لجنة "المتابعة لمبادرة السلام العربية"

كشف وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي عن أن وفدًا من لجنة "المتابعة لمبادرة السلام العربية" سيقدم رسالة غاضبة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، في لقاء يجمعهم، مساء الاثنين، في باريس وأوضح المالكي أن "الوفد العربي، الذي سيجتمع مساء الاثنين مع كيري، بغية استعراض تطورات المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، سينقل له الموقف العربي الغاضب، بشأن ممارسات الكيان الإسرائيلي، لاسيما في القدس".
يأتي ذلك عشية اجتماع كيري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في العاصمة الإيطالية روما، الثلاثاء.
ووصف المالكي، الذي يرافق الرئيس محمود عباس في جولته الأوروبية، الجولة التي شملت حتى الآن ألمانيا وإيطاليا والفاتيكان بـ"الناجحة"، مشيرًا إلى أن "فلسطين لم تستمع من المسؤولين الأوروبيين، الذين التقت بهم حتى الآن، أي تراجع عن تنفيذ التوجيهات الأوروبية، بشأن المستوطنات وعدم التعامل معها، خلافًا لما سر به بعض المسؤولين الإسرائيليين"، لافتًا إلى أن اجتماع الوفد الوزاري العربي، في الساعة السادسة من مساء الاثنين، في مقر إقامة السفير الأميركي في باريس، مع كيري، هو الرابع في الأشهر الأخيرة"، موضحًا أن "وزير الخارجية الأميركي اتفق معنا كعرب على أن يطلع الوفد الوزاري العربي على تطورات عملية التفاوض، وأين وصلت، بعد أن قرر أن يكون الناطق الوحيد باسم المفاوضات، وبالتالي لا يستطيع أحد الحديث باسم المفاوضات سواه، وهو يريد الحفاظ على الدعم العربي للمفاوضات، عبر التواصل معهم، ووضعهم في صورة المفاوضات، بغية ضمان ثبات الدعم العربي لهذه العملية".
وترأس قطر لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية، ويشارك في الاجتماعات وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر وفلسطين والمغرب والإمارات، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وكان الاجتماع الأخير للجنة مع كيري قد انعقد في باريس، قبل أكثر من شهر، فيما من المقرر عقد اجتماع للمسؤولين العرب المشاركين في اللقاء، بغية تنسيق المواقف، قبيل الذهاب للاجتماع مع كيري.
وبيّن المالكي أن "الوفد سيستمع إلى شرح من وزير الخارجية الأميركي، ومن جهتنا فإننا سنسمعه موقفنا الرافض لما يقوم به الكيان الإسرائيلي من إجراءات، سواء الاجتياحات والاعتقالات والاستيطان، وما يجري في مدينة القدس، وسنتحدث عن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، بشأن المفاوضات، ورفضهم للدولة الفلسطينية، وحل الدولتين، والأوصاف التي يتم وصفنا بها من جانب افيغدور ليبرمان، وهو ما يدلل على أنهم ليسوا فقط أعداء للسلام والعرب والفلسطينيين، وإنما أن تصريحاتهم تنم عن حقد وتحريض على الفلسطينيين والقيادة الفلسطينية ويجب وقفها"، مشيرًا إلى "نحن سنذهب للاستماع من كيري، ولدينا أيضًا ما سنقوله، بشأن ما يقوم به الكيان الإسرائيلي، لاسيما المخططات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، والتصعيد الإسرائيلي اليومي في المسجد، والمخططات الإسرائيلية لتقسيمه، وهو ما يهدد الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالخطر، كما يهدد الأمن والاستقرار في الأراضي الفلسطينية، والمنطقة ككل".
في سياق منفصل، وصف المالكي الجولة التي يقوم بها الرئيس عباس في أوروبا بأنها "ناجحة"، موضحًا أنها "شملت حتى الآن إيطاليا والفاتيكان وألمانيا، وينتظر أن تستكمل خلال اليومين المقبلين في زيارة إلى ليتوانيا، التي ترأس الاتحاد الأوروبي، وبلجيكا"، مؤكدًا أن "المسؤولين الأوروبيين لم يتطرقوا إلى ما يخالف ما كنا سمعناه منهم سابقًا، عن الشروع في تطبيق التوجيهات الأوروبية بشأن المستوطنات"، موضحًا أنه "على العكس من ذلك، فإنه في أخر اجتماع مع المسؤولة الأوروبية للسياسة الخارجية والأمن كاثرين آشتون، في نيويورك، أكدت لنا على التمسك بالقرار المقرر الشروع في تنفيذه مطلع العام المقبل"، لافتًا إلى أن "عباس سيجتمع بعد يومين مع آشتون في بروكسل، فضلاً عن الاجتماع مع رئيس الاتحاد الأوروبي"، وأضاف "نعلم أن هناك محاولات إسرائيلية للالتفاف على هذا القرار، وأن هناك محاولات لاستمالة بعض الدول الأوروبية، التي تتعاطف مع الكيان الإسرائيلي، كي تخرج عن الإجماع الأوروبي، ولكن هذا قرار اتخذ في الاتحاد الأوروبي بالإجماع"، مشددًا على أن "جولة الرئيس في أوروبا إيجابية وناجحة بامتياز، كما هو الحال دائما في كل الجولات الخارجية للرئيس، وهو ما لمسناه في الاجتماعات التي عقدت في إيطاليا، ومع قداسة البابا في الفاتيكان، ومع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والمسؤولين الألمان، بمن فيهم وزير الخارجية والمسؤولين البرلمانيين والمؤسسات الفكرية".