتحام بلدة معضمية الشام في ريف دمشق من 3 محاور، ولا يزال القصف براجمات الصواريخ من الفرقة الرابعة مستمرًا بشكل كثيف"، فيما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن "مطار المزة" العسكري، ومقر الفرقة الرابعة تعرضتا إلى قصف عنيف.
من ناحيته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن خبراء من روسيا والولايات المتحدة سوف يجرون مشاورات خلال الأيام المقبلة مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سورية الأخضر الإبراهيمي.
وقالت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء الجمعة، إن لافروف التقى الإبراهيمي ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الخميس، لبحث "السبل الممكنة لتسوية الصراع الدائر في سورية".
وأضاف لافروف:"اتفقنا مع الأميركيين على أن خبراءنا سوف يجتمعون في الأيام المقبلة مع الإبراهيمي. وسوف نطرح ببساطة الأفكار المتضمنة في اتفاقيات جنيف على الطاولة"، لافتًا إلى أن "الإبراهيمي يأمل أن تدعم موسكو وواشنطن جهوده في تنظيم إجراء حوار مع النظام السوري والمعارضة للتوصل إلى ما يمكن تنفيذه عمليًا استنادًا إلى اتفاقيات جنيف".
بدوره، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه "يعول على الحكومة الأردنية على إبقاء حدودها مفتوحة للاجئين السوريين"، قائلاً:" قُتِل أكثر من 40 ألف شخص في سورية، ولا نعلم ما هو العدد الحقيقي للجرحى، ونريد مساعدة إنسانية أكبر من دول المنطقة للاجئين السوريين".
وأضاف بان، في مؤتمر صحافي من مخيم الزعتري للاجئين في الأردن:"سوف نشهد تزايدا في أعداد اللاجئين السوريين مع تصاعد أعمال العنف"، مشددًا على أن "الأمم المتحدة لن تدخر جهدًا في مساعدة اللاجئين السوريين في الداخل والخارج"، داعيًا "جميع المعنيين، لاسيما الحكومة السورية إلى وقف إراقة الدماء"، مناشدًا المجتمع الدولي أن "يساعد في إحلال السلام في سورية"، لافتا إلى أنه يعمل مع مبعوثه الخاص لـ"إنهاء العنف والوصول إلى مرحلة انتقالية في سورية".
ويصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى الإصلاحية جنوب شرق تركيا الجمعة، في زيارة تستمر 24 ساعة مخصصة للنزاع في سورية.
وسوف يخصص بان كي مون، زيارته إلى مخيم اللاجئين في الإصلاحية، الذي يضم أكثر من 135 ألف سوري تم إحصاؤهم رسميًا وعبروا الحدود هربًا من المعارك الدائرة في بلدهم منذ أكثر من 20 شهرًا، فيما بان، إلى المنظمة الدولية للصحافيين بعد الزيارة، قبل أن ينتقل إلى أنقرة لإجراء محادثات مع الرئيس عبد الله غول، ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية أحمد داود اوغلو.
وخلال زيارته إلى العراق، الجمعة، أكد بان كي مون، أن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يُحال إلى المحكمة الدولية، في حال استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، فيما عبر عن قلق الأمم المتحدة من التوترات التي تشهدها الساحة السياسية العراقية، خاصة ذلك القائم بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان بشأن المناطق المتنازع عليها.
وقال بان، خلال زيارة للعراق استمرت يومين، التقى خلالها كبار المسؤولين:" أعربت عن قلقي من احتمالية استخدام أسلحة كيميائية في سورية، ووجهت رسالة إلى الرئيس الأسد قبل يومين، كما فعلت قبل شهرين، وقلت إنه في حال استخدم أسلحة كيميائية بأي شكل فسوف يُجلَب للعدالة، وسوف يكون لتصرفه عواقب وخيمة".
وأضاف:"تحدثت في بغداد عن قرارات الأمم المتحدة في ما يتعلق بالأسلحة الكيميائية وحظر استخدامها، وكل محافل الأمم المتحدة تعرب عن قلقها، وأتمنى من القادة في سورية أن يصغوا لهذا الأمر جيدًا"، وبينما ثمَّن  بان كي مون، خلال لقائه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في بغداد، ما وصفه بـ"الإجراءات الشجاعة التي أبدتها الحكومة العراقية في تفتيش الطائرات التي ربما تكون حاملة لبضائع مشبوهة"، أكد أن "الإجراءات تتماشى مع قرارات الأمم المتحدة في منع وصول أسلحة إلى الأطراف المتنازعة في سورية".
وأشاد بـ"الموقف العراق الإنساني في قضية اللاجئين السوريين"، قائلاً:" تم مناقشة الوضع في سورية، وخصوصا قلقنا على الوضع الإنساني هناك، وأنا أوجه شكري لكرم العراق وضيافته بتوفير مكان للاجئين السوريين".
وفي شأن منفصل شدد بان كي مون، على "ضرورة عودة العلاقات العراقية ـ الكويتية إلى سابق عهدها، عبر مواصلة التعاون بما يسهم بحل المشاكل المهمة التي تشكل مصدر قلق"، بينما رئيس الحكومة العراقية بقلق المؤسسة الدولية من "الأزمة الناشبة في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان"، موضحًا أن ما يجري من توترات بين حكومته وإقليم كردستان "مثير للقلق".
ودعا بان، الجميع أن "يعملوا مع قادتهم لأجل مستقبل أفضل، وليس هناك بديل عن التعايش السلمي في عراق فدرالي موحد".
من جانبه، اعتبر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أن العراق ليس بديلاً عن الشعب السوري، حتى يقرر مصيره، مجددا تأكيده أن "الحل لا يتم إلا عبر الاحتكام إلى صناديق الانتخاب".
وقال المالكي إنه "لا حل من خلال التصعيد في سورية، وإنما ينبغي أن يكون الحل عبر الحوار والاحتكام إلى صناديق الانتخاب والالتزام بما تقرره الجمعية الوطنية والدستور"، معتبراً أن "هذه الأمور تخص الشعب السوري"، مضيفًا:" "لسنا بدلاء عن الشعب السوري في تقرير مصيره، وإنما نحن أشقاء وشركاء نتأثر إيجاباً وسلباً وبتطورات الأوضاع".
وأضاف المالكي:"العراق لم تبق عليه من قضايا تحكم وجوده تحت الفصل السابع سوى القضية بيننا وبين الكويت، والتي أخذت طريقها إلى الانتهاء والحل، خاصة بعد موافقة أمير الكويت".
وكشف أن "عملية البحث عن المفقودين والأرشيف للحكومة الكويتية سوف تبقى مستمرة"، مؤكدا أن "المتعلقات المتبقية من المواد التي أشار إليها قرار الأمم المتحدة 833 يتم تنفيذها بشكل سليم ودقيق بما يطمئن البلدين".
من ناحيته، أكد الناطق باسم "الائتلاف الوطني السوري" وليد البني، أن "أي حل لا يكون بنده الأول رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون مقبولاً لا للشعب السوري ولا للائتلاف"، قائلاً:" لن نرضى بشيء من دون هذا البند". وفي حديث إذاعي، أشار إلى أن "الجيش الحر" يحرز تقدماً واضحاً، قائلاً:" لا نعلم متى نستطيع السيطرة على ما يحصل حولنا من قتال، ومن الواضح أن المعارضة تتقدم بالرغم من تدمير البنية التحتية الكبير"، مشدداً على أن "النظام السوري بدأ يفقد سيطرته على الأرض ويتهاوى".
من جهته، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن "الناشطين يخشون هجومًا بريًا على عدد من ضواحي دمشق تتدفق عليها تعزيزات عسكرية الجمعة، بينما تستمر عمليات القصف والمعارك في محيط العاصمة وجنوبها".
في السياق ذاته، كتبت مراسلة صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية في لبنان، روث شيرلوك، أن "دمشق تواجه خطر التدمير الشامل"، لافتة إلى أن "المعارضة السورية المسلحة تستعد إلى حملة ساعة الصفر، التي يخططون فيها لدخول دمشق، ما يزيد من احتمال تدمير دمشق بصورة تامة في الشهور المقبلة". وتقول:" بينما تتقاتل القوات الحكومية مع المعارضة المسلحة على مشارف دمشق، قال محلل: إن القتال سيهزم طموحات الجانبين".
 وقال مدير مشروع برنامج الشرق الأوسط في "مجموعة الأزمة الدولية"  بيتر هارليغ:" إن دمشق قد تتعرض إلى دمار تام، وأن النظام متحصن في بعض مناطق دمشق، والمعارضة السياسية غير قادرة على تقديم صورة للمستقبل أو للخروج من الأزمة"، فيما يعتبر هارليغ، أن "دمشق قد تشهد نفس قدر الدمار الذي شهدته بلدات أخرى، ولكن الأمر سوف يكون أكثر سوءًا عن غيرها".
 وإضافة إلى خطر الإبادة بالأسلحة الكيميائية، يحذر هارلينغ من أنه "في حال فشلت المعارضة السياسية في توحيد صفوفها، ومد يد التسوية للموالين إلى الحكومة، فإن محاولات دخول دمشق لن ينجم عنها سوى إخفاق وحمام دماء"، قائلاً:" إن سورية قد تتحول إلى دولة فاشلة، ولا يمكن ترك المعارضة المسلحة تشن هجمات على العاصمة من دون توحيد صفوف المعارضة السياسية".