عائلات سورية نازحة على الحدود التركية
عائلات سورية نازحة على الحدود التركية
دمشق ـ وكالات
أفادت المعارضة السورية، الثلاثاء، بمقتل 46 شخصًا على أيدي القوات الحكومية، في مناطق عدة من البلاد، فيما أعلن الجيش السور الحر "المعارض" بدء معركة الحسم في إدلب، في الوقت الذي أعلنت الإكوادور أنها ستدرس طلبًا محتملاً للجوء الرئيس السوري بشار الأسد إلى بلاده، في حال قدم الأخير الطلب، بينما أعلنت
وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن ستبحث خلال اجتماع "أصدقاء سورية" في المغرب، تقديم دعم إضافي للمعارضة السورية، وسط أنباء عن استضافة لندن اجتماعًا سريًا لقادة عسكريين من فرنسا وتركيا والأردن وقطر والولايات المتحدة لمناقشة سبل تقديم الدعم العسكري الجوي والبحري والتدريب للمعارضة السورية.
وقال ناشطون سوريون، إن 46 شخصًا قُتلوا في مناطق عدة، الثلاثاء، وأعلن الجيش الحر عن بدء معركة في إدلب بهدف السيطرة على عدد من القرى الحدودية مع تركيا، في حين ذكرت شبكة "شام" الأخبارية، أن قصفًا مدفعيًا استهدف منطقة السباهية في مدينة الرقة، بالتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ على الأحياء الجنوبية من دمشق وريفها، كما وردت أنباء عن سقوط جرحى جراء القصف المدفعي العنيف من قبل القوات الحكومية على أحياء الحصن والتركمان والسرايا في محافظة حمص، وذلك غداة يوم دام راح ضحيته 142 شخصًا في مناطق سورية مختلفة في اشتباكات بين الجيشين السوري والحر.
وأضافت "شام" أن "القوات الحكومية اقتحمت حي الميدان في محافظة دمشق، وشنت حملات دهم للمنازل واعتقالات، كما تجدد القصف العنيف براجمات الصواريخ على أحياء وبلدات دمشق الجنوبية، وفي ريف دمشق جرى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن داريا ودوما ومناطق عدة في الغوطة الشرقية، وفي ريف حمص قصف الجيش السوري بالمدفعية الثقيلة والدبابات مدن قلعة الحصن والحولة، في حين تجددت الاشتباكات العنيفة داخل كلية المشاة في منطقة المسلمية في ريف حلب، وكذلك في دير الزورحيث تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على أحياء الحميدية والشيخ ياسين والعمال، أما في
ريف ادلب فاندلعت اشتباكات عنيفة في بلدات عامود وناحية دركوش ومعظم مناطق ريف جسر الشغور بين الجيش الحر و القوات الحكومية.
في السياق، ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن تحالفًا دولياً يضم بريطانيا، يضع حاليًا خطة لتقديم الدعم العسكري الجوي والبحري والتدريب للمعارضة السورية في مواجهة القوات الحكومية، وأن رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز استضاف اجتماعًا سريًا في لندن قبل بضعة أسابيع، شارك فيه قادة عسكريون من فرنسا وتركيا والأردن وقطر والولايات المتحدة لمناقشة هذه الإستراتيجية، موضحة أن الاجتماع عُقد بناء على طلب من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وأن هناك اتفاقًا بين لندن وباريس وواشنطن على ضرورة عدم المشاركة بقوات برية على الأرض في سورية لمساعدة المعارضة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الحكومة البريطانية، إن مساعدة المعارضة يجب أن يتم بالشكل السليم من خلال تدريب الجيش السوري الحر وتوفير الدعم الجوي والبحري لهم إذا ما دعت الحاجة، لكن الحلفاء الغربيين أيضًا يستشعرون ضرورة وجود شكل من أشكال التدخل العسكري لضمان التحكم في تأثير بعض الحركات المسلحة العاملة في سورية ذات الصلة بتنظيم "القاعدة" على المستقبل السياسي للبلاد.
من جهتها، قالت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، إن رئيس الائتلاف السوري المعارض المنتخب حديثًا أحمد معاذ الخطيب، أطلع وزراء الخارجية الأوروبيين، الإثنين، على جوانب الأزمة في بلاده، وتعهدت بتقديم الدعم الأوروبي قبل الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قائلة "نحن نريد أن نساعد، ولكن هذه بلادهم".
وقالت أشتون إن "العالم يجب أن يتخذ موقفًا ضد إجراءات الرئيس الأسد، ومن المهم أن نتعرف على الأشياء الفظيعة التي كانت تحدث في سورية، والمسؤولية التي تقع على الأسد، وقلنا منذ البداية أنه لا ينبغي أن تكون السلطة بيد من يرد على التظاهرات السلمية بقتل مواطنيه"، وبعد الاستماع أصدر وزراء الخارجية الأوروبيين بيانًا جاء فيه إنهم "يشعرون بقلق بالغ إزاء إمكان استخدام ونقل الأسلحة الكيميائية في سورية"، فيما لم يعترف الاتحاد الأوروبي بشكل كامل بالائتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعيًا للشعب السوري، كما فعلت بريطانيا وفرنسا، لكنه اكتفى باعتباره ممثلاً لتطلعات السوريين.
إلى ذلك، أفادت وثيقة رسمية أميركية، نُشرت الإثنين، بأن الولايات المتحدة تعتزم الإعلان هذا الأسبوع وعلى الأرجح الثلاثاء، عن إدراج "جبهة النصرة"، المجموعة الإسلامية التي تقاتل في سورية والمتهمة بالانتماء إلى تنظيم "القاعدة"، على قائمتها السوداء للإرهاب، حيث ذكرت في مذكرة إدارية بتاريخ 20 تشرين الثاني/نوفمبر موقعة من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ونشرت على موقع السجل الفيدرالي للحكومة الأميركية (الصحيفة الرسمية) على الإنترنت، يشار إلى "جبهة النصرة" على أنها "منظمة إرهابية أجنبية"، ونتيجة لهذا التصنيف وطبقًا للإجراءات الأميركية المعتمدة في مثل هذه الحالة، يتم تجميد كل أموال الجبهة في الولايات المتحدة ويحظر على أي مواطن أميركي التعامل معها.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند، الإثنين، إن "إدارتها ستكشف المزيد الثلاثاء، وخلال الأيام المقبلة، حول (جبهة النصر)، المنبثقة بحسب واشنطن من تنظيم (القاعدة) في العراق، والتي انتقلت إلى سورية، وتندد وزارة الخارجية منذ أيام عدة بالمجموعات الجهادية التي تقاتل في سورية، ولا سيما (جبهة النصرة)"، معتبرة أن هذه الجماعات المرتبطة بتنظيم "القاعدة" لا تمثل إرادة الشعب السوري المعارض للرئيس بشار الأسد، في الوقت الذي تُبدي فيه الولايات المتحدة منذ أشهر المخاوف من أن يقوم المقاتلون الإسلاميون بـ"تحويل الثورة السورية".
يُشار إلى أن "جبهة النصرة"، هي تنظيم جهادي لا يُعرف الكثير عنه، لأن عناصره يرفضون التحدث سواء إلى الصحافيين أو إلى السكان في سورية، ولم تكن الجبهة معروفة قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية في سورية في آذار/مارس 2011، واتهمت في فترة ما بأنها من صنع الاستخبارات السورية، وتبنت الجبهة، معظم العمليات العسكرية التي شهدها هذا البلد ولاسيما في حلب ودمشق ودير الزور، في حين أظهرت تظاهرات جرت أخيرًا في حلب، وانتقدت بشكل واضح الجيش السوري الحر رغم أنه طرد القوات الحكومية من نصف المدينة في تموز/يوليو، تراجع نفوذ هذا التنظيم لصالح إسلاميي "جبهة النصرة" الأفضل تسليحًا والأكثر انضباطًا، بحسب السكان.
على صعيد متصل، أعلن الرئيس الإكوادوري رافاييل كوريا، الإثنين، للصحافة البرازيلية، أن بلاده ستدرس طلبًا محتملاً للجوء الرئيس السوري بشار الأسد إلى بلاده، في حال قدم الأخير الطلب، مضيفًا أن "أي شخص يطلب اللجوء إلى الإكوادور سندرس طلبه بالتأكيد، إذ يأتي من كائن بشري ينبغي احترام حقوقه"، مشيرًا إلى أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، قام بزيارة كيتو قبل 15 يومًا، لكنه نفى المعلومات التي نشرتها الصحف البرازيلية بأنه بحث معه احتمال لجوء الرئيس السوري وعائلته إلى الإكوادور.
وأوضح كوريا، في تصريحه على هامش قمة مجموعة "ميركوسور" الجمعة الماضية، في برازيليا أن "هذه المحادثات لم تحصل أبدًا، وأن المقداد جاء إلى كيتو لشكر الإكوادور على موقفها الموضوعي حول النزاع في سورية، وزار المقداد أيضًا كوبا، وفنزويلا، ونيكاراغوا، خلال جولته في أميركا اللاتينية"، مشيرًا إلى أن "الإكوادور لم تؤيد أبدًا العنف، هل يمكن أن نصدق كل هذه الأخبار حول مجازر الديكتاتور، فلنتذكر ما قيل حول العراق، وأسلحة الدمار الشامل، ومع هذا ما تم القيام به كان من أجل قتل العراقيين بهدوء".
وكان وزير الخارجية الإكوادوري ريكاردو باتينو، نفى الأسبوع الماضي، أن تكون بلاده عرضت اللجوء السياسي على الرئيس الأسد، في حين ذكرت صحيفة "استادو" في ساو باولو الأحد الماضي، أن مستشار الرئيس السوري بثينة شعبان، قامت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، بزيارة سرية إلى ساو باولو، وريو دي جانيرو، وبوينس ايرس، وقالت إن "زيارتها كانت شخصية، والتقت رجال أعمال سوريين في ساو باولو، وبحثت معهم إمكان نقل أشخاص وكميات كبيرة من الأموال من سورية إلى البرازيل".
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، خلال مؤتمر صحافي، أن "الولايات المتحدة ستبحث خلال اجتماع (أصدقاء سورية) في المغرب، تقديم دعم إضافي للمعارضة السورية، وسنكون في المغرب الأربعاء المقبل، ستشارك في الاجتماع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وأعتقد أننا نرغب بالحديث هناك عن تقديم دعم إضافي لهم،. لكنني لا أريد إعطاء أي تفاصيل عما يمكن أن نفعله"، مضيفة أن "كلينتون ستجتمع بالمعارضة السورية وتستمع إليهم، بشأن تنظيمهم الداخلي وصلتهم بالسوريين داخل سورية، وعن تخطيطهم للمرحلة الانتقالية والحاجة التي يرونها للدعم الخارجي، وكيف يريدوننا أن ندير الدعم غير القاتل والإنساني الذي نقدمه، وستكون واضحة في ما لديها لتعرضه"، مشيرة إلى أن "السؤال حول شكل سورية في المستقبل، فلا بد أن تكون ديمقراطية وموحدة وتعددية وتحمي حقوق كل السوريين"، مؤكدة أن "أميركا ستبذل قصارى جهدها لفهم من تدعمهم حتى تدعم قوات معارضة تفضل الديمقراطية والتعددية والوحدة، ولا يصل الدعم إلى المتطرفين".
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، قد قال في حديث إلى الصحافيين، في وقت سابق، إن "واشنطن ستستمر في العمل مع مجلس المعارضة السوري، وتعتبره ممثلاً مهمًا للمعارضة في سورية، وأن أميركا قامت بالكثير من العمل مع شركائنا الدوليين لمساعدة المعارضة في سورية، وقد زودنا الشعب السوري والمعارضة بمساعدات إنسانية وغير قاتلة، ونستمر بالعمل مع مجلس المعارضة السوري ونعتبره ممثلاً مهماً للمعارضة السورية".
وسئل عن تعليقه على اجتماع مجموعة "أصدقاء سورية" في المغرب، فقال كارني إنه "ليست لديه معلومات مهمة في ما عدا أننا ما نزال ملتزمين بالموقف القائل إن الشعب السوري هو من يجب أن يقرر مستقبل سورية، ولا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في هذا المستقبل، لأنه طاغية ودماء كثيرة على يديه، دماء شعبه"، موضحًا أن "المعارضة حققت بعد التقدم، لكن هذا النزاع يجب أن ينتهي لمصلحة الشعب السوري