رام الله ـ وليد ابوسرحان
حَذّر مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ ناجح بكيرات الجمعة من شروع سلطات الاحتلال الاسرائيلي في التمهيد لتقسيم الحرم القدسي مكانيّا وزمانيّا، وذلك بعد إقدام قوّات الاحتلال على اقتحام المسجد عقب صلاة الجمعة وإصابة أكثر من 40 مصلّيا جرّاء إطلاقها قنابل الغاز والرّصاص المطّاطي داخل المسجد وساحاته
.
وأوضح بكيرات أنّ قوّات الاحتلال اقتحمت الأقصى خلال العام الجاري أكثر من 10 مرات، معتبرا ذلك سابقة خطيرة في تاريخ المسجد المبارك، إضافة إلى الخطابات الرسمية "الكنيست والحكومة" الإسرائيلية، المنادية باقتحامه وتقسيمه.
وأشار بكيرات إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استعمال القوة ضد المرابطين والمصلين الذين يأتون إلى المسجد الأقصى، لترهيبهم وإبعادهم عنه، حيث يتم احتجاز هويات النساء والرجال وتحويلها إلى مراكز الشرطة، إضافة إلى تنفيذ اعتقالات بحقهم، وبالتالي تحويل الأقصى لساحة حرب، مضيفا "ماذا يعني اقتحامات الاحتلال للأقصى، وماذا يعني انتشار المخابرات في ساحاته، وماذا يعني انتشار الجنود فيه، وزيادة أعداد المقتحمين المتطرفين له؟".
وتابع الشيخ بكيرات "إنّ الاحتلال يهدف من وراء هذه الإجراءات العنصريّة إلى تنفيذ مخطط استراتيجي في الأقصى، وتهيئة الأجواء لتقسيمه زمانيا ومكانيا، فإسرائيل تعلم أنّه لا يمكنها تقسيم المسجد وفيه شبابه، وبالتالي تقوم بتنفيذ إجراءاتها ضدّ المرابطين"، مشيرا إلى أن إسرائيل اقتحمت الأقصى 3 مرات هذا الأسبوع (الأربعاء والخميس والجمعة)، وحاصرت المصلين، لتأمين اقتحامات المستوطنين".
وأصيب أكثر من 40 مصلّيا في المواجهات العنيفة التي اندلعت في الأقصى عقب اقتحامه من قبل قوات الاحتلال بعد صلاة الجمعة.
وافادت مصادر محلّيّة أنّ قوّات الاحتلال حاصرت المصلين في الجامع القبلي المسقوف بالأقصى المبارك، واطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، باتجاههم، ما أدى إلى إصابة العدد منهم، وجرى نقلهم إلى عيادات المسجد.
وكانت المواجهات اندلعت بعد مسيرة نظمها المصلون في باحات المسجد تنديداً بممارسات الاحتلال والمستوطنين التي تستهدف المسجد المبارك، ورفعوا خلالها اللافتات والأعلام الفلسطينية ورددوا الشعارات الوطنية، أعقبها اقتحام قوات الاحتلال للمسجد من جهة باب المغاربة.
وفي وقت لاحق، أغلقت قوّات الاحتلال بوابات المسجد الرئيسة، في حين زادت حدة التوتر في محيط هذه الأبواب من جهة الحارات والشوارع المُفضية إلى الأقصى وشهدت تجمهراً كبيراً للمواطنين، فيما امتدت المواجهات إلى العديد من شوارع القدس القديمة وخصوصا في شارع الواد وباحة باب العامود.
وفي وقت لاحق انسحبت قوات الاحتلال من باحات 'الأقصى'، وسط صيحات وهتافات التكبير التي صدحت بها حناجر المصلين، في حين تم فتح بوابات الجامع القبلي وخروج المُصلين المحاصرين كما تم فتح بوابات المسجد الأقصى الرئيسيّة أمام جموع المصلين