دمشق ـ جورج الشامي
أعلن الائتلاف الوطني ليل الأحد الاثنين أنه سيسحب مشاركته في مؤتمر جنيف 2 في حال لم يسحب الامين العام للأمم المتحدة دعوته لإيران لحضور المؤتمر. وقال المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي في تغريدة على "تويتر": "الائتلاف الوطني السوري يعلن أنه سيسحب مشاركته في مؤتمر جنيف2 طالما أن بان كي مون لم يسحب دعوته
لإيران" للمشاركة في مؤتمر جنيف2، حول العملية الانتقالية السياسية في سوريا. كذلك طالبت الخارجية الأمريكية، الأمم المتحدة، بسحب الدعوة الموجهة لإيران لحضور مؤتمر جنيف2، مالم تعترف الأخيرة بضرورة إقامة حكم انتقالي في سوريا.
ونقلت "رويترز" عن جين ساكي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية "اذا لم تقبل ايران بشكل كامل وعلانية بيان جنيف (اتفاقية يونيو/حزيران 2012 لإنشاء حكم انتقالي) يجب إلغاء هذه الدعوة".
وقالت ساكي في بيان "هذا شيء لم تفعله إيران علانية قط وشيء اوضحنا منذ فترة طويلة أنه مطلوب. إذا لم تقبل إيران بشكل كامل وعلانية بيان جنيف يجب إلغاء هذه الدعوة".
وكان بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة وجه ليل الأحد، دعوة رسمية لإيران لحضور مؤتمر جنيف2 للسلام في سوريا، وهو ما اعتبر حركة التفافية دنيئة، جاءت بعد ساعات من موافقة الائتلاف على حضور المؤتمر، لاسيما أن إيران كانت غير مدعوة له.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري أنس العبدة إن الأمين العام للأمم المتحدة ارتكب خطأين وخرق القرار 2118 الذي ينص على أن أي دولة مشاركة في المؤتمر يجب أن توافق أولا على قرارات جنيف1، وهو ما لم تفعله إيران. كما أن بان كي مون قبل الرد المشروط من قبل النظام السوري لحضور جنيف2. وكان بان كي مون قد دعا إيران للمشاركة في اليوم الأول من المحادثات التي ستنطلق يوم الأربعاء المقبل بمونترو قبل أن تنتقل إلى جنيف.
وقال بان إن "إيران تعهدت بأن تلعب دورا إيجابيا وبناء إذا طلبت منها المشاركة، واعتبر أن طهران يجب أن تكون جزءا من الحل في سوريا".
وأضاف بان في مؤتمر صحفي بنيويورك إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف طمأنه بأن إيران تفهم أن أساس المحادثات هو التطبيق الكامل لبيان جنيف1 الصادر في 30 يونيو/حزيران 2012 بما في ذلك خطة العمل.
وأوضح بان ان الدول الأخرى المدعوة هي أستراليا والبحرين وبلجيكا واليونان ولوكسمبورغ والمكسيك وهولندا وكوريا الجنوبية والفاتيكان.
وأشار إلى أن حضور هذه الدول سيكون "مظاهرة تضامن مهمة ومفيدة قبل العمل الصعب الذي سيقوم به وفدا الحكومة السورية والمعارضة".
يذكر أن الدعوات سبق أن وزعت للمشاركة في جنيف2، وأصرت الدول المعنية على عدم دعوة إيران ما لم تقبل علناً بيان جنيف1.
من جانب آخر، نفت دمشق أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد قد قال إنه لن يتنازل عن السلطة، وقال المكتب الإعلامي برئاسة الجمهورية إن ما نسبته إنترفاكس الروسية للأسد "غير دقيق" وإنه لم يجر أي مقابلة مع هذه الوكالة التي نسبت إليه في وقت سابق الأحد قوله لوفد برلماني روسي التقاه بدمشق إنه يرفض التنازل عن السلطة، لكن إنترفاكس لم تقل إنها أجرت مقابلة مع الرئيس السوري، كما لم توضح الرئاسة السورية في بيانها ما قاله الأسد للوفد الروسي.
وأضافت الوكالة الروسية أن الأسد أكد أن مسألة تخليه عن السلطة غير مطروحة للنقاش، وأنه قال "لو كنا نريد الاستسلام لكنا استسلمنا منذ البداية، نحن نحمي بلدنا، ووحده الشعب السوري هو الذي سيحدد من سيشارك في الانتخابات".
وبدورها، نقلت "إيتار تاس" - وهي وكالة أنباء روسية أخرى- عن ألكسندر يوشتشينكو، البرلماني الروسي وعضو الوفد الذي زار الرئيس السوري، قوله إن الأسد "اقترح أن يقدم خصومه مرشحا لمنافسته في تصويت يطرح على الشعب، لكن حتى الآن لم يفعل ذلك أحد".
وترفض المعارضة وبعض الدول الداعمة لها أن يكون للأسد أي دور في المرحلة المقبلة من حكم سوريا التي من المتوقع أن يبحثها مؤتمر جنيف2.
وفي هذا السياق أعلن الأسد في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، قبل يومين من بدء مؤتمر جنيف 2، أن هناك فرصا كبيرة لترشحه إلى الرئاسة في الانتخابات المقبلة في يونيو المقبل، مستبعدا في الوقت نفسه قبوله برئيس حكومة انتقالية من معارضة الخارج لعدم امتلاكها صفة تمثيلية.
وأضاف الأسد، أن القرار الأهم الذي يمكن أن يخرج به مؤتمر جنيف 2 المقرر هذا الأسبوع حول سوريا هو "مكافحة الإرهاب"، وهذا هو القرار الأهم أو النتيجة الأهم التي يمكن لمؤتمر جنيف أن يخرج بها، وأي نتيجة سياسية تخرج من دون مكافحة الإرهاب ليس لها أي قيمة".
وأشار في الوقت ذاته، إلى أن مؤتمر جنيف 2 يمكن أن يكون عاملاً مساعداً في عملية الحوار بين السوريين.
واعتبر الأسد أن خسارة "هذه المعركة"، في إشارة إلى النزاع المستمر في بلاده منذ حوالي ثلاثة أعوام، ستؤدي إلى "فوضى في كل منطقة الشرق الأوسط"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن قواته لم ترتكب أية مجازر.