احتجاجات ضد المخطط الحكومي الرسمي المعروف بمخطط "برافر"

بدأت في شتى أرجاء البلدات العربية في "إسرائيل"، النشاطات الاحتجاجية ضد المخطط الحكومي الرسمي المعروف بمخطط "برافر" لاقتلاع عرب النقب (جنوب إسرائيل) من أراضيهم ٬ على أن تُتوَّج هذه النشاطات بيوم الغضب السبت المقبل كما أعلنه الحراك الشبابي. وتحت شعار" برافر لن يمر" شهد النقب أمس الأحد إضراباً عاماً شمل المؤسسات العامة والتعليمية احتجاجاً على الجولة التي قامت بها لجنة الداخلية البرلمانية للنقب التي لم تكلّف نفسها الاستماع إلى موقف المواطنين العرب في النقب من المشروع. كما تم تنظيم وقفات وتظاهرات رفعت شعارات احتجاجية في عدد من مفترقات الطرق في النقب وأنحاء إسرائيل وفي عدد من الجامعات الإسرائيلية.
ووقعت مواجهات بين رجال الشرطة الإسرائيلية وبين المتظاهرين صباح أمس ضد زيارة لجنة الداخلية التابعة للكنيست إلى القرى العربية في النقب ٬ وأصيب فيها أربعة متظاهرين في منطقة رهط ٬ وتم اعتقال متظاهريْن خلال هذه المواجهات.
واتهم النائب عن الحركة الإسلامية طلب أبو عرار الشرطة بمحاولة ترويع المحتجين المطالبين بحقهم ٬ واستنكر الاعتداء على المتظاهرين في رهط. وأعتبر أن جولة لجنة الداخلية هزيلة ٬ وكان معظم المشاركين في الجولة من موظفي سلطة في بئر السبع ٬ واختارت اللجنة أن تستمع إلى طرف الحكومة ولم تنسق مع أي عربي ٬ حتى مع رؤساء السلطات المحلية العربية  الأمر الذي يعتبر أن الحكومة الإسرائيلية وأذرعها تتعامل مع العرب كأعداء
 وأصدرت الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي) في النقب بياناً شجبت فيه تصرفات الشرطة الإسرائيلية في قمع أهالي النقب المتظاهرين السلميين ٬ وطالب بضرورة المشاركة في الفعاليات النضالية المشروعة للحفاظ على الأرض والتجذر في القرى ورفض مخطط برافر التهجيري
وثمّن أهل النقب والمؤسسات صمود الشيخ صياح الطوري في العراقيب والذي رفض الإبعاد عن بلدته وبقي رهن الاعتقال في السجون الإسرائيلية.
وبينما تدّعي الحكومة أن الغرض من المشروع هو تسوية النزاع المتواصل بين بدو النقب والسلطات الإسرائيلية في شأن ملكية الأراضي في النقب ٬ وبالتالي التخطيط لمستقبل قرى ومضارب البدو في النقب ٬ يؤكد أهالي النقب الأصلانيون أن المخطط يهدف إلى نهب ما تبقى في حوزتهم من أراضٍ ٬ إذ قد تتم مصادرة نحو 800 ألف دونم (أي نصف الأراضي التي ترفض الدولة العبرية منذ إقامتها - الاعتراف بها وتحرمها بالتالي من أبسط الحقوق الفردية والجماعية ومقومات الحياة ٬ من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي وتراخيص بناء وخدمات تعليم وغيرها.
وعلى رغم أن تطبيق المخطط قد يستغرق عقداً من الزمن ٬ إلا أن أهالي النقب يدركون أنه مع تطبيقه ستتغير جغرافية النقب وديموغرافيته على نحو يضمن الغالبية اليهودية فيه.
وطبقاً للدراسة التي أجراها « المركز العربي للتخطيط البديل » فإن تطبيقه يعني تشريد عشرات آلاف  من المواطنين المستضعفين. وأشار المركز إلى تعمد القانون مصطلحات تحتمل التأويل على نحو ينذر بمخاطر أشد ٬ إذ أنه في "أهون الشرور" سيتم اقتلاع 17 قرية وتهجير سكانها وتدمير حياتهم وترحيلهم إلى مناطق غيرمعلومة ٬ وهذا فقط في حال تحققت الفرصة النظرية.