القاهرة ـ أكرم علي/ محمد الدوي
أكدّت جماعة "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن حادث التفجير الذي وقع في محيط مديرية أمن القاهرة، صباح الجمعة، فيما ارتفع عدد ضحايا الانفجار إلى ٤ قتلى و76 جريحًا، بينهم جُثّة يُشتبه بأن تكون للانتحاريّ مُفجِّر السيارة، فيما تسبّب الانفجار في هبوط جزء من الأرض بعمق 6 أمتار أمام البوابة الرئيسة للمديريّة، هذا و توجه رئيس الوزراء
المصري حازم الببلاوي، إلى مطار سويسرا، استعدادا لمغادرتها، والعودة للقاهرة، لمتابعة تطورات الموقف في حادث تفجير مديرية أمن القاهرة، وذلك بعد مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي، كما وصل وزير الداخليّة اللواء محمد إبراهيم، إلى موقع انفجار مديرية أمن القاهرة، حيث تفقّد الموقع بصحبة عدد من كبار القيادات الأمنيّة، وأمر بتشكيل فريق مُوسّع لضبط الجناة.
وأوضحت جماعة "أنصار بيت المقدس" في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تم استهداف مديرية أمن القاهرة، أحد أوكار العمالة والإجرام، اللهم تقبل أخونا في عليين وليعلم جيش وشرطة الردة أننا ماضون بدك معاقلكم" حسب قولها.
في السياق ذاته توجه رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي، إلى مطار سويسرا، استعدادا لمغادرتها، والعودة للقاهرة، لمتابعة تطورات الموقف في حادث تفجير مديرية أمن القاهرة، وذلك بعد مشاركته في منتدى "دافوس" الاقتصادي.
ودان الببلاوي بشدة حادث التفجير الذى وقع، صباح الجمعة، في محيط مديرية أمن القاهرة، معتبرا هذا الحادث الإجرامي محاولة خسيسة يائسة من قوى الإرهاب الآثمة لإفساد ما حققته مصر وشعبها من نجاح على خارطة الطريق بإقرار الدستور الجديد.
وأكد الببلاوي في بيان صحافي الجمعة، أن تلك العمليات الإجرامية لن تنجح في تحقيق مسعاها البغيض، وأن مصر ماضية في تنفيذ بنود خارطة الطريق بكل ثبات وثقة، مشدداً على أن الحكومة والجهات الأمنية تقوم بجهود متواصلة لسرعة القبض على مرتكبي هذا الحادث، وتقديمهم إلى العدالة لينالوا الجزاء العادل.وأكَّد مصدر أمني، أن الحصيلة الأوليّة لضحايا الانفجار تُفيد بمقتل 4 أشخاص وجرح 76 آخرين، وتهشّم واجهة مديرية أمن القاهرة بالكامل، وسقوط بعض الأسقف بداخلها، بالإضافة إلى تحطّم واجهات عدد من المباني المُحيطة بموقع الانفجار، منها متحف الفن الإسلاميّ، ومحكمة الاستئناف، وبعض المحال والعقارات المجاورة للمديريّة، مشيرًا إلى أن خبراء المُفرقّعات قد انتقلوا إلى مكان الحادث، للوقوف على طبيعة الانفجار.
وأفاد المصدر، إن "قوات الحماية المدنيّة لا تزال تُواصل جهودها لاستخراج الضحايا من الطابق الأرضي لمبنى المديرية، نظرًا إلى سقوط العديد من الخرسانات بداخله".
وقد وصل وزير الداخليّة اللواء محمد إبراهيم، إلى موقع انفجار مديرية أمن القاهرة، حيث تفقّد الموقع بصحبة عدد من كبار القيادات الأمنيّة، وأمر بتشكيل فريق مُوسّع لضبط الجناة، فيما أكّد وزير الآثار محمد إبراهيم، في تصريحات للصحافيين، أن المتحف الإسلاميّ أنه شهد تلفيّات واسعة في واجهة المتحف، ومن الداخل وجاري فحصه.
وتوافد المئات من أهالي المنطقة المحيطة بالمديرية منذ الصباح الباكر على مستشفيات أحمد ماهر والمنيرة وجامعة الأزهر، للتبرّع بالدم، والمساعدة فى إنقاذ المصابين. وقال شهود عيان، "إن الانفجار الذي وقع أمام مديرية أمن القاهرة وقع في الساعة السادسة وربع عقب فضّ الكمين المتواجد أمام المديرية، وأن السيارة المُتسبّبة في الحادث حاولت اقتحام أسوار المديرية، إلا أن الحواجز الخرسانية عرقلت دخولها إلى المديرية، وأن الانفجار لم تُسفر عنه أي نيران". وذكر الأهالي، أن صوت الانفجار هزّ أرجاء المنطقة بالكامل، مما تسبّب في إصابة المواطنين بالذعر والهلع، وتجمّع الأهالي في محيط المديرية، وتم عمل دروع بشريّة لمنع دخول مثيري الشغب.
وساعد أهالي منطقة وسط البلد ومحيط مديرية أمن القاهرة، قوات الأمن في انتشال الجثث والمُصابين، مُردّدين هتافات منها: "الشعب يريد إعدام الإخوان"، في حين تقوم أجهزة المُفرقعات بوزارة الداخليّة بتمشيط المنطقة للعثور على متفجرات أخرى وإبطال مفعولها قبل أن تنفجر. وانتقل فريق من النيابة العامة الآن إلى مكان الانفجار، وبدأت النيابة في إجراء معاينة لمكان الحادث، بعدما أمر النائب العام المستشار هشام بركات، بعمل مُعاينة لمكان الحادث، وتشكيل لجنة فنيّة لمعرفة أسباب وقوع الحادث، والاستماع إلى أقوال الشهود والمُصابين.
وأعلن المستشار الإعلاميّ والمتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور أحمد كامل، ارتفاع حالات القتلى إلى ٤ وإصابة ٥١ آخرين، وأن سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان الحادث وقامت بإخلاء المصابين ونقلهم إلى المستشفيات، ولا تزال عمليات الإجلاء مستمرة، والحصر جاريًا، وقد وجّهت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة مها الرباط، باستدعاء مديري المستشفيات والأطقم الطبيّة، وتوفير فصائل الدم كافة وكميات إضافية من المستلزمات الطبية والأدوية لدعم المستشفيات المتعاملة مع المصابين.
وأوضح كامل، أنه تم إرسال ٣٥ سيارة إسعاف وطواقم الإسعاف الخاصة برئاسة رئيس هيئة الإسعاف، كما تم تجهيز فريق انتشار سريع برئاسة رئيس الرعاية الحرجة والعاجلة، للتحرك لدعم المستشفيات وفقًا للأحداث.
ويأتي هذا الانفجار قبل ساعات من إحياء الذكرى الثالثة من احتفالات ثورة 25 كانون الثاني/يناير، والتي من المتوقع أن تشهد حالات عنف من قبل أنصار جماعة "الإخوان المسلمين"، للمطالبة بإسقاط ما أسموه "الانقلاب العسكريّ". كما دانت وزارة الأوقاف التفجيرات التي وقعت صباح اليوم أمام مديرية أمن القاهرة، واعتبرته عمل إجراميا وإرهابيا يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مصر.
وأكدت في بيان لها، أن الاعتداء على النفس البشرية هو من أعظم الكبائر، وقالت إن الإسلام حرم الاعتداء على الكليات الخمس، واعتبر مرتكبها فاسقاً ما لم يحدث توبة، ومنها، حرمة النفس، فقد نهى عن قتل النفس.
وفي الوقت نفسه وحدت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة اليوم، عن "حرمة النفس البشرية"، وأهمية الاستقرار، وأكدت أن من أعظم نعمِ الله تعالى التى يجب أن نذكُرَها، ونُذكِّرَ بها: نعمةَ الأمن والاستقرار.
فيما استنكرت حركة "تمرد" التفجير الذى حدث صباح الجمعة أمام مديرية أمن القاهرة، مؤكدة أنه لن يثنيهم على التراجع في مواجهة الإجرام.
وعلقت الحركة عبر صفحتها على فيسبوك على الحادث قائلة "عمل إرهابي خسيس، ولن نتراجع، وسنهزم هؤلاء الخونة القتلة".