بيروت - جورج شاهين
للمرة الرابعة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت بتفجير إنتحاري جديد استهدف الشارع العريض في حارة حريك والذي سبقه انفجار في الثاني من الشهر الجاري بسيارة مفخخة. وقبلها في بئر العبد والرويس وأوقع التفجير اليوم الثلاثاء عددًا من الضحايا بينهم 4 شهداء و27 جريحًا في حصيلة أولية.وبعد ظهر اليوم اعلنت "جبهة النصرة " مسؤوليتها عن
الحادث واعتبرته ردا على القصف الذي استهدف بلدة عرسال البقاعية الأسبوع الماضي معتبرة انها استهدفت حزب الله والنظام الإيراني .
وجاء في البيان:قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}. فقد تم بفضل الله تعالى الرد على مجازر حزب إيران بحق أطفال سوريا وأطفال عرسال بعملية استشهاديّة أصابت عقر داره في الضاحية الجنوبية.
وانتهى البيان الى القول: اننا ندعو أهل السنّة في كل مناطق لبنان أن يرصّوا صفوفهم لمواجهة "حزب الشيطان". {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
وفي تفاصيل التحقيقات التي يواكبها "العرب اليوم" ان السيارة المفخخة التي استخدمت في العملية الإنتحارية من نوع "كيا" بيضاء اللون، وتحمل الرقم 347527ج، وقالت المعلومات لاحقاً أن "الرقم الذي عثر عليه يعود إلى سيارة من نوع "تويوتا أفانزا" فضية اللون، موديل 2007 مسجلة بإسم "سامية وفيق بيازيد" والدتها إسمها ملكة من سكان بيروت - رأس النبع.
وقالت التحقيقات ان السيارة التي انفجرت في حارة حريك رقمها الحقيقي 429514/ج تعود للمواطن كلاس يوسف كلاسي وسرقت في كفرحباب في تشرين الأول / ديسمبر الفائت.
وأشارت المعلومات إلى أن التفجير نفذه إنتحاري تناثرت أشلاؤه في مكان الإنفجار، ووقع على مقربة من مبنى المجلس السياسي في "حزب الله".
وقرابة الظهر وصل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر إلى موقع الإنفجار في حارة حريك وباشر معاينته للمنطقة بحضور ضباط الشرطة الجنائية والمباحث المركزية والمحققين وخبراء عسكريين رجحوا ان تكون العبوة بحوالى 15 كيلوغراما لا أكثر.
وتزامنت الزيارة مع سماع اطلاق نار كثيف في الضاحية وحال من التوتر سادت المنطقة رفضا للتفجير وتعبيرا عن استياء الأهالي من موجة التفجير التي تستهدف المنطقة اسبوعيا.
ونقلت بعد الإنفجار جثتان لضحيتان الى مستشفى "بهمن": وهما رجل في العقد الخامس من العمر هو احمد العبيدي وامراة ما دون الثلاثين من عمرها وهي الفتاة ماريا الجوهري 18 عاما و3 حالات حرجة من أصل 31 جريحًا اضافة الى ضحية في "الرسول الاعظم" وهي تعود لعلي ابرهيم بشير من بلدة بيت ليف في الجنوب اللبناني.
وأفادت المعلومات الأولية عن أسماء 26 جريحاً في انفجار حارة حريك، هم: احمد جشي، احمد العبيدي، أمين موسى اشمر، انور حسن عمار، حسن علي صالح، حسن الحسين، دانيا حمادة، رضا حجازي، زينب وهبي، سليمان شريدي، سامية شعيتو، صبحي الزغبي، عباس ترمس، علي حسن عطية، علي اكبر عواضة، علي صبرا، علي نجدة، عناية رضا حجازي، غسان عبد الكريم المقداد، فاطمة خزعل، فرح غندور، كمال عبد العال، لقمان حسين، محمود الجرشي، منير سليم، نورس منصور.
واستنكر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام الانفجار الذي وقع في حارة حريك ووصفه بانه "عمل أرهابي بغيض" داعيا الى الرد عليه بتمتين الجبهة الداخلية.وقال الرئيس سلام في تصريح له "مرة أخرى تمتد يد الارهاب لتضرب المدنيين في منطقة لبنانية عزيزة، في حلقة جديدة من حلقات مسلسل الفتنة الذي يهدف الى المساس بأمن اللبنانيين وبوحدتهم الوطنية وسلمهم الأهلي".
أضاف "إن اصرار القتلة على تكرار فعلتهم في المكان ذاته الذي وقع فيه التفجير الارهابي الأخير، يجب ان يقابل بأعلى درجات الوعي والحكمة وبإصرار مقابل على تمتين الجبهة الداخلية وتحصينها سياسيا وأمنيا".
وتلاحقت بيانات الإستنكار على مختلف المستويات السياسية والحزبية من مختلف مناطق واحزاب لبنان وطوائفه.
ودان رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في تصريح له التفجير الذي وقع في الشارع العريض في منطقة حارة حريك، لافتا إلى ان "لبنان دخل في حلقة جنونية وهناك عناصر تكفيرية بدأت تستفحل إرهابا".
وتوقع جنبلاط المزيد من التفجيرات في البلاد، لافتا الى "أن التضامن الامني أهم من التضامن الحكومي"، داعيا "إلى سد الثغرات الأمنية والحدودية لأن الحدود مفتوحة مع سوريا والعناصر التي تأتينا تعبر هذه الحدود".
وأضاف:"هناك مرض نفسي سياسي عقائدي بناه الذين يسمون أنفسهم "الدعاة" ويشوهون الإسلام تحت شعار الجهاد ضد النفس والآخر"، قائلا: "ليس هذا هو الجهاد، إنما ما يحصل مخالف للإسلام"، مشيرا إلى ان "التحليل لا ينفع، بل يجب إعادة النظر في أساس التربية والتوجيه الإسلامي في الجوامع والمدارس كي نحد من هذه الظاهرة، التي هي قديمة جديدة بدأت عندما غزت في الماضي ودمرت بلادا مثل باكستان وأفغانستان وإنتقلت إلى البلاد العربية اليوم".