القاهرة – أكرم على
القاهرة – أكرم على
أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن الشعب المصري لن يتردد في تحمل تداعيات أي موقف ناجم عن عدم الاستقرار في العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية. وأشار فهمي، في حوار مع صحيفة "الأهرام" المصرية في عدد الأربعاء، إلى أن دول العالم "ستُدفع إلى مراجعة مواقفها والتعامل مع مصر باحترام وندية، خصوصا مع نجاحها في بناء الدولة الديمقراطية". وشدد فهمي على أن "حالة عدم الاستقرار التي تسود العلاقات بين البلدين ليست وليدة اليوم، أو فقط بسبب قرار أميركي وصفه بغير الصائب،
بالتأجيل المؤقت للوفاء ببعض جوانب المساعدات الأميركية لمصر، لكن المشكلة تعود لما قبل ذلك بكثير".
وأوضح الوزير أن "مصر اعتمدت على المساعدات الأميركية طوال 30 عاما، مما جعلنا نختار البديل السهل ولا ننوع خياراتنا، ودفع الولايات المتحدة إلى المبالغة في افتراض خطأ بأن على مصر التماشي دائما مع سياستها وأهدافها".
وكشف فهمي في حواره أن "المشكلة تعود لما قبل ذلك بكثير، وسببها أن اعتماد مصر على المساعدات الأميركية طوال 30 عاما، جعلنا نختار البديل السهل ولا ننوع خيارتنا، كما أن توفير هذه المساعدات على مدى 3 عقود دفع الولايات المتحدة إلى المبالغة في الافتراض خطأ بأن على مصر التماشي دائما مع سياساتها وأهدافها، وأدى ذلك إلى سوء تقدير من كليهما بمصالحهما واضطراب العلاقات كلما اختلفا بشأن مواقف محددة".
وأكد فهمي أنه "لم يفاجئ بالموقف الأميركي الأخير للأسباب التي شرحتها خلال مراحل منذ منتصف التسعينيات، لأن الرئيس أوباما ذكر لي شخصيا ما كان يعتزم قوله في بيانه أمام الجمعية العامة قبل ذلك بيوم، كما أبلغتنا الخارجية الأميركية بالقرار الخاص بالمساعدات قبل صدور البيان الأميركي الأخير، كما تم إبلاغ الفريق أول السيسي به من نظيره الأميركي هيجل".
لكن الوزير نبيل فهمي يعتبر في الوقت ذاته أن "الاضطراب الحالي في العلاقات المصرية الأميركية هو الأكثر خطورة مما مضى"، قائلا: إنه يأتي في مرحلة دقيقة في تاريخ مصر، بل مرحلة بالغة الحرج في مستقبل الشرق الأوسط بأكمله، فنجاح مصر، سيكون نجاحا للمنطقة، وامتداد مرحلة عدم الاستقرار سينعكس سلبا على المنطقة بأكملها، بما فيها المصالح الأميركية. في الوقت ذاته، لا أشعر بقلق كبير من هذا الاضطراب الحالي في العلاقات، فالشعب المصري لن يتردد في تحمل تباعات الموقف حفاظا على حرية قراره بعد ثورتين إذا وصل الأمر إلى ذلك، كما أن صحوة الشعب المصري ستدفع مختلف دول العالم إلى مراجعة موقفها، وتقدير أمورها والتعامل معنا باحترام وندية أكبر خصوصًا مع نجاحنا في بناء دولتنا الديمقراطية".
وأوضح فهمي أن "حالة الاضطراب هذه ستخدم البلدين مصر والولايات المتحدة لأن كليهما سيعيد حساباته ويقدران علاقاتهما بشكل أفضل مستقبلا. فالولايات المتحدة ستظل تهتم وتتعامل مع مصر، لأنها قلب وعقل العالم العربي، وستهتم مصر وستتعامل مع الولايات المتحدة، لأنها الدولة العظمي الرئيسية في العالم، وقد أكدت الدولتان ذلك في بياناتهما المختلفة في الأسابيع الأخيرة ارتباطا بمسألة المساعدات الأميركية لمصر". وأضاف أن "مصر ترفض رفضا قاطعا المساس بمصلحة الأمن القومي المصري، أو بالكرامة المصرية وتعتبرهما خطوطا حمراء".
وأدان وزير الخارجية "تصريحات الرئيس التونسي منصف المرزوقي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، التي دعا فيها إلى سرعة الإفراج عن محمد مرسي وجميع المعتقليين السياسين، كما طالبها بإعادة فتح معبر رفح مع غزة"، موضحا أنه "تم اتخاذ موقفا بسحب السفير المصري، ونأمل أن تعود الأمور إلى نصابها الطبيعي".
وعن السياسة الخارجية المصرية التي يمكن أن تتجه نحو الشرق من خلال تعزيز العلاقات مع موسكو، أكد فهمي أن "السياسة الخارجية المصرية تتجه إلى التنوع الدولي شرقا وغربا شمالا وجنوبا مع الدول المؤثرة سياسيا الآن ومستقبلا في إطار تفكير استراتيجي، مع تقدير واعي لاحتياجاتنا وتوجه مستقبلي طموح، والسياسة الخارجية الفاعلة لأية دولة تسعى دوما لتنويع وتوسيع البدائل والخيارات أمامها".
وشدد فهمي أنه "لا يجب أبدا أن نعتبر أن تعزيز العلاقات مع دولة ما يأتي على حساب دولة أخرى، فسياسة مصر الخارجية تتسم بالنضج والتعقل وعدم الانسياق وراء انفعالات مؤقتة، كما أننا لا ننتهج سياسة المحاور أو التحالفات الموجهة ضد أطراف أخرى لا على المستوى الإقليمي ولا الدولي، فالعلاقات مع روسيا في حد ذاتها للطرفي".
وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي: إنها ستوقف تسليم دبابات وطائرات مقاتلة وهليكوبتر وصواريخ للقاهرة فضلا عن مساعدة نقدية قيمتها 260 مليون دولار.
وتمد الولايات المتحدة مصر منذ فترة طويلة بمساعدات تبلغ قيمتها قرابة 1.55 مليار دولار سنويا منها 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية.
وشهدت العلاقات بين البلدين عدم استقرار منذ عزل محمد مرسي في 3 تموز/ يوليو الماضي، إثر احتجاجات حاشدة ضده.