صورة نشرتها المعارضة لبلدة داريا جنوب غرب سورية
دمشق، عمان، موسكو ـ وكالات
أحرز مقاتلو المعارضة المسلحة في سورية تقدمًا على الأرض في معركتهم للسيطرة على مركز عسكري إستراتيجي، جنوب مدينة معرة النعمان في إدلب، شمال غربي سورية، الأحد، في وقت قتل فيه 68 شخصًا في أعمال العنف في مدن سورية عدة، فيما أعلن مصدر في هيئة الأركان العامة الروسية، الأحد،
أن سفينة إنزال كبيرة تابعة لأسطول البحر الأسود الروسي خرجت من نوفوروسيسك في اتجاه شرق البحر الأبيض المتوسط، متوجهة إلى مرفأ طرطوس في سورية، في حين قال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، الأحد، إن المباحثات التي أجريت في موسكو مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، أظهرت وجود فرصة للتسوية السياسية في سورية.
وفي غضون ذلك، تستمر الاشتباكات العنيفة في محيط معسكر وادي الضيف شرق المعرة، وهو آخر أكبر معسكر للقوات النظامية في المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أخرى معارضة للحكومة تمكنوا، فجر الأحد، من الاستيلاء على حاجزين عند مداخل مركز الحامدية، وهو عبارة عن تجمع عناصر وآليات.
وأضاف أن مدينة معرة النعمان، التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر وقرى محيطة بها تعرضت إلى قصف براجمات الصواريخ، بينما تجددت الاشتباكات صباحًا في محيط معسكر وادي الضيف.
وفي محافظة درعا جنوب البلاد قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية قرب نقطة حدودية مع الأردن، الأحد.
واقتحمت القوات الحكومية الأحياء الغربية من بلدة إزرع في درعا السبت بعدد من الآليات والجنود، رافقتها عمليات دهم واعتقال شملت عددًا من المواطنين، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة في بلدة بصر الحرير في محاولة من القوات الحكومية لاستعادة السيطرة عليها.
وفي مدينة حمص تعرض حي الخالدية إلى قصف من القوات الحكومية، كما وقعت اشتباكات، صباح الأحد، في حي جورة الشياح.
وتمكنت القوات الحكومية، فجر السبت، من دخول حي دير بعلبة في مدينة حمص، حيث أفيد، مساءً، عن العثور على عشرات الجثث المشوهة التي قال ناشطون إن أصحابها أعدموا ميدانيًا.
وأغارت طائرات حربية، صباح الأحد، على بلدتي جسرين وكفربطنا ومدينة داريا في ريف دمشق، في وقت وصلت فيه تعزيزات إضافية للقوات النظامية إلى داريا التي توجد هذه القوات في قسم منها ومقاتلو المعارضة في القسم الآخر.
إلى ذلك، قال المصدر لوكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية إن "سفينة "نوفوتشيركاسك" استقبلت، السبت، وحدة من مشاة البحرية وآليات عسكرية. وستعبر، الإثنين، مضيقي البوسفور والدردنيل، لتدخل في 1 كانون الثاني/ يناير بحر إيجه، للالتحاق بفرقة من السفن القتالية التابعة لأسطول البحر الأسود، والتي تنفذ مهام قتالية في البحر الأبيض المتوسط".
وأوضح المصدر أن السفينة ستدخل إلى مرفأ طرطوس خلال أيام قليلة، حيث يوجد مركز الإمداد المادي والتقني الروسي.
وتشهد سورية منذ 15 آذار/ مارس 2011 مظاهرات تطالب بإسقاط الحكومة، تحولت إلى أعمال عنف مسلح راح ضحيتها عشرات الآلاف من القوات الحكومية ومسلحين تتهمهم الحكومة السورية أنهم "إرهابيون مدعومون من الخارج".
وفي السياق ذاته، قال غاتيلوف على صفحته في موقع "تويتر" إن "المحادثات مع المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي (في موسكو) أشارت إلى أنه لا يزال هناك فرصة للتسوية السياسية في سورية".
وأضاف أن الإبراهيمي مستعد لمواصلة مهمته "المكوكية" بين الأطراف لحل الأزمة السورية وإجراء لقاءات في إطار ثلاثي يجمع كلاً من روسيا والولايات المتحدة والإبراهيمي.
وأضاف أن هذا اللقاء قد يجري في كانون الثاني/ يناير المقبل.
وعلى الصعيد ذاته، بحث وزير الخارجية الأردنية ناصر جودة، الأحد، مع رئيس الحكومة السورية السابق المنشق رياض حجاب، آخر المستجدات والتطورات على الساحة السورية ودوره "المهم" في إطار الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية، إن جودة أبلغ حجاب خلال اللقاء "دعم الأردن للجهود والمهام الجسيمة التي يضطلع بها حجاب، ودوره المهم في اطار الإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، والذي يشكل خطوة مهمة في طريق التحول السياسي في سورية.
وأشار إلى أن جودة "أكد موقف الأردن الذي أعرب عنه قرار جامعة الدول العربية الذي يعد الإئتلاف الوطني الممثل الشرعي للشعب السوري وطموحاته والمحاور الرئيسي معها".
وأوضح أن جودة جدد موقف بلاده الداعي إلى "التوصل لحل سياسي يضمن وقف نزف الدماء في سورية، ويعزز وحدتها الترابية، وبدء مرحلة انتقالية تعيد لها أمنها ووحدتها، وتعزز كرامة شعبها، بمشاركة كل الأطياف السياسية، والمكونات الاجتماعية للنسيج الوطني السوري، وتطلعاته للحرية والأمن والاستقرار".
وأضاف البيان أن حجاب أكد "تقديره واحترامه للجهود التي يبذلها الملك عبدالله الثاني على جميع الصعد، وحكمته للوصول الى حل سياسي يحقن دماء السوريين، ويلبي طموحاتهم المشروعة"، مبينًا "عمق العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين الأردني والسوري وتميزها على مر العقود".
وكان رئيس الحكومة السورية السابق رياض حجاب انشق عن نظام بشار الأسد في آب/ أغسطس الماضي.