غزة - محمد حبيب
أكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل أن "سرايا القدس" قادرة على مواجهة الاحتلال في أي معركة مقبلة، مشددًا على أهمية الوحدة الوطنية ضد ممارسات الكيان ضد الفلسطينين. وكانت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين قد نظمت مسيرة جماهيرية، انطلقت من الجامع الكبير والمساجد المجاورة له وسط محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة، إحياءً لذكرى انطلاقة الحركة الجهادية الـ 26 والعشرين، وتضامناً مع المسجد الأقصى المبارك، الذي يتعرض لانتهاكات يومية، من جانب المستوطنين والاحتلال الإسرائيلي.
وجابت المسيرة شوارع خانيونس، رفع خلالها المشاركون شعارات عدة تضامنية مع المسجد الأقصى ومدينة القدس،
وتأكيدًا على خيار المقاومة والجهاد، حتى تحريره من دنس الاحتلال الصهيوني، وانتهت عند منطقة الظهرة، في معسكر خانيونس، حيث منصة المهرجان.
وقال القيادي المدلل، في كلمة له أمام الجماهير، أن "خيار المقاومة والجهاد هما السبيل الوحيد لتحرير القدس والأقصى"، ودعا إلى تشكيل جيش موحد، اسمه "جيش القدس"، يقدم الدعم له من قبل العرب والمسلمين، ليوكل له مهام تحرير القدس، التي لن تحرر إلا بطريقة صلاح الدين (الجهاد والمقاومة)، موضحاً أن "العدو الصهيوني لا يعرف إلا لغة القوة والدم"، لافتًا إلى أن "دماء شهداء معركة الشجاعية محمد الجمال، أحمد حلس، مصباح الصوري، سامي الشيخ خليل، أسست لمرحلة جديدة في تاريخ حركة الجهاد، وفي تاريخ فلسطين، حيث كانت الشرارة الأولى لانتفاضة الحجارة".
وأكد المدلل أن "دماء القادة زادت الحركة قوة"، مشيرًا إلى أن "الحركة في بداية الثمانينات كانت بالعشرات، وأصبحت اليوم بعشرات الآلاف"، معاهدًا الشهداء "أبطال معركة الشجاعية" والدكتور المعلم فتحي الشقاقي، ومحمد الشيخ خليل، ومحمود طوالبة، وهنادي جرادات، والقائد أحمد ياسين، والرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار"، والقائد الشهيد أبو علي مصطفى، وكل شهداء الشعب، بأن "المعركة ستبقى مفتوحة مع العدو الصهيوني حتى تحرير القدس"، وأضاف أن "سرايا القدس، التي صنعت المعجزة في معركة السماء الزرقاء، قادرة على صنع الإنجازات العظيمة لشعبنا الفلسطيني، في أية معركة مقبلة مع العدو الصهيوني"، مُبينًا أن "سرايا القدس قادرة على جعل أرض فلسطين المباركة مقبرة للعدو الصهيوني، حال استمرار احتلاله للأراضي الفلسطينية"، واستطرد قائلاً "شهداء معركة الشجاعية، الذين هربوا من سجن السرايا المركزي، لم يستقيلوا ولم يقالوا بعد تحررهم، فقد واصلوا الجهاد والكفاح، حتى نالوا الشهادة، وحركة الجهاد تعاهد الشهداء على مواصلة الطريق التي رسموها وأسسوها لتحرير القدس والأقصى المبارك".
وأشار المدلل إلى أن "العدو الصهيوني كان يهنأ في شوارع وفي كل مكان من تراب فلسطين، لكن دماء شهداء معركة الشجاعية، كسرت حاجز الرعب والخوف من العدو، الذي كان يصور أنه الجيش الذي لا يقهر"، لافتًا إلى أن "الواقع يؤكد أن العلاقة الطبيعية مع العدو الصهيوني هي تلك العلاقة التي كانت بين الشهداء محمد الجمال، وأحمد حلس، ومصباح الصوري، وسامي الشيخ خليل، عندما واجهوا العدو الصهيوني، في العملية العسكرية الأولى التي نفذت في فلسطين، وخطط لها من فلسطين، وقادتها تخرجوا من مساجد فلسطين المباركة".
وفي شأن المفاوضات وممارسات أجهزة أمن السلطة في حق المجاهدين المناضلين في الضفة الغربية المحتلة، أكد القيادي المدلل أن "هذه الممارسات ستعطي العدو الصهيوني الغطاء والشرعية لكي يمعن في وحشيته ضد الأقصى والقدس والضفة الغربية، ويستبيح دون محاسبة"، مشددًا على أن "المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية قادرة على صنع ما صنعته المقاومة في غزة، شرط أن تفض أجهزة أمن السلطة يدها عنهم".
ودعا القيادي المدلل القوى الوطنية والإسلامية إلى "التوحد وإنهاء الانقسام المرير، لاسيما أن دماء الشهداء يجب أن توحدنا، ويجب أن ينتهي الانقسام المسيء لتضحيات شهدائنا الأبطال، يجب أن نتوحد بغية مواجهة ما يجري في القدس".
وحيا القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" المؤسس للحركة الدكتور فتحي الشقاقي، قائلاً "هذا هو غرسك من رفح إلى جنين، لا يزال يرفع راية الجهاد والسلاح"، وحيا الأمين العام للحركة الدكتور رمضان عبد الله، الذي يسير على نهج الشقاقي، كما حيا "سرايا القدس" الجناح العسكري للحركة، التي أذاقت العدو الصهيوني الويلات في عملية السماء الزرقاء "حرب الأيام الثمانية"، إضافة إلى الأسرى في سجون الاحتلال، الذين يواجهون العدو بأمعائهم الخاوية.
وقال عدد من المشاركين على أنهم جاءوا للمشاركة في المسيرة "الجهادية"، بغية "التأكيد على أن القدس والأقصى لا يجب التخاذل في نصرتهما أمام ما يتعرضان له من تغول صهيوني، وانتهاكات يومية، من قبل قطعان المستوطين، في ضوء صمت عربي وإسلامي"، وأوضحوا أن "اليوم ذكرى انطلاقة الحركة الجهادية، وهو ما يذكرنا ببطولات الشهداء العظام، الذين أشعلوا الانتفاضة الأولى، وواجهو العدو الصهيوني بإمكانات بسيطة، ولم يرتضوا الذل والهوان، والممارسات الاحتلالية، في حق أبناء شعبهم، كما أن هذه الذكرى تعيد إلى ذاكرة شعبنا الدكتور فتحي الشقاقي، ورفاقه الذين أسسوا هذه الحركة الجهادية العملاقة، والتي كانت الأولى في فلسطين، عندما ربطت البندقية بالإسلام في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وشدد المشاركون على أنهم "ماضون على درب الشهداء العظام، عبر الاستمرار في الجهاد والمقاومة، حتى نيل حريتنا ودحر الاحتلال الصهيوني عن أرض فلسطين، كل فلسطين".