القمة العربية الـ25 في الكويت

القاهرة / الكويت – أكرم علي / أحمد نصار انطلقت، اليوم الثلاثاء، أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين في قصر بيان في الكويت بمشاركة 14 من الرؤساء والقادة العرب، ووسط خلافات بين العديد من الدول العربية، وانعقدت القمة تحت شعار "التضامن لمستقبل أفضل"، وكان على طاولتها جدول أعمال مزدحم وصعب من الملفات والقضايا، على رأسها الأزمة السورية والخلاف الخليجي مع قطر، وبدأت القمة بكلمة أمير قطر والتي ترأّست بلاده القمة الـ 24، وسلمت الدورة الـ 25 الجديدة للكويت التي تقام فيها حاليًا.
ووصف أمير قطر خلال كلمته مصر بـ"الشقيقة الكبرى"، مشددًا على علاقة الأخوه التي تجمع بلاده مع مصر، واحترام الطريق الذي اختاره شعبها، معربًا عن تمنيه بأن يتحقق ذلك عن طريق الحوار المجتمعي المباشر.
وتجاهل أمير قطر في كلمته الافتتاحية في القمة العربية الـ25 تهنئة مصر على إتمام الدستور المصري في الوقت الذي خص فيه تونس بتهنئتها على إتمامها الدستور عبر الحوار الوطني، كما حيّا اليمن على بدء الحوار الوطني متمنيًا لهم الوصول إلى توافق.
وأكّد الأمير تميم أن "التحولات في المنطقة العربية جدّدت الثقة في شباب الأمة"، لافتًا إلى أن "هناك بعضًا من البلاد يمر بمراحل انتقالية متعثره بسبب انسداد الأفق السياسي"، معربًا عن ثقته في أنهم "سيمضون أسوة بالأشقاء الآخرين عبر الحوار الوطني بين جميع القوى السياسية"، قائلا "نتمنى أن يتحقق ذلك من خلال الحوار".
وأوضح أن "الإرهاب مدان بكل أشكاله ولا خلاف على هذا الموضوع فمن غير المقبول استهداف مدنيين بالقتل ومنشأت مدنية بالحرق والتدمير"، مشيرا إلى أنه "لا يليق ببعض الدول التي تفشل في تحقيق الوحده الوطنية باتهام الطرف الآخر ودول آخرى بدعم الإرهاب فى بلادها".
ومن جانبه، أكّد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، دعم بلاده للأشقاء في مصر لتنفيذ خارطة الطريق بما يحقق الاستقرار والازدهار لهذا البلد العزيز ليعود للقيام بدوره الرائد والقائد تجاه قضايا الأمة العربية.
وأعلن في كلمته أثناء افتتاح القمة العربية بالكويت التي تسلم رئاسة دورتها الحالية من أمير قطر قائلا "نتمنى للإخوة في مصر التوفيق في تحقيق تطلعات شعبهم الشقيق في الاستقرار والازدهار".
فيما دعا العربي إلى ضرورة اجتثاث الإرهاب من جذوره عبر تداول المعلومات بين دول المنطقة، وتسليم الهاربين والصادر في حقهم أحكام جنائية.
وأوضح العربي في القمة العربية رقم 25 في دولة الكويت، أن "مجلس الأمن ما زال عاجزا عن إصدار قرار بوقف إطلاق النار في سورية وتصلب الحكومة السورية حال دون نجاح جنيف٢، لافتًا إلى أن تداعيات الأزمة السورية تهدد الأمن القومي للمنطقة العربية".
وحذّر العربي من الإرهاب الذي يهدد كل دول المنطقة ،وعلى الجميع مواجهته وتجفيف منابعه، معربًا عن تحيته للجهود الحكومة السودانية لإحلال السلام وتحقيق التنمية، ونعلن عن ارتياحنا لتحسن العلاقات بين دولتي السودان والجنوب.
وأوضحت مصادر مطلعة أن المضيف الكويتي حريص على انجاز ما هو ممكن وتلافي الخلافات، وهي كثيرة، مؤكّدة استبعاد ملف الخلافات الخليجية من المناقشات، على ان هذا الملف سيجد لنفسه مكانًا في هامش القمة، كما تبين ان توقعات خروجها بقرارات متواضعة جداً.
وعُقدت الجلسة الافتتاحية للقمة، صباح اليوم، في قصر بيان، حيث جرت مراسم انتقال الرئاسة من قطر الى الكويت، وألقى كل من رئيس الدورة الجديدة الشيخ صباح الأحمد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد والأمين العام للجامعة العربية كلماتهم طبقاً للبروتوكول، فيما شارك آخرون بكلمات حسب جدول الأعمال.
وعشية الاجتماع أعلن بيان رسمي صدر، الإثنين، أن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة سينظر اليوم الثلاثاء في مشروع قرار رفعه وزراء الخارجية العرب عن الأزمة السورية يدعو مجلس الأمن الى أن يتحمل مسؤولياته ازاء حال الجمود التي اصابت مسار المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف.
وطالب مشروع القرار الامين العام للجامعة بمواصلة مشاوراته مع الامين العام للأمم المتحدة والابرهيمي ومختلف الاطراف المعنيين من اجل التوصل الى اقرار تحرك مشترك يفضي الى انجاز الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية، واقرار الاتفاق على تشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، كما نص عليه بيان جنيف 1.
وأكّد مشروع القرار قرار قمة الدوحة والمجلس الوزاري وما نص عليه في شأن الترحيب باحتلال "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" مقعد سورية في الجامعة العربية والاعتراف به ممثلاً شرعيًا للشعب السوري (وهذه الفقرة تحفظت عنها كل من الجزائر والعراق ونأى لبنان بنفسه عن هذين القرارين)، ودعوة الامانة العامة الى مواصلة مشاوراتها مع الائتلاف المعارض في شأن مقعد سورية في الجامعة، وذلك طبقاً لأحكام الميثاق واللوائح الداخلية للمجلس، وعرض تلك المشاورات على اجتماع مقبل لوزراء الخارجية.
وأوضح الإبرهيمي في تصريحات أدلى بها في الكويت قُبيل اجتماع القمة العربية أن الأجواء ليست مناسبة في الوقت الراهن للعودة إلى المحادثات.
وكَشَفَ مصدر في نيويورك أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون كلف الإبرهيمي تمثيله والقاء كلمته أمام القمة العربية التي استضافتها الكويت، اليوم.
وبرر الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق غياب بان عن قمة الكويت ببرنامج سفره الى بلدان أخرى. وحتى الأسبوع الماضي لم تكن الدولة المضيفة قد وجهت دعوة الى الابرهيمي للمشاركة في القمة بصفته ممثلاً خاصاً مشتركاً في سورية، علماً أن علاقته ساءت أخيراً مع جامعة الدول العربية.
وفي المواقف أعربت الحكومة السعودية، الإثنين، عن تمنياتها بالتوفيق والنجاح لقادة الدول العربية في أعمال القمة، أعلنت ان ولي العهد وزير الدفاع الامير سلمان بن عبدالعزيز سيرأس وفد المملكة الى القمة.
ونقل لبنان الى القمة مخاوفه من شظايا الأزمة السورية، اذ طالب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل بتوزيع اللاجئين السوريين في لبنان، الذين بلغ عددهم مئات الآلاف، على الدول العربية انتظاراً لحل الازمة السياسية في سورية وعودتهم الى بلدهم، وأعرب عن مخاوفه من وقوع لبنان فريسة لاعمال ارهابية اضافة الى اعمال عسكرية استهدفت مواطنين ومدناً بكاملها.