فيينا ـ زياد البنا
بدأت الدول الست الكبرى وإيران الثلاثاء، جولة جديدة من المفاوضات النووية في فيينا، على أمل التوصل الى اتفاق نهائي يمكن ان يضع حدا للخلاف القائم بين طهران والغرب والذي يثيره البرنامج النووي الايراني. ومن المتوقع ان تتسارع وتيرة هذه المفاوضات خلال جلسة وهي الثالثة منذ ان وافقت ايران في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي على
تعليق قسم من نشاطاتها النووية لقاء رفع جزئي للعقوبات التي تشل اقتصادها.
وصرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لدى وصوله الى العاصمة النمساوية فيينا الاثنين، "سنسعى لانهاء المحادثات خلال هذه الجولة من المفاوضات والبدء بصياغة مشروع اتفاق ابتداء من شهر "ارديبهشت" أي (التقويم الايراني يبدأ في 21 نيسان)".
ويفترض ان يكون ظريف الذي يرأس الوفد المفاوض الايراني، قد التقى مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون على مائدة عشاء مساء الاثنين، علماً أن اشتون تدير المفاوضات مع ايران باسم مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا).
ويبدو ان الجانبين حققا تقدما في المحادثات حول تعاون نووي ممكن. والمقترحات المطروحة على طاولة البحث تشمل مفاعل المياه الخفيفة والطب النووي والمحروقات الجديدة وتطبيق الابحاث والتقدم النووي في المجال الزراعي.
ومن النقاط الحساسة المطروحة للبحث، هو حجم برنامج تخصيب اليورانيوم، والاتفاق حول عدد ونوع الات الطرد المركزي (المستخدمة في التخصيب) التي تستخدمها ايران.
كما تتعثر المفاوضات حول مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي لا يزال قيد الانشاء، لأنه يستخدم البلوتونيوم الذي يمكن أن يساهم في تصنيع القنبلة النووية.
وصرحت دبلوماسية اميركية رفضت الكشف عن هويتها وتشارك في المفاوضات ، اننا "نعمل على التقريب بين الموقفين لعلنا نتوصل الى التركيبة الصحيحة". واضافت ان "وتيرة العمل ستتكثف اكثر من الان".
ومن شان التوصل الى اتفاق ان يتيح لطهران الخروج من العزلة التي تحرم اقتصادها كل اسبوع من عدة مليارات من الدولارات من عائدات النفط.
وكان المسؤولون الايرانيون اقروا في 20 اذار بمناسبة عيد النوروز (راس السنة الايرانية) بان الاولوية هي لتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد.
ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما القادة الايرانيين في اليوم نفسه الى اغتنام الفرصة وتوقيع اتفاق حول الملف النووي سيفتح المجال امام "ازدهار جديد للشعب الايراني".
الا ان الرهان يعتبر كبيرا بالنسبة الى اوباما فهو يشدد لدى حليفيه اسرائيل والسعودية على اهمية التوصل الى اتفاق نووي مع ايران وانعكاساته من اجل تحقيق السلام في المنطقة. كما ان ترك قسم كبير من البنى التحتية النووية الايرانية على حاله لن يتقبله اعضاء الكونغرس الاميركي واسرائيل "الدولة النووية الوحيدة غير المعلنة في الشرق الاوسط".
ومن الجانب الايراني، فان فريق المفاوضين يقوم بمهمته تحت انظار ورقابة المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية ايه الله علي خامنئي الذي يشكك في نجاحها.
الا أن الازمة الناجمة عن ضم موسكو للقرم يبدو أنها تهدد بنسف العملية من اساسها. فقد هدد سيرغي ريابكوف كبير المفاوضين الروس الشهر الماضي من ان بلاده يمكن ان تغير موقفها حول المحادثات مع ايران في حال الضغط عليها كثيرا.
وصرح ريابكوف لوكالة انترفاكس "لا نريد استخدام هذه المحادثات كوسيلة للمزايدة. لكن اذا تعرضنا للضغوط فسنلجا الى سياسة المعاملة بالمثل لانه وفي نهاية الامر فان القيمة التاريخية لما حصل حول اوكرانيا لا يمكن مقارنتها بما نقوم به" حول ايران.