واشنطن - تونس اليوم
تُشكّل ولايات أريزونا وجورجيا ونيفادا وبنسلفانيا ساحة معركة انتخابية بين المرشح الديمقراطي جو بايدن والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أربعة أيام من الانتخابات الرئاسة. وعلى الرغم من عدم انتهاء الفرز في أريزونا وجورجيا ونيفادا وبنسلفانيا، وهي ولايات حاسمة في السباق إلى البيت الأبيض، لا يزال المرشح الديمقراطي جو بايدن يتقدم فيها جميعا.
ويتقدم بايدن في ولاية بنسلفانيا، التي لها 20 صوتا في المجمع الانتخابي، بفارق 28 ألفا و833 صوتا، أي بنسبة 0.5 بالمائة، وذلك بعد فرز 96 بالمائة من أصوات الناخبين، وفي ولاية جورجيا، ولها 16 صوتا في المجمع الانتخابي، لا يزال بايدن متفوقا على ترامب بفارق 7 آلاف و248 صوتا، وهو ما يعادل 0.1 بالمائة، وذلك بعد الانتهاء من فرز 99 بالمائة من أصوات المقترعين، أما في ولاية نيفادا، وتمتلك 6 أصوات في المجمع الانتخابي، يتقدم بايدن بفارق 22 ألفا و657 صوتا، أي بنسبة 1.8 بالمائة، وذلك بعد فرز 93 بالمائة من أصوات الناخبين الأميركيين، وأخيرا في ولاية أريزونا، ولها 11 صوتا في المجمع الانتخابي، لا يزال بايدن متقدما على ترامب بفارق 29 ألفا و861 صوتا، وذلك بعد الانتهاء من فرز 95 بالمائة من بطاقات الاقتراع.
بايدن يقترب من اللقب
والسباق نحو الرقم 270 صوتا بالمجمع الانتخابي لحسم معركة الرئاسة قد يكون قاب قوسين أو أدنى من خط النهاية، فيما الصراع على بنسلفانيا لا يزال مستمراً مع تقدم بفارق بسيط لصالح جو بايدن، وذكرت وسائل إعلام أميركية أن بايدن متقدم بنقطة واحدة على ترمب في جورجيا و 4 نقاط في بنسلفانيا.
يأتي ذلك في ما أفاد مركز إديسون للأبحاث باتساع تقدم بايدن في ولاية جورجيا الحاسمة إلى 7248 صوتاً مع تواصل الفرز، والنتيجة لم تحسم حتى الآن بشكل رسمي، وإن كان البيت الأبيض أقرب للمرشح الديمقراطي، بايدن، الذي يمتلك حتى الآن 264 صوتاً في المجمع الانتخابي، بحسب بعض وسائل الإعلام الأميركية، فيما أعطته بعض وسائل الإعلام الأخرى 253 صوتاً، مقابل 214 صوتاً للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وفي آخر التطورات الخاصة بالانتخابات، دعا المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركيّة، بايدن، صباح السبت، الأميركيين إلى "التلاقي" من أجل التغلب على "الغضب"، في الوقت الذي يتجه فيه إلى الفوز بالسباق إلى البيت الأبيض.
وشدد بايدن في كلمة مقتضبة من ديلاور على أن "الوقت حان للتلاقي"، مضيفاً "علينا أن نتغلّب على الغضب". كما تعهد بالتصدي لجائحة كوفيد-19 منذ "اليوم الأول" له في البيت الأبيض، معرباً عن ثقته في فوز تاريخي وبأغلبية ساحقة، مؤكداً أنه في طريقه للحصول على 300 صوت انتخابي.
وأكّد جو بايدن أنه لن يعلن الفوز لكنه واثق منه، مضيفا: "سنفوز في نيفادا وجورجيا وبنسلفانيا.. سنفوز بأريزونا لأول مرة كحزب ديمقراطي منذ 4 عقود"، وقال إنه سيفوز بهذا السباق بأغلبية واضحة، وإنه في الطريق للحصول على أكثر من 300 صوت في المجمع الانتخابي.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها المرشح الديمقراطي، جو بايدن، من ولاية ديلاور، وأضاف المرشح الديمقراطي الأقرب للبيت الأبيض: "سنضع خطة ومن اليوم الأول لمواجهة جائحة كورونا"، مؤكداً أنه سيحاول تجاوز الانقسام الحزبي في البلاد ومعالجة القضايا الرئيسية مثل جائحة كوفيد-19، وقال إن لديه تفويضاً بشأن فيروس كورونا والاقتصاد وتغير المناخ والعنصرية الممنهجة.
ودعا بايدن إلى الهدوء والتحلي بالصبر، كما دعا الأميركيين للوحدة ونبذ الخلافات، واختتم بالقول إنه يأمل بالتحدث إلى الأميركيين غدا، في إشارة إلى حسم السباق الرئاسي لصالحه.
وقال الرئيس الأميركي ترامب في سلسلة تغريدات له عبر موقع "تويتر" إن المرشح الديمقراطي، بايدن، ليس له حق ادعاء الفوز بكرسي الرئاسة، مشيرًا إلى أنهم بدأوا للتو الإجراءات القانونية، كما أوضح ترامب أن كل التقدم الذي حققته يوم الاقتراع اختفى مع مرور الأيام، وأن هذا السبق الذي حققه مع النتائج التي حدثت، هو ما دفعه للإجراءات القانونية التي قد تعيد له التقدم والسبق في النتائج.
فريق بايدن الانتقالي يبدأ العمل
شرع الفريق الانتقالي للمرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن، في العمل استعدادا لتوليه مقاليد الحكم، دون انتظار إعلان فوزه المتوقع على الرئيس دونالد ترامب، وعلى الرغم من أن عملية فرز الأصوات لا تزال مستمرة، صرح بايدن في كلمة ألقاها مساء الجمعة في ولاية ديلاوير: "فيما ننتظر إعلان النتائج النهائية، أريد أن يعرف الناس أننا لا نتريث لأداء المهام".
وأكد بايدن أنه والمرشحة لمنصب نائبة الرئيس عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس عقدا الخميس اجتماعا افتراضيا مع خبراء في مجال الصحة العامة والاقتصاد وبدآ عملهما في سبيل محاربة جائحة فيروس كورونا، محذرا من أن الوضع يزداد خطورة في عموم البلاد بشكل ملموس.
وتعهد بايدن باستخدام الفترة الانتقالية للقاء حكام جميع الولايات الأميركية وحثهم على فرض ارتداء الكمامات الإلزامي، وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" إلى أن السيناتور السابق عن ديلاوير ومساعد بايدن القديم، تيد كاوفمان، يقود الجهود الرامية إلى تمكين المرشح الديمقراطي من بدء تشكيل إدارة جديدة دون انتظار إعلان فوزه رسميا في السباق الانتخابي.
وسبق أن عمل كاوفمان في الفريق الانتقالي للرئيس السابق باراك أوباما بعد انتخابات عام 2008 وشارك في إعداد قانون يحدد عملية انتقال الحكم الرئاسي.
ويقول أقرب مساعدي بايدن، حسب "أسوشيتد برس"، إن أولويته في الفترة الانتقالية ستكمن في تعيين كبير الموظفين في البيت الأبيض وإنشاء آلية فعالة لمكافحة جائحة كورونا، وأشارت الوكالة إلى أن إدارة بايدن، في حال فوزه، ستحتاج إلى تعيين أربعة آلاف موظف جديد يحتاج تعيين أكثر من 1.2 ألف منهم إلى موافقة مجلس الشيوخ، لافتة إلى أن هذا قد يشكل تحديا ملموسا أمام الرئيس الديمقراطي لأن الجمهوريين سيحتفظون على الأرجح بأغلبيتهم في المجلس.
"الشيوخ" يتوقّع انتقالًا سلميًّا للسلطة
أكد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش مكونيل، الجمعة، أنه يعتقد أنه سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة في حال خسر الرئيس دونالد ترمب الانتخابات، كما هو مرجح وفق آخر نتائج فرز الأصوات، وقال في مؤتمر صحافي إن الانتقال السلمي للسلطات يعود تاريخه في الولايات المتحدة إلى عام 1792.
وفي شأن اتهامات ترمب للديمقراطيين بعمليات تزويرٍ طالت عملية الاقتراع، قال مكونيل إن موقفه أوضحه في تغريدته بأنه يجب احتساب جميع الأصوات، واستبعادُ تلك التي ثبت تزويرها، وأن القضاء سيقرر في هذا الشأن.
معركة أخرى مستعرة في جورجيا
تحولت ولاية جورجيا إلى ساحة معركة انتخابية جديدة، لكن هذه المرة على مجلس الشيوخ، الذي يتجه السباق فيه بين الديمقراطيين والجمهوريين إلى إجراء انتخابات الإعادة، ويتواجه الجمهوري ديفيد بيرديو، والديمقراطي جون أوسوف في جولة الإعادة في 5 يناير على المقعد الذي يشغله السيناتور بيرديو، وفق ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، السبت.
وتمكن المرشح الحزب الليبرتاري شين هازل، من الحصول على عدد كافٍ من الأصوات، الأمر الذي حرم بيرديو وأوسوف من تجاوز نسبة 50 بالمائة بالمائة المطلوبة لتحقيق فوز كامل، وأصبح من الواضح في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الديمقراطي رافائيل وارنوك، والجمهوري كيلي لوفلر يتجهان أيضا إلى جولة الإعادة على مقعد جورجيا الآخر في مجلس الشيوخ.
ويمكن لكل من الديمقراطيين والجمهوريين الاعتماد بالفعل على 48 مقعدًا في مجلس الشيوخ، وإذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن في السباق إلى البيت الأبيض، فإن هذا يعني أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستحسم التصويت للأغلبية في مجلس الشيوخ، أما إذا فاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولاية ثانية، فسيكون مايك بنس، نائب الرئيس الحالي، صاحب صوت الأغلبية في المجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون حاليا.
كان الديمقراطيون يأملون في انتزاع السيطرة على مجلس الشيوخ من ميتش مكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية، وجمعوا ملايين الدولارات لمحاربة مرشحي الحزب الجمهوري في ولايات مثل مين وكانساس وأيوا وساوث كارولينا. لكن الإقبال الجمهوري الأكبر حال على ما يبدو دون "الموجة الزرقاء".
إطلاق نار في فلوريدا
خرج أنصار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى شوارع عدة مقاطعات في ولاية فلوريدا، منددين بما قالوا إنه "سرقة الأصوات" خلال الانتخابات الرئاسية، وتعرض أحد تجمعات هؤلاء إلى إطلاق نار، مما أدى إلى إصابة اثنين من المشاركين، وتمثل عملية إطلاق النار تطورا خطيرا في الولاية، إذ إنه تظهر المدى الذي يمكن أن يصل إليه التوتر الذي تعيشه البلاد، على خلفية الانتخابات الرئاسية غير المسبوقة في تاريخ البلاد.
ورأى الجمهوريون في الأمر تهديدا لحق التظاهر السلمي، بينما اعتبر الديمقراطيون خروج التظاهرات ورفع شعارات "التزوير" دليل على عدم قبول الجمهوريين بالهزيمة، وخرج أنصار ترامب في مقاطعات فلوريدا الرئيسية: ميامي، وكورال سبرنغ، وساوث بالم بيتش، وغيرها، وحمل الأنصار أعلاما أميركية وصور ترامب.
قد يهمك ايضا
الانتخابات الأميركية ووباء "كورونا" "الأسِرّة" في مواجهة الصناديق
الديمقراطيون يعجزون عن تحقيق حُلمهم في الشيوخ الأميركي و"هاريس" الحل