مكة المكرمة - العرب اليوم
أدى حجاج بيت الله الحرام الاثنين في مسجد نمرة بمشعر عرفات صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا واستمعوا إلى خطبة عرفة اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم . وركز مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في خطبة عرفة على الأمانات الملقاة على عاتق الإنسان المسلم في جميع شؤون الحياة. وشدد على أن "الدين الإسلامي أمانة وعلى المسلمين القيام بهذا
الدين خير قيام والتحلي بأخلاقه الفاضلة والعقيدة الصحيحة"، داعيا المسلمين إلى توحيد الله في العبادة والإخلاص له بالدعاء والتضرع في طلب الغوث والمدد منه جل شأنه .
وحث المفتي آل الشيخ المسلمين على أن يكونوا صادقي الإيمان بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وتحكيم شريعته والتحاكم إليها، مبينا أن ما كلف به المسلم من عبادات الصلاة والزكاة والصوم والحج أمانة يجب أن يؤديها مخلصا في ذلك لله تعالى .
وقال إن من أمانة هذا الدين التخلق بأخلاقه من الصدق والأمانة والصبر والحلم والسماحة والعفو وان الدماء والأموال والأعراض أمانه لدى المسلم يجب احترامها وصيانتها، مشددا على تحكيم شرع الله في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والعلاقات الخارجية "لتكون الشريعة وحدها مصدر الحكم والتحاكم.
وأكد أن العقل أمانة محذرا مما يضعفه من الاشتغال بالمخدرات والمسكرات والشعوذة والسحر، وداعيا إلى تسخيره بالتفكّر في خلق الله وعظيم آياته.
ولفت النظر إلى ما يمر به الإسلام من مواجهات تهدد وحدته وأبناءه وأرجع ذلك إلى تخلي المسلمين عن تعاليم دينهم وعن العقيدة الصحيحة واتجاه الكثير منهم إلى ما حرم الله ورسوله فنالوا الضعف والهلاك محذرا من فئة تريد بالمسلمين الهلاك وضعف الايمان قائلا انها فئة "ارتوت تقليد أعدائها في أخلاقهم وعاداتهم وأفكارهم وتركوا مناهجهم التعليمية ومبادئهم الفقهية" .
وخاطب القادة المسلمين بأن عليهم مسؤولية المحافظة على مكتسبات الأمة الإسلامية ووحدة صفها وإجماع كلمتها والتنبه للأخطار المحدقة بها ومعاملة رعاياهم بالرفق واللين والسعي في تحقيق الحياة الكريمة لهم محذرا من التضييق عليهم أو إهانة كراماتهم . كما دعاهم إلى اتخاذ مواقف شجاعة في المحافل الدولية في الدفاع عن القضايا الإسلامية وكف الظلم عن المسلمين مؤكدا على الدور الفاعل لعلماء الأمة الإسلامية في توعية الأمة وإصلاح شأنها وإطفاء العداوة والحرب والفتن بين أبنائها وداعيا أرباب الأقلام النزيهة إلى تسخير أفكارهم فيما ينفع الأمة الإسلامية وينهض بها ويغرس فيها حب الدين وحب الإصلاح والأخوة .
وتضمنت الخطبة دعوة آل الشيخ الآباء والأمهات إلى كونهم مسؤولين أمام الله عن تربية أبنائهم، داعيا القائمين عن التعليم على العمل على تحمل مسؤولياتهم تجاه أبناء الأمة قائلا "أهلوهم لكي يكونوا أهلا للمسؤولية في أمتهم ومواطنيهم وخدمة قضاياهم الإسلامية".
كما وجه المسؤولين عن التخطيط في المجالات الاقتصادية والعسكرية والصحية والسياسية وغيرها في البلدان الإسلامية إلى الالتزام بالشريعة الإسلامية والنظر في ما يتفق مع الدين ومبادئه منبها الشعوب الإسلامية إلى إن بلدانهم أمانة في أعناقهم "واعلموا أنكم مستهدفون من كل أعدائكم يريدون تفريق صفكم وضرب بعضكم ببعض ونشر الفوضى والبلبلة في صفوفكم" وأكد المفتي أن قوة الإنسان عسكرية أو سياسية أو مالية أو علمية أمانة يؤديها بتسخيرها فيما ينفع أمته ومجتمعه ويخونها عندما يضيع تلك القوة أو يستعملها في غير ما وجدت له، داعيا إلى البعد عن "أسلحة الدمار والخراب التي تدمر البلاد والعباد وتقضي على الحرث والنسل" .
وشدد على أن الانقسام والطائفية تضر بالأمة الإسلامية، داعيا المسلمين إلى حل مشاكلهم بأنفسهم وأن يحذروا من أن يضرب عدوهم بعضهم ببعض، وقال "يجب أن يكون لكم وعي وانتباه لما يحيك لكم الأعداء".