بيروت ـ جورج شاهين
ارتفع عدد ضحايا انفجار "حارة حريك 2" في الضاحية الجنوبيّة في بيروت، الذي وقع قبل ظهر الثلاثاء، إلى 4 شهداء و46 جريحًا، معظمهم من أبناء المنطقة وروّاد المحلات التجاريّة والمؤسسات القريبة من مكان الانفجار، فيما جُمعت بعض الأشلاء التي يمكن أن تكون للانتحاريّ.
وأفاد تقرير أمنيّ، اطّلع عليه "العرب اليوم"، أن السيارة المُفخّخة انفجرت
وسط الطريق، مما يُرجّح فرضية الانتحاريّ، سواء كان هو من فجّر نفسه، أو أن هناك من فجّره في لحظة اكتظاظ سكانيّ أمام محلات لبيع المواد الغذائيّة.
وقال التقرير الذي وضعته الشرطة الجنائيّة المركزيّة وشهود عيان، أن أشلاء الانتحاريّ لا تزال موجودة وسط السيارة، التي تطايرت اجزاء صغيرة منها على بعد أمتار، وأن الجزء الآخر لا يزال في نصف الطريق، مما سمح بالتعرّف على نوع السيارة بعد لحظات من الانفجار، وأن العبوة لا تتعدّى الكيلوغرامات العشرة على الأكثر، ولم يجر خلطها بالمسامير أو الكلل الحديديّة، كما جرت العادة من قبل، لإيقاع أكبر عدد من القتلى والجرحى.
وعملت سيارات الدفاع المدنيّ والإطفاء على إخماد النيران، التي اندلعت في السيارات والشقق المجاورة للانفجار، بالسرعة القصوى، بالنظر إلى تمكّنها من الوصول في دقائق قليلة إلى المنطقة.
وأفاد شهود عيان، أن الانفجار أدى إلى احتراق الطبقات الثلاث من المبنى المُلاصق لسنتر "السباعي" مقابل "بنك البركة" في حارة حريك في عمق الضاحية الجنوبيّة، فيما أكّد رئيس بلدية حارة حريك، الذي حضر على الفور ومعه مسؤولو "حزب الله" في المنطقة، أن سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان الانفجار، الذي وقع على بُعد 60 مترًا من الانفجار الأول في حارة حريك، وقد تمّت السيطرة الكاملة على الحرائق، تاركًا مسرح الجريمة إلى القوى الأمنيّة.
وأجرى الرئيس اللبناني ميشال سيلمان، فور إبلاغه بالانفجار، اتصالات مُكثّفة بوزيريّ الداخليّة والدفاع، وبقيادة الجيش، مستوضحًا ما جرى، داعيًا إلى اتخاذ الإجراءآت كافة التي يجب أن تُواكب الاعتداء.
ودعا رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، إلى اجتماع طارئ لـ"الهيئة الوطنيّة لإدارة الكوارث"، في مكتبه في السرايا الكبير، للبحث في نتائج التحقيقات التي بوشرت على الفور.
واعتبر ميقاتي، أن الكلمات تعجز عن وصف الألم الذي أصابه بعد تجدّد أعمال التفجير في الضاحية الجنوبيّة، وقال في بيان له بعد الانفجار في حارة حريك بدقائق، "لم تكد منطقة الضاحية الجنوبيّة لبيروت تلملم جراحها من التفجير الإرهابيّ الذي وقع فيها قبل فترة قصيرة، حتى استهدفت بتفجير إرهابيّ جديد، أوقع شهداء وجرحى، وتعجز الكلمات عن وصف الألم الذي نشعر به جرّاء المشاهد المؤلمة التي كشفت عنها الجريمة البشعة التي وقعت، وندعو الله أن يحمي لبنان ويرأف باللبنانيين من الشرور، وأن يُلهمنا ما فيه خير بلدنا، فنتعاون جميعًا للنهوض من المحنة التي تُصيبنا، فلا تكون ردّات فعلنا المُتضامنة في هذه اللحظات العصيبة، مجرد كلمات ينتهي مفعولها مع طي صفحة التفجير الآثم، فلنسارع جميعًا إلى التلاقي على طاولة واحدة، فنكون على مستوى الظرف العصيب والمخاطر الكبيرة التي نعاني منها".