عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق - جورج الشامي
حصدت أعمال العنف في سورية، الجمعة، 119 ضحية، قضوا بتيران قوات النظام، فيما أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية الإسلامية التابعة للجيش السوري الحر، استهجانها ورفضها لإعلان "جبهة النصرة" مبايعتها لتنظيم القاعدة، ودعت "المجاهدين" إلى التوحد وتغليب "الوسطية والاعتدال"، فيما عززت روسيا
اسطولها العسكري في البحر المتوسط، في حين أطلقت إسرائيل الرصاص على سورية، في حين أكد الجيش السوري "الحر" أنه قصف مطار "كويرس" العسكري في ريف حلب.
وبينما تجددت الاشتباكات بين كتائب الثوار والجيش الحكومي في حلب، وكثفت القوات النظامية قصفها على مناطق متفرقة من البلاد، لم تمنع هذه التطورات من خروج مظاهرات في مدن مختلفة أطلق عليها الناشطون جمعة "سورية أقوى من التقسيم".
استطاعت لجان التنسيق المحلية مع انتهاء يوم الجمعة توثيق 119 قتيلاً سوريًا بنيران رصاص قوات النظام، بينهم ست سيدات وخمسة أطفال وعشرة قتلى تحت التعذيب: سبعة وأربعون في دمشق وريفها، واحد وعشرون في حلب، ستة عشر في حمص، اثنا عشر في درعا، تسعة في الرقة، تسعة في حماه، وخمسة في إدلب.
ووثقت اللجان 350 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، قصف الطيران سجل من خلال 24 نقطة في مختلف أنحاء سورية، وتم تسجيل استعمال البراميل المتفجرة في أربعة مناطق وقام النظام بقصف ثلاثة صواريخ أرض أرض, وسجل القصف بصواريخ سكود في نقطتين, أما القصف العنقودي فقد سجل في الرقة والقنابل الفوسفورية سجلت في المربعية في دير الزور, القصف المدفعي سجل في 139 نقطة تلاه القصف بقذائف الهاون والذي رصد في 133 نقطة أما القصف الصاروخي فقد سجل في 42 في مختلف أنحاء سورية.
فيما اشتبك الجيش الحر مع جيش النظام في 127 نقطة قام من خلالها "الحر" بتحرير رحبة التصليح في منطقة الشقيف في حلب بعد تفجير المباني التي يتمركز فيها "الشبيحة" وجنود النظام وفي الحسكة قصف "الحر" فوج مدفعية طرطب جنوب مدينة القامشلي، كما قام بقصف المطار الدولي هناك باستخدام قذائف الهاون وتم انشقاق خمسون عنصرًا بينهم ضابط برتبة عقيد بعتادهم الكامل وانضمامهم إلى الجيش الحر في منطقة القامشلي. وفي الفورسيه بريف دمشق قام الحر بقصف تجمع للشبيحه بقذائف الهاون، في الرقة تصدى الحر لرتل كان قادمًا من اللواء 93 في عين عيسى وتمكن من إعطاب عدد من الدبابات واغتنام أخرى، وفي حماه قصف الحر أماكن تمركز "الشبيحة" في برى الشرقي، أما في القابون فقد استهدف الحر حاجز العبارة على المتحلق الجنوبي في المنطقة الصناعية، وفي اللاذقية قام الحر باستهداف كل من مرصد استربة وقرية قسطل التي تتمركز بهما قوات النظام بقذائف الهاون، أما في القنطيره فقد تمكن الحر من تأمين انشقاق مجموعة من الجنود في قرية الحرية في دير الزور، واستهدف الحر بقذائف المدفيعه قوات النظام المتمركزه على الجبل المطل على المدينة بعد اشتباكات دامت عدة ساعات وفي حمص قام الحر باستهداف الكلية الحربية بقذائف الهاون و الرشاشات الثقيله،
في سياق آخر أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية الإسلامية التابعة للجيش السوري الحر، استهجانها ورفضها لإعلان "جبهة النصرة" مبايعتها لتنظيم القاعدة، ودعت "المجاهدين" إلى التوحد وتغليب "الوسطية والاعتدال"، بحسب ما جاء في بيان نشر على صفحتها على موقع "فيسبوك".
وقال البيان الموقع من "جبهة تحرير سورية الإسلامية": "نحن في سوريا عندما خرجنا وأعلنا جهادنا ضد النظام الطائفي، خرجنا لإعلاء كلمة الله وليس لأن نبايع رجلاً هنا أو رجلاً هناك، ونفتئت على بقية إخواننا المجاهدين وشعبنا أو أن نفرض عليه شيئًا فوق إرادته".
وتضم الجبهة حوالي 20 لواء وكتيبة ومجموعة إسلامية ممثلة في القيادة العسكرية العليا للجيش الحر، ومن أبرزها لواء التوحيد ولواء الإسلام وألوية صقور الشام وكتائب الفاروق، التي تعتبر من أبرز المجموعات المقاتلة ضد النظام.
وتناول البيان، من دون أن يذكر أسماء، دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى إقامة دولة إسلامية في سورية، ومبايعة جبهة النصرة للظواهري، وإعلان زعيم تنظيم القاعدة العراقي، أبو بكر البغدادي، دمج جبهة النصرة والتنظيم العراقي في تنظيم واحد.
وأعلنت جبهة تحرير سورية الإسلامية "استغرابها واستهجانها" لما "ورد من إعلان إقامة دولة العراق والشام"، مضيفة "كأن إعلان إنشاء الدول يكون عبر وسائل الإعلام، ومن مجاهيل لا يعرفون، وليس عبر تحرير البلاد من نظام فاجر كافر دمر البلاد والعباد". وأضافت "كما نبدي استغرابنا لهذا النهج الحزبي الضيق لأناس بعيدين عن ساحات جهادنا، ولا يدركون واقعنا ومصالح ثورتنا المباركة، فيقيمون علينا دولة ونظامًا من دون استشارتنا، وأميرًا لم نؤمّره ولا نعرفه ولم نسمع عنه إلا في وسائل الإعلام".
وجاء في النص "لن يخدم شعبنا وأمتنا مبايعة من لا يعرفون شيئًا عن واقعنا، بينما لا تزال معظم مدننا محتلة وعصابة الإجرام قائمة تعيث في طول البلاد وعرضها فسادًا ودماء شعبنا تنزف".
ورأت الجبهة في ما شهدته الأيام الأخيرة حول هذا الموضوع "ما يكفي لبث النزاع والشقاق في صفوف المجاهدين في وقت عصيب، ومحاولة لدمج الصراعات في المنطقة بما يخدم ما يريد المجرم بشار الأسد من محاولات إشعال المنطقة".
من جهة أخرى، أطلق الجيش الإسرائيلي نيران المدفعية على الأراضي السورية بعد تعرض جنوده في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل لطلقات نارية وقذائف، بحسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي. وقال الجيش في بيان "قبل فترة قصيرة أطلقت قذائف مدفعية وعيارات نارية على الجنود الإسرائيليين على طول السياج الأمني بين إسرائيل وسورية".
وأضاف "لم يصب إي جندي بجروح كما لم تقع أضرار. ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق قذائف مدفعية باتجاه مصدر النيران"، وتم إبلاغ سلطات الأمم المتحدة بالحادث.
وفي وقت سابق من هذا الشهر حذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بأن إسرائيل سترد على أي هجوم على أراضيها، وقال "لن نسمح بأي شكل بحصول عمليات إطلاق نار عشوائي بشكل منتظم على مواطنينا المدنيين أو على قواتنا".
وشهدت الأشهر القليلة الماضية تزايدًا في القذائف العشوائية التي تسقط على الجولان من سورية التي تشهد أعمال عنف منذ عامين، ودأبت إسرائيل على الرد على مصدر النيران. وتراقب الدولة العبرية من كثب ما يحدث في سورية، وتتخوف من محاولة مقاتلين إسلاميين يقاتلون ضمن قوات المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد مهاجمتها.
في سياق آخر توجهت سفينة حربية جديدة من الأسطول الروسي العامل في البحر الأسود إلى البحر المتوسط لتنضم إلى مجموعة القطع البحرية الروسية المتواجدة هناك.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأسطول الحربي الروسي العامل في البحر الأسود فياتشيسلاف تروخاتشوف إن سفينة الإنزال "أزوف" ستنضم إلى مجموعة القطع البحرية الروسية الموجودة في البحر المتوسط في الأسبوع المقبل.
وأشار المتحدث إلى أن سفينة "أزوف" توجهت إلى مضيقي البوسفور والدردنيل اللذين يربطان البحر الأسود بالبحر المتوسط بعد أن أنجزت مهام في البحر الأسود، وسوف تنضم إلى مجموعة الوحدات من القوات البحرية الروسية المتواجدة في البحر المتوسط في الأسبوع المقبل.
وتضم مجموعة الوحدات الموجودة في البحر المتوسط الآن بارجة "سيفيرومورسك، وسفينة خفر السواحل "ياروسلاف مودري" وقاطرتي النجدة "ألطاي" و"أس بي-921" وناقلة الوقود "لينا".
وكان قائد القوات البحرية الروسية الأميرال فيكتور تشيركوف قد أعلن أن البحرية الروسية شرعت في تشكيل مجموعة من القطع التي ستحمي مصالح روسيا في البحر المتوسط. وقال تشيركوف للصحافيين في ختام اجتماع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع قادة القوات المسلحة في آذار/مارس الماضي إن "وزير الدفاع أسند إلينا مهمة تشكيل مجموعة عملياتية من القطع يجب أن تتواجد في البحر المتوسط بصفة مستمرة". وقال شويغو خلال الاجتماع "أرى أننا نملك كل الإمكانيات لتشكيل هذه المجموعة وتوفير مستلزمات عملها".
وميدانيًا، قالت شبكة "شام" الإخبارية إن قصفًا عنيفًا بالمدفعية الثقيلة والدبابات استهدف أحياء جوبر والقابون والأحياء الجنوبية في العاصمة السورية، فيما شهد ريف دمشق قصف عنيف من الطيران الحربي على بلدات السبينة ويلدا، وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات بيت سحم والزبداني وزملكا والنبك وداريا ومعضمية الشام والعتيبة والقيسا والعبادة ومناطق عدة في الغوطة الشرقية، واشتباكات عنيفة في مدينة داريا ومحيط بلدة السبينة.
وتشهد محافظة حمص قصفًا عنيف من الطيران الحربي على أحياء حمص القديمة، بالتزامن مع قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على المنطقة، وعلى حي الوعر، وعلى مدن الحولة والرستن وتلبيسة والقصير وقرى الغنطو والدار الكبيرة في ريف حمص، وأعلن الجيش "الحر" عن تصديه لما أسماه "أوسع تدخل لمقاتلي حزب الله في القصير"، وتحدث عن هجوم من قبل عناصر حزب الله وقوات الحكومة على حاجز التل في القصير، في محاولة لاسترداد المنطقة، التي يسيطر عليها الجيش "الحر"، وقالت شبكة "شام" أن "الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش الحكومة مستمرة في تل النبي مندو في مدينة القصير، وأن الجيش الحر سيطر على منطقة واسعة".
أما في حماة، فتعرضت قرى ناحية عقيربات لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة.
وفي حلب قُصف، بالمدفعية الثقيلة، حي بني زيد ومحيط مشفى الكندي، وسط اشتباكات في محيط المشفى، وأكد الجيش "الحر" استهدفه مطار "كويرس" العسكري بقذائف المدفعية، ومهاجمته ناقلات ذخيرة ووقود تابعة للقوات الحكومية، كانت في طريقها إلى المطار، الواقع في المسيفرة في ريف حلب، وذكر المركز الإعلامي السوري أن "الجيش الحر استهدف مطار النيرب العسكري بصواريخ محلية الصنع".
كما تجددت الاشتباكات بين مقاتلي كتائب الثوار والقوات الحكومية في محيط حي الليرمون في حلب، ما أسفر عن فرار عشرات من قوات النظام، وسيطرة الجيش "الحر" على الطريق الواصل بين حي الليرمون ومنطقة الجندول.
وفي درعا، قصف الطيران الحربي أحياء طريق السد ومخيم درعا وحي الكرك في درعا البلد ومدينة داعل، كما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في حي الكاشف، وقصفت، بالمدفعية الثقيلة، بلدات النعيمة والمسيفرة وغباغب، وتم العثور على مقبرة جماعية، تضم أربع جثث، قرب أحد الحواجز، التي كانت تحاصر بلدة الحراك.
وفي دير الزور، قصفت، بالمدفعية الثقيلة، معظم أحياء المدينة، تزامنًا مع اشتباكات عنيفة في حي الجبيلة، بين الجيش "الحر" وقوات الحكومة، وفي إدلب شهدت مدن وبلدات كفرلاتة ومعرة مصرين وكورين قصفًا بالمدفعية الثقيلة، أما في اللاذقية، قصفت، براجمات الصواريخ، قرى عكو وكبانة في جبل الأكراد، وقرى مصيف سلمى.
وأخيرًا في الحسكة، قصفت، بالمدفعية الثقيلة، ناحية تل حميس وقراها، ومدينة القامشلي وقرى فرفرة وخويتلة في ريف القامشلي، واستهدف الجيش الحر بالصواريخ المحلية وقذائف الهاون مطار القامشلي، وفوج مدفعية طرطب جنوب القامشلي.
وأعلن الجيش السوري "الحر" عن دخوله مدينة القامشلي للمرة الأولى، ووفق الصور التي بثها ناشطون على شبكة الإنترنت، استهدف الجيش "الحر" فوج المدفعية "طرطب"، الموجود في المدينة ومطار القامشلي، كما تحدثت شبكة "شام" عن انشقاقات في صفوف قوات الحكومة السوري في مدينة القامشلي.