المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان تستأنف جلساتها

بيروت – جورج شاهين استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، جلساتها في لايشندام، قرابة الثالثة والنصف من بعد ظهر الاثنين بتوقيت بيروت، مستكملة الاستماع إلى شهود الادعاء. ومنهم ضابط الإطفاء الشاهد خالد طبيلي. وفي بداية الجلسة، تلا رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفيد راي، قرارًا شفهيًا عن تدابير لحماية أحد الشهود الذي سيدلي بشهادته هذا الأسبوع عبر نظام المؤتمرات المتلفزة.
وبعد ذلك، أعطى راي وكيلَ الادعاء الكسندر ميلن، الإذن بإدخال الشاهد خالد الطبيلي، واستجوابه، وروى الطبيلي تفاصيل مشاركته في إخماد الحرائق التي اندلعت اثر انفجار 14 شباط/فبراير 2005، فوق مجسم للمنطقة التي وقع فيها الانفجار بالتفاصيل الدقيقة ومتحدثًا بشكل تقني ومهني.
وطلب الشاهد من رئيس المحكمة القاضي ديفيد ري أنّ يعطيه دقيقة واحدة للتحدث قبل البدء بالاستجواب، فأوضح له القاضي بأنه في وسعه التحدث خلال الاستجواب.
فأشار الشاهد ردّاً على سؤال ممثل مكتب المدعي العام الكسندر ميلن، إلى أنه متقاعد منذ 4 أعوام، وبأنه عمل في فوج إطفاء بيروت 38 عاماً. وأوضح أنه يوم الانفجار الذي استهدف الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005، كان يزاول عمله في مركز ثكنة الفوج في محلّة الباشورة، واستطرد "وعند الواحدة إلا 15 دقيقة كنت مع أحد الضباط في باحة الثُكنة في الباشورة، وعند الواحدة إلا 5 دقائق دوّى الانفجار الهائل من مكان قريب، لم انتظر إبلاغي، فالدخان الكثيف كان يغطّي المكان ولم أحتج إلى إبلاغي فعلمنا بأنه انفجار، واضطررنا أنا والضابط للانطلاق فوراً من دون تردد مع سيارتَي إطفاء وسيارة إسعاف واحدة، وعندما وصلنا إلى رياض الصلح لم أعد أرى الطريق بل رأيت زجاج الأبنيّة الحديثة في محيط ساحة رياض الصلح، وقد تناثر في كل مكان، فتابعت السير فوق الزجاج وصولاً إلى فندق "فور سيزن" القريب من موقع الانفجار".
وأوضح بأن هناك ثلاثة قطاعات في فوج إطفاء بيروت، الأول في الطريق الجديدة والثاني في الباشورة والثالث في الكرنتينا، مؤكّداً أنّ أي من هذه القطاعات لا يتخطى صلاحيّة الآخر. وأشار إلى أنه في كل سيارة إطفاء يوجد عادة السائق والرئيس وثلاثة عناصر أو أربعة. وأوضح "اتجهت الى موقع الانفجار مروراً بالقاعدة البحريّة فوق ركام الزجاج إلى فندق "فور سيزن" القريب من موقع الانفجار، وقد شاهدت بأم العين الانفجار و"براكين من النيران ترتفع عالياً ومعها الدخان الأسود، والردم والحجارة والسيارات التي تحترق، فأيقنت أنني لا استطيع مكافحة الحريق، عندها طلبت المؤازرة لتزويدي بكل العناصر في كل القطاعات، وبعد 10 دقائق أتت سيارات الإطفاء، وعند وصولها نشرنا العناصر إلى يمين الانفجار حيث السيارات المحترقة"، موضحاً أنّ مصرفَي "بيبلوس" و"HSBC"، موجودان إلى يسار الانفجار.
وأكدّ "طلبت سحب المصابين من المكان إلى المستشفيات، بعد التأكد بأنهم ليسوا متوفّين، لأنه لا يجوز نقل أي متوفى إلا بعد حضور الطبيب الشرعي والمدعي العام. مؤكّداً أنّ "أيّاً من عناصر الإطفاء لم ينقل متوفّى إلى المستشفيات".
وردّاً على سؤال القاضي وليد عاكوم، أوضح الشاهد أنه لم يسلك نفق سليمان فرنجيّة، مكرراً أنه سلك الطريق المؤدي إلى القاعدة البحرية ففندق "الفور سيزن".
بعد ذلك، طلب ميلن من الشاهد الانتقال إلى وسط قاعة المحاكمة حيث يوجد مجسّم لموقع الانفجار، فأوضح الشاهد الطريق الذي سلكه، وشرح كيف شارك في إطفاء الحريق، مؤكّداً أنّ خزانات الوقود في السيارات المحترقة تسببت بتكثيف النيران.
وفي نهاية الاستجواب، رفع رئيس المحكمة الجلسة إلى الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر الثلاثاء.