دمشق ـ جورج الشامي
استطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء الجمعة، توثيق تسعة وأربعين قتيلاً بينهم خمس سيدات، أربعة اطفال، وقتيلين تحت التعذيب، فيما دعا اتحاد تنسيقيات الثورة الكتائب والألوية كافة الموجودة في جنوب دمشق وفي الغوطة الشرقية إلى مساندة سكّان جنوب العاصمة لـ"فك الحصار" عنهم، في حين قامت
قوات المعارضة باستكمال السيطرة على بلدة السخنة في محافظة حمص، وفي ريف اللاذقية قامت قوات الحكومة السورية بقصف مصيف سلمى، الجمعة، فيما وصفه ناشطون بأنه قصفٌ "هستيري"، تزامنًا مع إطلاق "الحر" عملية جديدة في المدنية.
وسجلت اللجان مقتل أحد عشر في حماه، عشرة في حلب، سبعة في حمص، ستة في ادلب، ستة في دمشق وريفها، خمسة في دير الزور، ثلاثة في الرقة، وقتيل في درعا.
وأحصت اللجان 414 نقطة للقصف في سورية، غارات الطيران الحربي في 22 نقطة، القصف بالبراميل المتفجرة في السفيرة في حلب وجبل الزاوية في إدلب، صواريخ ارض ارض على المعضمية في ريف دمشق، القصف المدفعي في 143 نقطة، القصف الصاروخي في 131 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 116 نقطة.
فيما دعا اتحاد تنسيقيات الثورة الكتائب والألوية كافة الموجودة في جنوب دمشق وفي الغوطة الشرقية، إضافةً إلى كتائب القلمون إلى مساندة سكّان جنوب العاصمة لـ"فك الحصار" عنهم.
وأوضح الاتحاد في بيانٍ صدر عن مكتبه السياسي مساء الجمعة أن ما يجري من حصارٍ لجنوب دمشق وغوطتها الشرقية يتمّ "تحت مرأى عيون ونيران بعض الكتائب التي لم تحرّك ساكنًا حتى الساعة لكسر الحصار"، حيث لا يقاتل في تلك المناطق إلّا قلةٌ من مقاتلي المعارضة.
وأورد البيان أنّ الحصارَ مكّن قوات الحكومة من التقدّم على عدّة جبهات مثل البويضة وحجيرة، وأنهم باتوا "يدقّون أبواب الأحياء الجنوبية الأخرى كافة".
وذكر البيان أن "الوضع المأساوي للجنوب الدمشقي" مستمرّ، وذلك في ظلّ ما تحقّقه المعارضة من تقدم في المنطقة الشمالية والشرقية من البلاد.
إلى ذلك قامت قوات المعارضة السورية، الجمعة، باستكمال السيطرة على بلدة السخنة في محافظة حمص، 70 كيلومترًا شرق مدينة تدمر، حيث تتجه القوّات نحو حاجز السدّ العسكري على طريق تدمر، وهو الحاجز الوحيد المتبقّي تحت سيطرة قوات الحكومة ويخضع الآن لحصار خانق.
ونقل مصدرٌ عسكري من الكتائب المقاتلة في السخنة أن "جيش الإسلام" وكتيبة "صقور العز" قامتا بالسيطرة الكاملة خلال اليومين الماضيين على حاجزي الكازية والطيبة، ممّا هيّأ للمقاتلين دخول المدينة.
وقامت كلّ من "جبهة النصرة" وتنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام" بصدّ الأرتال العسكرية التابعة للجيش الحكومي والمتوجّهة من تدمر إلى السخنة.
ولفت المصدر إلى أنّ مجمل الكتائب المعارضة اليوم متوحدّة للهجوم على آخر الحواجز، وهو ما يهيّء السيطرة المطلقة على منطقةٍ تعتبر من أكثر المناطق الاستراتيجية المهمة شرق سورية، كونها صلة وصلٍ بين طريق تدمر-دمشق وطريق دير الزور وطريق الرقة.
وأشار المصدر إلى أنّ المعارك أدّت إلى مقتل ما يزيد عن 75 عنصراً من جيش الحكومة، إضافة إلى السيطرةِ على عددٍ من الآليات وسيارات الذخيرة والأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
ولفت إلى أن السيطرة على حواجز منطقة السخنة هي نتيجة عمل عسكري متواصل، ابتدأ بخمسةِ عمليات انتحارية على تلك الحواجز منذ أشهر، حيث لم تتمكن حينها كتائب المعارضة من السيطرة عليها.
ومن الجدير بالذكر أن غالبية سكّان السخة والذين يبلغ عددهم حوالي 30 ألف نسمة قد نزحوا إلى المناطق المجاورة الأكثر أمانًا، كون البلدة تتعرض للقصف اليومي والطلعات الجوية المستمرة.
وفي ريف اللاذقية قامت قوات الحكومة السورية بقصف مصيف سلمى، الجمعة، فيما وصفه ناشطون بأنه قصفٌ "هستيري"، حيث يتمّ إمطار المنطقة بقذائف الدبابات والفوزديكا والمدفعية من قِبل القوات المتمركزة في برج انباتة.
ويأتي القصف على مصيف سلمى وبعض قرى جبل الأكراد كردّ على محاولات قوات المعارضة التقدّم في المنطقة، خاصة وأنّ مجموعةً من كتائب الجيش السوري الحر بدأت عمليةً عسكريةً جديدة على جبهات عدة في ريف اللاذقية.
وكانت كتيبة الشهيد محمد صطوف وكتيبة أبابيل اللاذقية قامت بقصف ثكناتِ الحكومة الجمعة في قرى استربة وباب عبدالله وجبل دورين.