دمشق - جورج الشامي
استهدفت قوات النظام، صباح الخميس، بلدة ريما في منطقة القلمون، في ريف دمشق، بقذائف الهاون والدبابات، في محاولة للتقدم نحو البلدة.
وأشار الناطق العسكري باسم فوج "المغاوير" حسين زيدان إلى أنّ "قوات النظام تحاول التقدم إلى ريما، ومن ثم يبرود، بينما تقوم قوات المعارضة المرابطة في المنطقة بصدّ محاولات التقدم
".
ولفت زيدان إلى أنّ "العمليات العسكرية في منطقة القلمون بشكل عام متوقفة، باستثناء الاشتباكات في محيط ريما، بينما تقوم عناصر من الكتائب المعارضة في المنطقة بمراقبة جميع الجبهات، بغية حماية مناطق تمركزها".
يأتي هذا في حين تمكنت كتائب من الجبهة الإسلامية "أحرار الشام" من إحراز تقدم كبير في درعا، عبر السيطرة على حواجز على طريق استراتيجي لإمدادات النظام.
وأوضحت مصادر ميدانية أن كتائب "أحرار الشام" و"لواء اليرموك" وغرفة عمليات المنطقة الشمالية الغربية لدرعا، تمكنت من السيطرة على حاجز "الكسارة" في ريف درعا، ضمن مجريات معركة "نصر من الله و فتح قريب"، التي شهدت مقتل عدد من جنود النظام، واغتنام العديد من الأسلحة و الذخائر.
ويقع حاجز الكسارة عند تقاطع "الكسارة - سلمين زمرين"، كما أنه يقطع طريق إمدادات قوات النظام باتجاه "تل الحارة" الاستراتيجي.
من جهة أخرى، قامت كتائب عدة، من بينها لواء غرباء حوران، ولواء شهداء المسيفرة، وكتيبة بيت المقدس الإسلامية، وجبهة النصرة، وكتيبة أنصار الشريعة، بالسيطرة على حاجز المزارع على أطراف مدينة إنخل، واغتنام دبابة "تي 2"، وعربة "بي إم بي"، إضافة إلى ذخائر وأسلحة.
إلى ذلك فرض الثلج المتساقط على مختلف أنحاء سورية سطوته وهيبته، وأعلن عن هدنة إلزامية بين المتقاتلين في سورية، عجزت أو تخاذلت عن فرضها أكبر قوى العالم ومؤسساته المعنية بالسلم العالمي.
وأكّد ناشطون سوريون، الخميس، أن القتال بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة توقف في بعض الجبهات، بسبب العاصفة الثلجية، التي تضرب معظم بلاد الشام، منذ ثلاثة أيام.
وبثّ الناشطون صورًا على الإنترنت، للثلوج التي تساقطت على العديد من المدن السورية، منها شريط يظهر فرحة أطفال بلدة دار عزة، في ريف حلب، بتساقط الثلوج رغم الأجواء الباردة.
ورصدت صور أخرى فرحة بعض المواطنين في أحياء مدينة حمص وسط البلاد، بأجواء تساقط الثلوج، رغم الحصار المفروض عليها من طرف القوات الحكومية منذ أشهر.
وجاءت أوامر "الجنرال الأبيض" صارمة حاسمة قاسية كالبرد الذي يحمله معه، فالتجأ المتحاربون في سورية إلى استراحة من أجل نيل قسط من الدفء، إذ لم يعد بإمكان أشد المحاربين بأسًا أن يقوى على مواجهة "هجمات" البرد والتجمد، التي حملتها العاصفة الثلجية معها.
وتعيش مناطق واسعة من سورية عاصفة ثلجية قوية، أسفرت عن لف بعض المناطق بغطاء أبيض، هابطة بدرجات الحرارة إلى ما دون الصفر بست أو سبع درجات.
وهزّ انفجاران عنيفان مُعسّكرات الصاعقة للجيش السوريّ في ريف دير الزور الغربيّ، فجر الخميس، حيث استهدفت الكتائب الإسلاميّة المعسكرات بسيارتين مفخختين، فيما قُتل الأربعاء، ما لا يقل عن 13 من قوات الدفاع والشرطة وعناصر الأمن، في مدينة عدرا العمالية ومحيطها في ريف دمشق، إضافة إلى خمسة من "جيش التحرير الفلسطينيّ"، وذلك إثر هجوم نفّذته قوات المعارضة.
وأكّد المرصد السوريّ لحقوق الإنسان أن قذائف هاون عدة سقطت على الأوتوستراد الدوليّ حمص- دمشق، قرب مدينة عدرا، عند جسر بغداد، بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، دون أنباء عن إصابات، كما شنّت كتائب إسلاميّة مقاتلة، هجومًا على قسم الشرطة في مدينة عدرا العمالية ومحيطها، ومراكز عدة لقوات "الدفاع الوطنيّ" و"جيش التحرير الفلسطيني"، ما أسفر عن مقُتل ما لا يقل عن 13 من القوات، إضافة إلى خمسة من الجيش، كما قُتل في المدينة ستة من المدنيين، إثر سقوط قذائف هاون وإطلاق رصاص، فيما سقط ما لا يقل عن خمسة قتلى من الكتائب المعارضة التي سيطرت على عدرا، ويشهد محيط المدينة حشودًا للقوات الحكوميّة.
وفي محافظة ريف دمشق، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية، مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني، ومقاتلي "حزب الله" اللبناني من جهة، ومقاتلي "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، في الجهة الغربية من منطقة ريما، وسط قصف القوات النظامية على أطراف مدينة يبرود، ما أدى إلى سقوط جرحى، كما تتعرض مناطق في مدينتي الضمير ومعضمية الشام لقصف من طرف القوات النظامية، في حين استشهد رجل من مدينة عدرا العمالية، جراء القصف والاشتباكات الدائرة على أطراف المدينة.
وأبلغ أقارب مواطنين من الطائفة العلوية أن عائلة من طائفة الموحدون الدروز، وستة عوائل من الطائفة العلوية، قتلوا، إثر هجوم مقاتلين من كتائب إسلامية مقاتلة على مدينة عدرا العمالية، الأربعاء، ولم يتمكن المرصد من توثيق هذه المعلومات من داخل المدينة، بسبب صعوبة الاتصالات.
ومن الشرق السوري، في محافظة دير الزور، أشار المرصد إلى أن انفجارين عنيفين ضربا مُعسكرات الصاعقة الحكوميّة في ريف دير الزور الغربي، فجر الخميس، وسط معلومات عن استهداف الكتائب الإسلامية المقاتلة المعسكرات بسيارتين مفخختين، تبعه اشتباكات عنيفة بين القوات السوريّة ومقاتلي الكتائب في محيط مستودعات الذخيرة والسلاح في المنطقة، وسط قصفٍ حكوميّ على المنطقة، فيما تعرضت مناطق في أحياء دير الزور لقصف من طرف القوات السوريّة، صباح الخميس، ترافق مع اشتباكات عنيفة في حي الحويقة وأحياء عدة في المدينة، وأنباء عن خسائر بشرية.
ولاتزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في حي الحويقة، بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة، ما أدى إلى إعطاب دبابة للقوات النظامية، وخسائر بشرية في صفوفها، في حين تستمر الاشتباكات العنيفة بين الكتائب الإسلامية المقاتلة والقوات النظامية في محيط مستودعات الذخيرة، منطقة عياش، في ريف دير الزور الغربي، ما أدى لاستشهاد مقاتلين من الكتائب المقاتلة، وأنباء عن استهداف الكتائب المقاتلة مبنى تابع للإذاعة والتلفزيون في المنطقة، والذي تتمركز فيه القوات النظامية، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية.
وفي محافظة الرقة، دارت اشتباكات عنيفة في محيط الفرقة 17، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، واستشهد رجل من مدينة الرقة، متأثرًا بجراح أصيب بها جراء قصف الطيران الحربي للمدينة، منذ أيام عدة، فيما أكد نشطاء للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن "الدولة الإسلامية في العراق والشام" اعتقلت قياديًا في حركة إسلامية مقاتلة، يشغل منصب قيادي في معبر تل أبيض الحدودي.
ومن الشمال السوري، في محافظة حلب، تتعرض مناطق في مدينة الباب لقصف حكوميّ، ما أدى إلى سقوط جرحى، كما قُتل مقاتل من المعارضة، مساء الأربعاء، متأثرًا بجراح أُصيب بها في معارك دارت في منطقة السبع بحرات.
ومن الغرب السوري، في محافظة حماة، قصف الجيش السوريّ مناطق في بلدة الحمرا في الريف، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، في حين تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة، ومقاتلي "الدولة الإسلامية"، وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، في محيط حاجز اللالا، في منطقة الحمرا في ريف حماة الشرقي، ومعلومات عن سيطرة مقاتلي "الدولة الإسلامية" على الحاجز، وإعطاب دبابتين للقوات النظامية.
وفي محافظة حمص، قصفت القوات النظامية مناطق في بلدتي الدار الكبيرة، والغاصبية، وأطراف قرية الزعفرانة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
ومن الجنوب السوري، في محافظة درعا، تتعرض مناطق في بلدة جاسم، والريف الغربي من محافظة درعا لقصف من طرف القوات النظامية، ما أدى إلى استشهاد رجل في بلدة جاسم، وسقوط جرحى، كما تستمر القوات النظامية بقصفها مناطق في بلدة جباب، منذ فجر الخميس.