عناصر من الجيش السوري
دمشق/بيروت ـ جورج الشامي/جورج شاهين
ارتفعت حصيلة قتلى سورية حتى اللحظة إلى 105 قتلى بينهم ست سيدات وثمانية أطفال وثلاثة قتلى تحت التعذيب: اثنان وخمسون قتيلاً في حمص معظمهم في القصير،عشرون قتيلا في دمشق وريفها، سبعة قتلى في حماه، ستة قتلى في حلب، أربعة قتلى في دير الزور، أربعة قتلى في درعا، وثلاثة قتلى في إدلب، وقَصَفَ الجيش
السوري، الأحد، أحياءً عدة في دمشق وريفها وحماة وحلب ودرعا، في الوقت الذي نجح في الوصول إلى وسط مدينة القصير في حمص بعد ضربها بالصواريخ، فيما عزّز "حزب الله" اللبناني قواته العسكرية في القصير، في حين حذر المجلس الوطني "المعارض" من الصمت الدولي على تدخل إيران و"حزب الله" في الشأن السوري، تزامنًا مع نفي الرئيس بشار الأسد استخدام قواته أسلحة كيميائية ضد المعارضة، واستبعد الاستقالة.
وأفادت شبكة "شام" الإخبارية، بأن "الجيش السوري الحكومي جدد القصف بالمدفعية الثقيلة على حي برزة وأحياء دمشق الجنوبية، كما شنّ حملة دهم للمنازل في حي قبر عاكتة في دمشق، وفي ريف العاصمة قصف بالمدفعية الثقيلة مدن بلدات المليحة وحجيرة البلد والسبينة وداريا ومعضمية الشام وبيت تيما وبيت سابر ودروشا وخان الشيح ومخيم الحسينية، وسط اشتباكات عنيفة في منطقة العجمي، ومحيط إدارة المركبات في مدينة حرستا، وفي مدينة داريا وبلدة البحارية في الغوطة الشرقية، تزامنًا مع حملة دهم واعتقالات في منطقة الشلاح على أطراف مدينة الزبداني، في حين جرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن الرستن وتلبيسة وبلدة الدار الكبيرة".
وأضافت "شام"، أن "الطيران الحربي قصف قرية سوحا في ريف حماة الشرقي وبلدات الزكاة وشيزر وكفرزيتا والعوينة والخويطات والجلمة، فيما تمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز تل الملح، في حين اقتحمت القوات الحكومية مدينة حلفايا من ثلاثة محاور وشنت حملة واسعة من حرق ودهم للمنازل، وفي حلب جرت اشتباكات في منطقة ضهرة عبدربه في حي الليرمون وفي أحياء الصاخور وسليمان الحلبي، بالتزامن مع قصف بلدات حريتان وبيانون في الريف الشمالي بالمدفعية الثقيلة، وفي درعا قصف الجيش الحكومي أحياء درعا البلد، ومدن وبلدات الكرك الشرقي والحراك والمليحة الشرقية وأم المياذن، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط (اللواء 52) في الحراك، كما واصلت القوات الحكومية حملة حرق وهدم المنازل في بلدة خربة غزالة، وفي دير الزور جرى قصف بالمدفعية الثقيلة على معظم أحياء المحافظة، وتركز على حي الصناعة، وسط اشتباكات عنيفة في أحياء الصناعة والجبيلة".
وذكرت وسائل إعلامية مقربة من الحكومة السورية، أن الجيش الحكومي وصل إلى وسط مدينة القصير وسط البلاد، وسيطر على مبنى البلدية، فيما لا تزال المعارك مستمرة، كما بسط سيطرته على أحياء الحارة والكنيسة وتجمع المدارس في وسط المدينة، وأنه يحقق تقدمًا داخل مدينة القصير التي شهدت تحليقًا للطيران الحربي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وعناصر الجماعات المسلحة على أطراف المدينة، وأن عددًا كبيرًا من المسلحين هربوا من القصير بعد تقدم الجيش الحكومي، وأن المعارك تدور الآن وسط المدينة"، مشيرة إلى انفجار مصنع للعبوات الناسفة في القصير بعد استهدافه من قبل الجيش السوري، موضحة أنه وصل الآن إلى أحياء الحارة والكنيسة وتجمع المدارس في وسط القصير.
وأضافت المصادر نفسها، أن الجيش السوري شن طلعات جوية وقصف معاقل المسلحين في مدينة القصير في حمص تمهيدًا لاقتحامها، وألقى سلاح الجو السوري منشورات تطالب المدنيين بإخلاء المدينة، وتدعو المسلحين إلى إلقاء سلاحهم والاستسلام، في حين استسلم بالفعل عدد منهم، فيما فر آخرون باتجاه بلدات الزبداني والنبك ورنكوس في ريف دمشق".
وأفاد شهود عيان، بأن الجيش السوري شن غارات مكثفة، فضلاً عن قصف صاروخي عنيف على مدينة القصير منذ صباح الأحد، وأن أعدادًا كبيرة من "حزب الله" اللبناني مدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اجتازت منطقة الهرمل اللبنانية في طريقها إلى القصير، وذلك بعد مقتل 10 عناصر من الحزب في معارك في المدينة، السبت، في كمين نصبه الجيش الحر "المعارض" على ضفاف نهر العاصي غرب المدينة، ونفذته "الكتيبة 112" التابعة للحر، فيما قالت لجان التنسيق المحلية، إن العشرات من عناصر "حزب الله" أصيبوا أيضًا أثناء محاولتهم التسلل إلى بساتين القصير، بعد أن تصاعدت حدة الاشتباكات بين الحزب ومقاتلي الجيش الحر، في ظل استعانة دمشق بمقاتلي الحزب لاستعادة السيطرة على قرى في المنطقة.
وذكرت عناصر من الجيش الحر، أن جنود "حزب الله" يعمدون إلى فتح جبهات قتال كثيرة في القصير لتشتيت جهد المقاتلين، لكن مقاتلي الجيش الحر انتبهوا لهم، وكبدوهم خسائر فادحة، في حين أوردت صحيفة "الرأي" الكويتية، أن "الجيش السوري يستعد لهجوم بري وجوي هو الأعنف على مدينة القصير المحاصرة، وأن ساعة الصفر لهذا الهجوم لن تتعدى الـ 24 ساعة على الأرجح، وربما تكون الأحد، حيث أكد ضابط كبير في الجيش السوري، أن قواته ستقوم بهجوم على القصير عبر قصف تمهيدي وعنيف، لم تشهده المنطقة من قبل، مدعومًا بقصف من الطيران، لن يميّز بين المقاتلين وغيرهم داخل المدينة".
وطالبت المعارضة السورية، الأحد، المجتمع الدولي باتخاذ موقف لمنع حليفي الحكومة السورية، إيران و"حزب الله"، من التدخل عسكريًا في سورية، محذرة من أن "السكوت عن ذلك سيقوّض الحل السياسي للأزمة في البلاد"، حيث ذكر بيان صادر عن المجلس الوطني السوري المعارض "في هذه اللحظات تقوم قوات من خارج سورية بارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب على الأرض السورية، فمدينة القصير محاصرة وتتعرض لقصف وحشي تدميري، ومحاولات اجتياح ومسح المدينة وسكانها من الوجود، على يد قوات من (حزب الله) وإيران".
ودعا البيان مجلس الأمن الدولي إلى "القيام بواجبه في منع عناصر من جماعة إرهابية متعصبة مثل (حزب الله)، وقوات دولة راعية للإرهاب مثل إيران، من انتهاك حدود بلادنا، وغزو أبناء شعبنا في بيوتهم، ونطالب بعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية، وباتخاذ موقف عملي وحاسم تجاه استباحة الأرض السورية، واستباحة الدم السوري"، محملاً الجامعة وأمانتها العامة "المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية للتحرك لوقف ذبح السوريين في القصير على أيدي غرباء، ينتهكون كل المبادئ التي قامت الجامعة العربية للدفاع عنها".
وأعلن التلفزيون السوري الرسمي، أن 3 أشخاص قتلوا وأُصيب 5 آخرون، مساء السبت، في انفجار في حي ركن الدين في شمال دمشق، فيما تحدث عن "اعتداء إرهابي" بواسطة سيارة مفخخة انفجرت قرب أوتوستراد ركن الدين في العاصمة السورية، في الوقت الذي نفى فيه الرئيس السوري بشار الأسد أن تكون قواته قد استخدمت أسلحة كيميائية ضد المقاتلين المعارضين، كما استبعد الاستقالة، وذلك في حديث إلى وسيلتي إعلام من الأرجنتين.
واعتبر الأسد، أن المعلومات الصادرة من مصادر غربية عن هجمات بالأسلحة الكيميائية شنتها القوات الحكومية، هدفها تهيئة الرأي العام لتدخل عسكري ضد سورية، فيما تساءل "إذا كانت هذه الأسلحة استخدمت ضد مدينة أو قرية، وكانت الحصيلة ما بين عشرة إلى عشرين ضحية، فهل يصدق هذا؟"، مضيفًا أن "استخدامها يعني موت الآلاف أو عشرات الآلاف في دقائق، ولست أدري ما إذا كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أو غيره قد حصل من الشعب السوري على سلطة الحديث باسمه، لمعرفة من يجب أن يرحل ومن يجب أن يبقى، هذا ما سيقرره الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية للعام 2014".
ونشرت صحيفة "صنداي تلغراف" تقريرًا بعنوان "سورية مستعدة لإطلاق صواريخ على إسرائيل"، أعده أوزي ماهنيمي من تل أبيب، جاء فيه أن "سورية وضعت صواريخ على أهبة الاستعداد لإطلاقها على إسرائيل، في حال تعرضها إلى هجوم آخر"، فيما يعد نشر صواريخ "تشرين" السورية الصنع، والتي تستطيع حمل رؤوس متفجرة وزنها نصف طن، تصعيداً مهماً.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول إسرائيلي قوله إنه "صرح لصحيفة (نيويورك تايمز) أن بلاده تفكر في شن هجمات إضافية على سورية، وأن الأخيرة ستواجه عواقب وخيمة لو ردت على الهجمات بهجوم مضاد".
وكشف مصدر دبلوماسي فرنسي، لـ"الحياة"، عن أن باريس أعدت ورقة عمل لمؤتمر جنيف، تنص على حكومة انتقالية تضم "الائتلاف الوطني" وممثلين آخرين عن المعارضة، مع ضرورة تمثيل المعارضة في الداخل، وبخاصة مجالس الثورة في الداخل، "وإلا لن ينجح شيء"، و"أنه ينبغي على الطرف الآخر أن يعين ممثلين عن الحكومة يكونون مبعوثين من الأسد لتنظيم انتقال السلطة، وأن المسألة الأساسية هي كيفية ضمان إعطاء الاسد هؤلاء الأشخاص تفويضًا حقيقيًا لتمثيل الحكومة".
وأوضح المصدر ذاته، أن "الحكومة الانتقالية ينبغي أن تكون سلطة تنفيذية بصلاحيات كاملة، أي أن تحصل على السلطات كلها من الأسد، وأن المسألة ليست في رحيل الأسد من قصره، ولكن تسليمه السلطات كافة.