اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري في مراكش
دمشق ـ وكالات
أفادت المعارضة السورية، بمقتل 105 شخصًا على أيدي قوات الأسد، الأربعاء، فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية أن التفجيرات الثلاثة التي استهدفت الباب الخارجي لمبنى الوزارة في كفرسوسة في دمشق أدت إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 23 آخرين بجروح، فيما طالب المجلس الوطني السوري "المعارض" المجتمع الدولي
، بـ"إنشاء صندوق إغاثة" لدعم الشعب في الدفاع عن نفسه، بينما أكدت موسكو أن اعتراف الولايات المتحدة بـ"الائتلاف الوطني"، يعني أنها "تراهن على الانتصار العسكري للمعارضة، وذلك يخالف اتفاقات جنيف".
وفي حين اتهمت منظمة"هيومن رايتس ووتش"، الحكومة السورية بـ"استخدام القنابل الحارقة"، أكدت الخارجية البريطانية، الأربعاء، أن " المملكة المتحدة لا نستبعد أي خيار لإنقاذ الأرواح"، قائلاً "على نظام الأسد ألا يساوره أي شك بشأن عزمنا، أو يخطئ في حسابه لكيفية ردنا على أي استخدام للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية ضد الشعب السوري".
وأعلنت شبكة "شام" الإخبارية، أن 105 شخصًا قُتلوا الأربعاء على أيدي القوات الحكومية، في مناطق عدة من سورية، وأن القوات الحكومية شنت حملة دهم واعتقالات في حي الميدان في محافظة دمشق، لليوم الثاني على التوالي، وسط انتشار أمني كثيف، وفي ريفها جرى قصف عنيف من الطيران الحربي على مدينة داريا، وعلى مناطق عدة في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع قصف المدفعية الثقيلة على المنطقة، كما تجدد القصف المدفعي وبراجمات الصواريخ على مدن معضمية الشام وحرستا، في حين جرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة الحولة وريفها، وفي حلب قصفت المدفعية السورية الثقيلة حي الصاخور، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في الحي، وفي ريفها جرى قصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة حريتان كما تجددت الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والجيش الحر داخل كلية المشاة في منطقة المسلمية، وفي محافظة درعا جرى كذلك قصف عنيف براجمات الصواريخ على مدينة طفس وقصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة، وفي محافظة دير الزور تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على معظم أحياء المدينة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في حي الجبيلة ومحيط دوار غسان عبود، أما محافظة اللاذقية فجرى قصف براجمات الصواريخ والمدفعية على منطقة مصيف سلمى وقراها"، موضحة أن "طريق مطار دمشق الدولي بات آمنًا إلى حد كبير، وأن حركة الطيران عادت إلى طبيعتها في المطار".
فيما وقعت مساء الأربعاء، 3 انفجارات عند مبنى وزارة الداخلية في كفرسوسة في العاصمة السورية دمشق ما أدى إلى أدت إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 23 آخرين بجروح.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن وزارة الداخلية أصدرت بياناً قالت فيه إن "التفجيرات الإرهابية الثلاثة أمام مبنى وزارة الداخلية أدت إلى وقوع خمسة شهداء وإصابة 23 شخصًا بين مدنيين وعناصر من الوزارة".
وكان مصدر رسمي قال ليونايتد برس إنترناشونال إن "4 أشخاص قتلوا" في التفجيرات كما أصيب عدد آخر بجروح، "إصابات بعضهم خطرة"وأن الحصيلة مرشحة للارتفاع.
وقال المصدر إن وزير الداخلية محمد الشعار ومعاونيه بخير.
وكان شخص قد قتل وأصيب 4 آخرون بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين في مدينة جرمانا في ريف دمشق، فيما جرح شخص بانفجار عبوتين أخريين خلف قصر العدل في العاصمة السورية دمشق، في وقت سابق الأربعاء.
وتشهد سورية منذ 15 آذار/مارس العام 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تحوّلت الى مواجهات بين قوى مسلّحة وأجهزة الأمن الحكومية، أدّت الى مقتل الآلاف من الطرفين.
من ناحيته، التقى السفير القطري في موسكو أحمد سيف المعضادي، الأربعاء، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف لبحث الأوضاع في سورية.
وذكرت قناة "روسيا اليوم"، أن "بوغدانوف، ناقش مع المعضادي، الأوضاع السورية".
وقالت الخارجية الروسية إنه "تم خلال اللقاء مناقشة المسائل الحيوية في العلاقات الثنائية الروسية ـ القطرية، كما تبادل الطرفان الآراء حول المشاكل الأساسية في المنطقة، ومن بينها المشكلة السورية والأوضاع في منطقة الخليج".
من ناحيته، قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، في "الاجتماع الرابع لأصدقاء الشعب السوري": قبل 24 شهرًا طالب الشعب السوري بالتغيير، وكان رد حكومتهم هو إحالة المدن إلى أطلال، وغمر 4 ملايين شخص بحالة إنسانية يائسة، وزرع الخوف والرهبة وانعدام الأمن في كافة أنحاء البلاد"، فيما أضاف:" كأصدقاء للشعب السوري، بذلنا الكثير من الجهود سعيًا إلى التوصل لنهاية سلمية للقتال، لكنني مازلت أشعر بخيبة أمل عميقة لفشل المجتمع الدولي بوضع كل ثقله خلف الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف قبل 6 أشهر".
وتابع هيغ:"سورية في حاجة إلى عملية انتقال سياسي تفضي إلى تشكيل حكومة ممثلة للجميع وتتمتع بسلطة كاملة، وهذا هو السبيل الأكثر احتمالاً لتحقيق الاستقرار في سورية.. لكننا في المملكة المتحدة لا نستبعد أي خيار لإنقاذ الأرواح. ونظام الأسد يجب ألا يساوره أي شك بشأن عزمنا، أو يخطئ في حسابه لكيفية ردنا على أي استخدام للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية ضد الشعب السوري".
وأكد هيغ، أن "الشهور القليلة المقبلة سوف تحدد ما إذا كان بالإمكان الاتفاق على عملية انتقال سياسي، أو ما إذا كانت سورية سوف تواجه المزيد من سفك الدماء"، مستدركًا:" كأصدقاء للشعب السوري يقع على عاتقنا أربع مسؤوليات ملحة"،أولا: "علينا زيادة الدعم السياسي والاعتراف بالائتلاف الوطني السوري، وإنني أحث الدول الأخرى على الاعتراف به كما فعلنا نحن في المملكة المتحدة".
وأضاف:"ثانيا أناشد كافة الدول الحاضرة هنا تقديم دعم عملي للائتلاف الوطني السوري..
لقد قدمت المملكة المتحدة ما يفوق 7 ملايين جنيه استرليني من الدعم غير الفتاك، بما في ذلك أجهزة الاتصالات والتدريب في مجال حقوق الإنسان، وخلال عطلة نهاية الأسبوع ساعد الائتلاف الوطني في إيصال 6 أطنان من أجهزة الاتصالات ومولدات الكهرباء وأجهزة تنقية المياه التي قدمتها الحكومة البريطانية"، مشيرًا إلى أن "في ذلك مؤشر على أن الائتلاف الوطني بات يتولى مسؤولية توفير منافع ملموسة للشعب السوري، وسوف نقدم ما قيمته مليون جنيه إسترليني آخر من الدعم في مجال الاتصالات، ونتطلع إلى توسيع المساعدات التي نقدمها، من خلال قيادة الائتلاف الوطني، بعد أن نرسل للمنطقة فريق الاستجابة للمساعدة على الاستقرار".
وتابع:" ثالثا، علينا ضمان استعداد المجتمع الدولي لتقديم مساعدات عاجلة لحكومة مستقبلية في سورية للمساعدة في إنجاح عملية الانتقال السياسي، وعلينا أن نكون مستعدين إلى الاستجابة للتغييرات التي تطرأ على الأرض، والتي قد تحدث فجأة في أي وقت"، فيما أكد في النقطة الرابعة، على "بذل المزيد من الجهود لتخفيف حدة المأساة الإنسانية في سورية".
وختم بالقول :"لا نعلم إلى متى سوف يستمر القتال في سورية، لكن توحيد المجتمع الدولي ومساعدة الائتلاف الوطني على الفوز بثقة الشعب السوري، والتخطيط لمستقبل سلمي لسورية، وحماية ضحايا الصراع الذين يعتمد عليهم المستقبل هو بكل تأكيد السبيل الصحيح للسعي إلى إنهاء الصراع ووقف نزيف الأرواح المروع".
ومن جهتها، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الأربعاء، الحكومة السورية باستخدام القنابل الحارقة التي تُطلق من الجو على 4مواقع على الأقل في سورية، موضحة أنها تستند إلى مقابلات مع 4 شهود وفيديوهات عدة قامت بتحليلها، للاستنتاج أن الحكومة السورية رمت قنابل حارقة على المواقع الأربعة منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وأنها ناشدت الجيش السوري، التوقف فورًا عن استخدام الأسلحة الحارقة، مشيرة إلى أن "106 دول في العالم تحظر استخدامها، ولكن سورية ليست من بينها".
وقال مدير الأسلحة في المنظمة ستيف غوز، "نحن قلقون لأن سورية على ما يبدو بدأت استخدام الذخائر الحارقة، حيث تسبب هذه الأسلحة معاناة قاسية لدى المدنيين ودمارًا واسعًا بالممتلكات عندما تستخدم في مناطق مأهولة، وأن الأسلحة الحارقة يمكن أن تحتوي على مواد قابلة للاشتعال بينها الفوسفور الأبيض والترميت والنابالم، وهي مصممة للتسبب بحرائق في الممتلكات أو حروق للبشر قد تصل إلى العظام ومن الصعب علاجها، وهي ليست أسلحة كيميائية.
وأوضحت المنظمة أنه منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، تم تسجيل استخدام هذه الأسلحة في 4 مواقع على الأقل، هي داريا في ريف دمشق، ومعرة النعمان في إدلب، والقصير في حمص، وببيلا في ريف دمشق أيضًا، وأنها رصدت في فيديوهات نشرها ناشطون وجود أجزاء من نوعين على الأقل من القنابل الحارقة، فيما نقلت عن ناشطين وشهود عيان، أن 4 أشخاص بينهم عنصران من الجيش السوري الحر، أصيبوا بجروح في غارة استخدمت فيها القنابل الحارقة في معرة النعمان في 28 من الشهر الماضي، بينما أصيب20 مدنيًا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، في غارة مماثلة على مدرسة ومنازل مجاورة في القصير في 3 كانون الأول/ديسمبر الجاري، مشيرة إلى أنها تحقق في تقارير غير مؤكدة عن استخدام أسلحة حارقة في أماكن أخرى في سورية، وأن المنظمة اتهمت دمشق في وقت سابق باستخدام القنابل العنقودية في النزاع.
على صعيد متصل، أعطى اعترف الولايات المتحدة الأميركية على لسان رئيسها باراك أوباما بالائتلاف الوطني، ممثلاً وحيدًا للشعب السوري زخمًا لمؤتمر مراكش لأصدقاء سورية قبل انعقاده، الأربعاء، وبخاصة أن وزيرة الخارجية الأميركية تغيب عنه لأسباب صحية مما استوجب أن ينوب عنها نائبها وليام بيرنز، بينما يحضر المؤتمر أكثر من 100 وفد، بمشاركة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول الخليج، وسيكشف النقاب عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها لدعم التحالف السوري المشكل حديثا.
وقد اعترفت فرنسا وبريطانيا بالتحالف السوري الجديد الذي شكل في العاصمة القطرية الدوحة أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، في أعقاب انتقادات بأن القوات المناهضة للأسد تفتقر الانسجام والتماسك، فيما يتزامن هذا الاجتماع مع تحقيق فصائل المعارضة المسلحة مكاسب ميدانية في أنحاء سورية، في وقت كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن خطة لدعم المعارضة السورية عسكريًا، ويتم التحضير للخطة من قبل تحالف دولي يضم بريطانيا.
وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة، إن رئيس الأركان البريطاني استضاف قبل أسابيع اجتماعًا سريًا في لندن، شارك فيه قادة عسكريون من فرنسا وتركيا والأردن وقطر والولايات المتحدة، بهدف تشكيل تحالف دولي يعمل على وضع خطط لتدريب المعارضين السوريين، وتقديم دعم جوي وبحري لهم، إلا أن هذا المشروع يصطدم بمخاوف غربية إزاء المنظمات المتشددة التي تشارك في القتال ضد القوات الحكومية، وبخاصة بعد إعلان واشنطن عن إدراج "جبهة النصرة"، المجموعة الإسلامية التي تقاتل في سورية، والمتهمة بالارتباط بتنظيم "القاعدة"، على قائمتها السوداء للإرهاب.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي عُقد في ختام محادثاته مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشيك، الأربعاء، أن "الولايات المتحدة قررت، باعترافها بالائتلاف الوطني السوري، الرهان على الانتصار العسكري للمعارضة، وأن ذلك يخالف اتفاقات جنيف"، مضيفًا"فوجئت بخبر يفيد أن الولايات المتحدة اعترفت على لسان رئيسها بالائتلاف الوطني ممثلاً شرعيًا وحيدًا للشعب السوري، وذلك يخالف الاتفاقات التي نص عليها بيان جنيف، والتي تقضي بإطلاق حوار سوري شامل بين ممثلين عن الحكومة من جهة والمعارضة من جهة أخرى".
وأكد الوزير الروسي أن "موسكو ستطلب من واشنطن توضيحات بشأن تصورها للوضع وخطواتها اللاحقة على خلفية هذا الإعلان"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن "الجانب الأميركي، أبدى خلال المشاورات الأخيرة في جنيف، تفهمه لضرورة تهيئة الظروف للحوار السوري الشامل بمشاركة الحكومة".
من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا، في مقابلة مع برنامج "حديث اليوم"، إن "الوضع في سورية حاليًا صعب جدًا، نظرًا لوجود كارثة إنسانية كبيرة تحتاج إلى إغاثة عاجلة، وأن السلطات السورية دمرت كل شيء، وتعمل اليوم على تدمير أسباب الحياة"، معتبرًا أن هذا الوضع الصعب يؤشر إلى "بداية النهاية للنظام"، مؤكدًا أن "انتصارات الجيش السوري الحر تتوالى يومًا بعد يوم، وأن المعركة في دمشق ومحيطها تدور منذ 3أشهر، ولم تتمكن القوات السورية من استعادة موقع واحد من المواقع التي حررها الجيش الحر".
وأشار صبرا، إلى أن مؤتمر مراكش هو المؤتمر الرابع لـ"أصدقاء الشعب السوري"، مؤكدًا أن "المعارضة تقول بصراحة وبصوت عال، إنه إذا أصبح هذا اللقاء الرابع تكرارًا للقاءات الثلاثة الماضية، فسيشكل ذلك خيبة أمل كبيرة للسوريين، وأنه آن الأوان لأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته كاملة، نريد اعترافًا كاملاً وواضحًا بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ليكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، نريد صندوق إغاثة حقيقيًا يبدأ بمئات ملايين الدولارات، لأن الحاجة السورية كبيرة، نريد الاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه وتأمين أسباب هذا الدفاع ووسائله".