قوات الأسد تحاصر العديد من المدن والتظاهرات تعم الأحياء
دمشق - جورج الشامي
ارتفع عدد القتلى في سورية، الجمعة، إلى 65 حسب مصادر المعارضة، فيما شهدت المحافظات السورية تظاهرات في جمعة "سيف الله المسلول" في إشارة إلى تدمير مرقد الصحابي خالد بن الوليد جرّاء القصف من قبل الحكومة السورية، كما نادت بسقوط الحكومة السورية ورحيل رئيسها بشار الأسد، كما رفعت شعارات نادت بوحدة
الكتائب المقاتلة الثائرة، وقالت المعارضة السورية إن أكثر من 50 عنصرًا من القوات الحكومية السورية قُتلوا الجمعة، في العملية العسكرية التي شنها "الجيش الحر" في محيط كراجات العباسيين، فيما حقق الجيش السوري و"المليشيات" الموالية له تقدمًا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، وفي أحياء الخالدية وجورة الشيّاح في شمال حمص. وفي القصير في ريف حمص نشرت قوات الأمن والجيش السوري مجموعة كبيرة من الحواجز حاليًا حول المدينة، في حين قام الطيران الحربي التابع لقوات الحكومة بشنّ غارة جويّة، ظهر الجمعة، على مدينة الطبقة في ريف الرقة.
وأفادت لجان التنسيق المحلية في سورية عن ارتفاع حصيلة القتلى حتى اللحظة إلى خمسة وستين بينهم ثلاث سيدات وخمسة أطفال: عشرون في دمشق وريفها، ستة عشر في حلب، ستة عشر في إدلب، ستة في حمص، أربعة في درعا، 2 في القنيطرة، و1 في الحسكة.
وفي جمعة سُمّيت بـ "جمعة سيف الله المسلول" في إشارة إلى تدمير مرقد الصحابي خالد بن الوليد جرّاء القصف من قبل الحكومة السورية خرجت تظاهرات في أنحاء متفرقة من مدن وقرى وبلدات سورية، استنكرت تدمير مرقد الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه كما نادت بسقوط الحكومة السوري ورحيل الرئيس بشار الأسد، كما رُفعت شعارات نادت بوحدة الكتائب المقاتلة الثائرة، ففي محافظة حلب خرجت تظاهرات في كل من أحياء قاضي عسكر والشيخ فارس والسكري، وفي محافظة حماة خرجت مظاهرات في بلدة كفر زيتا، وفي محافظة إدلب خرجت تظاهرات في كل من بنش وكللي، وفي محافظة درعا خرجت تظاهرات في كل من داعل ومعربة، وفي محافظتي دمشق وريفها خرجت تظاهرات المليحة وسقبا وعربين ودوما، وفي محافظة حمص خرجت تظاهرات في كل من تلبيسة وحي الوعر في مدينة حمص، كما خرجت تظاهرة في مدينة القورية في محافظة دير الزور، ومناطق أخرى متفرقة.
فيما قالت شبكة "شام" الإخبارية أن العاصمة دمشق تعرضت لقصف من الطيران الحربي الحكومي استهدف المنطقة الواقعة بين حيي جوبر والقابون وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء جوبر والقابون ومخيم اليرموك واشتباكات في محيط حي جوبر وعلى عدة محاور في حي القابون بين "الجيش الحر" وقوات الحكومة.
وفي ريف دمشق قصف من الطيران الحربي استهدف بساتين بلدة زبدين في الغوطة الشرقية، وقصف عنيف براجمات الصواريخ المدفعية الثقيلة على مدن وبلدات بيت جن والزبداني وخان الشيح وداريا ومعضمية الشام وجرد تلفيتا والزبداني وحرستا وعلى عدة مناطق في الغوطة الشرقية، واشتباكات عنيفة في مدينة داريا واشتباكات في مدينة حرستا من جهة طريق الاتستراد الدولي.
وفي سياق متصل، قالت المعارضة السورية إن أكثر من 50 عنصرًا من القوات الحكومية السورية قُتلوا، الجمعة، في العملية العسكرية التي شنها "الجيش الحر" في محيط كراجات العباسيّين.
وقالت مصادر إن نحو 25 عنصرًا من الجيش الحكوميّ قُتلوا في مبنى مؤسسة الكهرباء المجاور لكراجات العباسيين التي استطاع الجيش الحر الدخول إليها ومحاصرتهم في المبنى، كما قُتل أكثر من 25 عنصرًا في المواجهات التي جرت، الخميس.
فيما ذكر ناشطون أن القوات الحكومية شنت هجومًا صاروخيًا على منطقة عرسال في القلمون في ريف دمشق، مشيرين إلى أن الاشتباكات مستمرة بين الجيشين "الحر" والحكومي في حي القابون.
وأضافوا أن الجيش الحكومي شن قصفًا مدفعيًا على عربين وحجيرة البلد وبيت جن والسيدة زينب.
وفي داريا استمرت الاشتباكات بين الجيشين "الحر" والحكومي، فيما تصدّت المعارضة المسلحة لمحاولات الجيش السوري و"حزب الله" بسط السيطرة على الطريق الدولي لحرستا.
فيما حقق الجيش السوري والمليشيات الموالية له تقدمًا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، بعد أن اندلع القتال في المخيّم في وقت سابق من الأسبوع، إذ يخضع المخيم لسيطرة المعارضة بدرجة كبيرة منذ نهاية العام الماضي.
وقال المتحدث باسم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"، أنور رجا، الجمعة، إن اللجان الشعبية الفلسطينية تريد "تطهير" المخيم من "العصابات الإرهابية".
ويشار إلى أن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" مُقرّبة من الحكومة السورية.
وأوضح خالد أبو ماجد، من جبهة "النضال الشعبي"، وهي فصيل آخر مُوالٍ للحكومة السورية إن اللجان الشعبية سيطرت على حوالي ثلث المخيم الخاوي تقريبًا بعد فرار آلاف اللاجئين من المخيم.
ومنذ بدء الاضطرابات، كافح نصف مليون فلسطيني في سورية من أجل البقاء بعيدًا عن الصراع، فيما انضم بعض اللاجئين الفلسطينيين الشبان إلى المعارضة في معاركهم ضد الحكومة السورية.
من جانب آخر، قُتل طفلان جراء سقوط إحدى القذائف التي تقصف بها القوات الحكومية مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق.
وفي حي القابون شرق العاصمة دمشق شنّ الطيران الحربي التابع لقوات الحكومة، ظهر الجمعة، غارتين جويّتين على الحي، واستهدفتا منطقة المعامل القريبة من المدرسة الصناعية في القابون، في حين استمر القصف على الحيّ منذ الصباح من قبل مدفعية جيش الحكومة المتمركزة على جبل قاسيون.
وبالتزامن مع ذلك، تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي الجيش السوري الحر وقوات الحكومة المدعومة بعناصر من "حزب الله" اللبناني على محاور عدّة من الحي باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
ويأتي ذلك في إطار الحملة العسكرية التي بدأتها الحكومة لاستعادة السيطرة على الحيّ منذ نحو أربعين يومًا استخدم خلالها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي.
أما في حمص فحقق الجيش السوري تقدمًا في المدينة التي تسيطر المعارضة المسلحة عليها، ليصلوا على مقربة من مسجد تاريخي ويحاصروا مقاتلين من المعارضة في المنطقة.
وتحقق التقدم ضمن حملة واسعة شنّتها القوات الحكومية في نهاية يونيو/حزيران في محاولة لإعادة السيطرة على مناطق استولى عليها مقاتلون للمعارضة في حمص ثالث أكبر مدن سورية.
وتقع حمص التي يقطنها نحو مليون نسمة على طريق رئيسي يربط العاصمة دمشق مع معاقل الحكومة على ساحل البحر المتوسط في الغرب.
ولعبت المدينة دورًا محوريًا في القتال الداخلي في البلاد ومع دخول القتال عامه الثالث يبرز الصراع من أجل السيطرة على المدينة الطابع الطائفي للقتال.
وقال التلفزيون السوري الرسمي إن القوات تقدّمت في أحياء الخالدية وجورة الشياح في شمال حمص.
وأضاف أن القوات الحكومية تقترب من مسجد خالد بن الوليد الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر الميلادي الشهير بقبابه التسعة ومئذنتيه، وكانت القوات الحكومية قد قصفت المسجد، الإثنين الماضي، ما أصاب ضريح خالد بن الوليد بأضرار.
يُذكر أن الجيش السوري استولى في الأسابيع القليلة الماضية على عدد من المناطق التي يسيطر عليها متمردون منها بلدة القصير وتلكلخ بالقرب من الحدود اللبنانية.
وكان ناشطون ذكروا أن "الجيش الحر" أسقط طائرة حربية تابعة للقوات الحكومية السورية من نوع "ميغ".
وفي القصير نشرت قوات الأمن والجيش السوري مجموعة كبيرة من الحواجز حاليًا حول المدينة في ريف حمص، بعد السيطرة عليها منذ أشهر، كما أقامت عناصر جيش الحكومة حواجز عدّة داخل المدينة تقوم بتفتيش المارة، خاصة من بعض السكان الذين عادوا إلى المدينة.
وتتمركز قوات الحكومة في الحي الشرقي الذي لم يطله القصف، حيث يعتبر المربع الأمني حاليًا في المدينة ويحتوي على فروع المخابرات السياسة والجوية والشرطة العسكرية، إضافة إلى إدارة النفوس وقيادة المنطقة.
وتظهر آثار الدمار الكبير على معظم أحياء المدينة إضافة إلى الأبنية الخالية من السكان والمنهوبة من محتوياتها بالكامل، بعد أن قامت عناصر تابعة لقوات "الشبيحة" الموالية للحكومة باقتحام تلك المنازل وسرقتها عقب السيطرة على المدينة.
ولا يتعدى عدد سكان المدينة 1000 نسمة، على اعتبار أن غالبية الذين نزحوا منها لم يعودوا خوفًا من ممارسات قوات الحكومة تجاههم.
في حين قام الطيران الحربي التابع لقوات الحكومة بشنّ غارة جوية، ظهر الجمعة، على مدينة الطبقة في ريف الرقة، واستهدفت الغارة الحي الثاني في المدينة، وأسفرت عن سقوط ثمانية جرحى على الأقل بينهم ثلاثة نساء، فضلاً عن وقوع دمار هائل في الأبنية السكنية، في حين لا تزال عمليات البحث تحت الأنقاض مستمرة حتى الآن.
وتتعرّض المدينة إلى غارات جوية بشكل شبه يومي، بالإضافة إلى قصف مدفعيّ من قبل مطار الطبقة العسكري، وكان الجيش السوري الحر تمكّن، الخميس، من إسقاط طائرة من طراز "ميغ" سقطت بالقرب من المطار.
وفي حلب قال الناشطون إن الاشتباكات استمرت بين "الجيش الحر" والقوات الحكومية مدعومة بمقاتلي "حزب الله" في محيط حي الراشدين وحي بستان القصر.
فيما شهد بعض جبهات مدينة حلب هدوءًا ملحوظًا منذ الخميس يشوبه سقوط قذائف هاون في بعض الأحياء، وشهد حي سيف الدولة سقوط قذيفة اقتصرت أضرارها على المادّيات.
وتعاني أحياء باب النيرب والقلعة والمرجة من انقطاع في التيار الكهربائي منذ حوالي أسبوعين وسط أزمة إنسانية تتمثل بقلّة المواد الغذائية وموارد الطاقة.
ويقتصر فتح معبر بستان القصر بين المناطق التابعة للمعارضة والمناطق التابعة للنظام على ثلاث ساعات يوميًا بين الثانية والخامسة عصرًا، ويشهد ازدحامًا يوميًا في حركة البيع والشراء ونقل البضائع، ويتم إغلاقه مع بدء الاشتباكات وسيطرة القناصة على الشوارع.
وفي ريف إدلب، قال ناشطون إن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على بلدتي بليوون وبسامس، كما شنّ الجيش الحكومي غارات جوية على سراقب، وقصف براجمات الصواريخ بلدة البارة، بحسب الناشطين الذين أشاروا إلى استمرار القصف العشوائي من قِبل القوات الحكومية على قرى سهل الروج.