المبعوث الشخصي للأمين العام للمتحدة في الصحراء هورست كوهلر

يستعد المبعوث الشخصي للأمين العام للمتحدة في الصحراء، هورست كوهلر، إلى توجيه الدعوة إلى أطراف النزاع بشأن الصحراء والدول الملاحظة "دول الجوار"، لعقد جولة من المفاوضات قبل انتهاء عهدة بعثة "المينورسو" في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ورحبت جبهة البوليساريو بالدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب، مؤيدة جهود المبعوث الأممي في الصحراء للتوصل إلى حل سياسي دائم لهذا النزاع. من جانبه، لا يرغب المغرب في تكرار سيناريو مفاوضات "مانهاست" عام 2007، ويصر على إقحام الجزائر بصفة مباشرة في المفاوضات، معتبرًا إياه طرفًا رئيسيًا في هذا النزاع، وأنه لا حل لملف الصحراء إلا بانخراط فعلي للجزائر في مسار المفاوضات.

وأكد عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، أن المغرب حسم موقفه منذ وقت بعيد من قضية الصحراء وأنه من غير الممكن تصور أي حل لهذا النزاع الإقليمي خارج السيادة المغربية ومقترح الحكم الذاتي، مبرزًا أن المملكة لا ترغب في إعادة سيناريو مفاوضات "مانهاست" في الولايات المتحدة الأميركية عام 2007، التي لم تسفر عن أي نتيجة.

وأشار هلال إلى أن المغرب ليس لديه وقت ليضيعه في مفاوضات يعلم مسبقًا أنها لن تفضي إلى أي نتيجة، مبرزًا أن الدبلوماسية المغربية كانت صريحة جدًا مع المبعوث الأممي هورست كوهلر، عندما دعت إلى إشراك الجزائر في أي مفاوضات مقبلة، وأوضح أن التفاوض مع البوليساريو يعني التفاوض مع جهة لا تملك السلطة والاستقلالية وحرية التعبير عن المواقف، مبينًا أن الجبهة ليست سوى أداة في يد الجزائر، داعيًا إلى إقحام الأخير في المفاوضات لأنه هو من يحرك البوليساريو من خلف الستار.

ويذكر أن مفاوضات "مانهاست" في نيويورك، تعد آخر محطة للمفاوضات المباشرة بين المغرب والوليساريو، وانعقدت في 18 يونيو 2007، حيث تميزت المحطة الأولى بتوتر كبير بين طرفي النزاع، وأقيمت الجولة الثانية في العاشر من أغسطس من ذات العام، تم خلالها تقديم مقترحات طرفي النزاع، وفي السابع من يناير 2008 انعقدت الجولة الثالثة، التي هددت خلالها جبهة البوليساريو باللجوء إلى السلاح في حال فشل المفاوضات مع المغرب، وفي 18 مارس من ذات العام انعقدت الجولة الرابعة والأخيرة من المفاوضات التي لم تعط أي تقدم يذكر.