تونس ـ أزهار الجربوعي
أكدّ الأمين العام لـ"إتحاد الشغل" والناطق باسم الرباعي الراعي للحوار الوطني حسين العباسي، مساء السبت، أنّ الإعلان عن موعد استقالة حكومة علي العريض الحالية، سيكون الأربعاء المقبل، بعد أن فاز وزير الصناعة مهدي جمعة بمنصب رئاسة الحكومة المقبلة بأغلبية 11 صوتًا من جملة 21 حزبًا مشاركًا في الحوار الوطني، وانسحبت أحزاب "جبهة الإنقاذ"
المعارضة، معلنين رفضهم تولي وزير من الحكومة الحالية التي يتزعمها القيادي في حزب "النهضة" علي العريض، منصب رئيس الحكومة المقبلة.
وأكدّ العباسي أنّ الرباعي متمسك بخارطة الطريق على قاعدة تلازم المسارين التأسيسي (الدستور والانتخابات) والحكومي (تشكيل الحكومة الجديدة وتسلمها لمهامها)، مشيرًا إلى أنّ إعلان موعد استقالة حكومة علي العريض سيتحدد الأربعاء المقبل.
وشدّد على أنّ العديد من الصعوبات مازالت بانتظار الحوار الوطني، مؤكدًا ضرورة التعجيل في تشكيل حكومة كفاءات مستقلة في أقرب وقت ممكن لإنهاء المرحلة الانتقالية بسلام وتجاوز عقبات الانتقال الديمقراطي.
واعتبر رئيس حزب "النهضة" الإسلامي الحاكم، راشد الغنوشي، في ندوة صحافية، أعقبت الإعلان عن حصول وزير الصناعة مهدي جمعة على أغلبية الأصوات التي خوّلت له الفوز بمنصب رئاسة الحكومة أنّ "تحقيق التوافق حول رئيس الحكومة هو انتصار تاريخي للثورة وللديمقراطية "، مشيرًا إلى أنّ المجلس الوطني التأسيسي هو مركز الحياة السياسيّة ولا بد من التلازم بين المسارات الانتخابي والحكومي والتأسيسي.
وفاز وزير الصناعة الحالي مهدي جمعة برئاسة الحكومة التونسيّة الجديدة بعد أن حظي بدعم 11 حزبًا من إجمالي 21 حزبًا مشاركًا في الحوار الوطني، مقابل انسحاب أحزاب "جبهة الإنقاذ" المعارضة بمكوناتها، وعلى رأسها حركة "نداء تونس" و"ائتلاف الجبهة الشعبيّة" من الجلسة العامة للحوار الوطني ورفضهم التصويت أو القبول بنتائجه.
وأعلّن القيادي في "الحزب الجمهوري" عصام الشابي، أنّ مكونات "جبهة الإنقاذ" غير معنيّة بنتيجة التصويت، داعيًا الأطراف التي صوتت لصالح المهدي جمعة لتحمّل مسؤولياتها.
وأكدّ القيادي في "جبهة الإنقاذ" وحزب "نداء تونس" المعارض الطيب البكوش، أنّ الجبهة لم تنسحب من الحوار الوطني بل انسحبت من جلسة التصويت، كما أنها لا ترفض المهدي جمعة لكنها ترفض طريقة التصويت، وتؤكد على منهج التوافق.
وأوضح زعيم ائتلاف "الجبهة الشعبيّة" اليساري المعارض حمة الهمامي أنه "لا يمكن القبول بوزير صناعة في حكومة فاشلة رئيسًا للحكومة المقبلة وإعادة إنتاج أخطاء السابقة".
ومن المنتظر أن تُقدم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة ترشيح المهدي جمعة إلى رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي الذي سيُكلفه بتشكيل حكومة جديدة في أجل أقصاه 15 يومًا قبل أن يتم عرضها على المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)، لنيل الثقة.