مؤتمر "جنيف2"

أعلن الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، الإثنين، "مشاركة بلاده في مؤتمر "جنيف2" بشأن سوريا"، مؤكدًا على "أهمية الالتزام بالتعهدات التي قدمتها الأطراف المشاركة في المؤتمرين الدوليين الأول والثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية". وأضاف سليمان، في كلمة ألقاها، أمام السلك الدبلوماسي، في حفل تقديم التهاني بالعام الجديد، بثته وسائل الإعلام المحلية، على الهواء مباشرة، أن "لبنان سيشارك في أعمال مؤتمر "جنيف2"، المقرر عقده بعد غدٍ الأربعاء".
وأعاد سليمان التذكير، في هذا الإطار، بـ"موقف لبنان، والتزامه بتحييد نفسه عن التداعيات السلبية للأزمة السورية المتمادية، ومعارضته أي تدخل عسكري أجنبي في هذا النزاع" حسب ما ذكرت "كونا"، مضيفًا أن "لبنان مَعْنِي بشكل خاص بإيجاد حل سياسي متوافق عليه للأزمة السورية، يسمح بعودة الاستقرار إليها ويحفظ وحدتها".
وأعرب الرئيس اللبناني، عن "أمله في أن يسمح الحل السياسي المنشود بعودة السوريين إلى أرضهم وديارهم، وأن تنطلق إعادة إعمار سورية في أقرب وقت ممكن"، معبرًا عن "أمله في أن يستمر الاهتمام الدولي بمساعدة لبنان في تخطي الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة السورية على مجمل أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية".
وبشأن التأثيرات السلبية المختلفة للأزمة المتمادية في سورية على مجمل الأوضاع في لبنان، قال سليمان، إن "الساحة الداخلية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في التوتر المذهبي، وانخراطًا متدرجًا في الصراع المسلح الدائر على الأراضي السورية، وتدفقًا متناميًا لأعداد اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وترافق ذلك مع عودة موجة التفجيرات الإرهابية المتنقلة".
وأكد سليمان، أن "المسؤولين عن تلك التفجيرات لن يفلتوا من يد العدالة"، مشيرًا إلى "بدء أعمال المحكمة الخاصة في لبنان في إحدى ضواحي مدينة لاهاي الهولندية سعيًا لكشف الحقيقة، وردع المجرمين ومحاسبتهم".
وفي ما يتعلق بدعم الجهد الوطني لمواجهة النتائج المترتبة على استقبال اللاجئين السوريين في لبنان، أعرب سليمان، عن "تطلعه إلى دعم دولي مباشر للوزارات والمؤسسات اللبنانية الرسمية لمساعدتها في تحمل الأعباء المترتبة عليها".
كما أعرب، عن "تطلعه إلى التزام الأطراف المانحة بالتعهدات التي قدمتها خلال المؤتمرين الدوليين الأول والثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية، اللذين استضافتهما دولة الكويت، بالإضافة إلى استمرار العمل على تطبيق مبدأ تقاسم الأعداد على الدول القادرة، والذي تم إقراره في مؤتمر جنيف في شأن اللاجئين".
وخرج مؤتمر المانحين الثاني، الذي استضافته الكويت، الأربعاء الماضي، بـ"تعهدات بتقديم 2.4 مليار دولار لدعم الشعب السوري، والتزمت دولة الكويت بتقديم 500 مليون دولار منها، كما نجح المؤتمر الأول الذي انعقد في كانون الثاني/يناير 2013 في جمع ما يقارب 1.5 مليار دولار للغرض نفسه منها 300 مليون دولار قدمتها دولة الكويت".
وبشأن موضوع تشكيل حكومة جديدة في لبنان، أشار سليمان إلى أن "السعي سيستمر لتشكيل حكومة جديدة، واستئناف أعمال هيئة الحوار الوطني والتهيئة لإنجاز الاستحقاق الدستوري والتوافق على قانون انتخاب جديد يسمح بإجراء الانتخابات النيابية".
وأكد على "مواصلة الدولة لجهودها خلال الشهور التي تسبق انتخابات الرئاسة، وما يليها لتطبيق ما أمكن من البرامج الإصلاحية، وضمان تنفيذ الضمانات المتكاملة لمجموعة الدعم الدولية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
وبشأن انتخابات الرئاسة في لبنان، شدَّد سليمان، على أنه "سيبذل قصارى جهده لتهيئة الظروف المناسبة لإتمام الاستحقاق الرئاسي بصورة ديمقراطية وهادئة"، معربًا عن "أمله في أن تقف الدول الصديقة والشقيقة والمجتمع الدولي إلى جانب لبنان لدعمه في مسعاه الهادف لصون استقلاله ومؤسساتها الشرعية وتعزيز وحدته الوطنية".
ودعا، المجتمع الدولي إلى "دعم الاستقرار في لبنان"، مؤكدًا "تطلعه إلى مبادرات نشطة لتشجيع الأطراف الداخلية والدول المؤثرة على الساحة اللبنانية لتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية عن طريق الالتزام قولًا وفعلًا بإعلان بعبدا، والعمل كذلك على تنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".
وفي ما يتعلق بدعم الاقتصاد اللبناني، أوضح سليمان، أن "بلاده تتمنى من الدول الصديقة والشقيقة استمرار العمل على تعزيز مجالات تعاونها الثنائي، والتجاوب مع الجهد الذي سيبذله البنك الدولي بالدعوة إلى تمويل مشاريع الدعم للبنان".
وبشأن دعم الجيش اللبناني، أعرب سليمان، عن "أمله من الدول القادرة والراغبة تلبية الدعوة التي ستوجه إليها من قِبل الأمم المتحدة والحكومة الإيطالية بالتنسيق مع لبنان للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي سيعقد في روما في وقت لاحق".
وكرر في هذا السياق، شكره للمملكة العربية السعودية، وخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيزن على عزمه تقديم مساعدة استثنائية للجيش اللبناني، مقدارها ثلاثة مليارات دولار.
وبشأن ما آلت إليه المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، أكد سليمان أنه "لا سلام فعليًّا في الشرق الأوسط من دون إيجاد حل عادل وشامل لكل أوجه الصراع العربي الإسرائيلي، وفقًا لمبادرة السلام العربية التي أقرها الزعماء العرب في قمتهم التي انعقدت في بيروت في العام 2002.