موسكو - حسن عمارة
قام الجيش البريطاني بمحاكاة السيناريو المرعب للحرب مع روسيا، في واحدة من ألعاب الحرب الأكثر واقعية في أي وقت مضى، وفقا لما كشفت عنه الصور الحصرية التي حصلت عليها صحيفة "ذا ميل أون صنداي". فالحرب مع روسيا، هي اللحظة الرهيبة التي يخشاها العالم منذ فترة طويلة. وتعرض الصور قوة كبيرة من الدبابات الروسية تحاصر حدود إحدى دول البلطيق، في خطوة من خطوات "العدوان السافر الذي يقوم بها نظام فلاديمير بوتين". وحيث أن بريطانيا والولايات المتحدة ودولًا غربية أخرى ملزمة بموجب معاهدة للدفاع عن أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي "ناتو"، فإنها تتحرك في غضون ساعات قليلة بشكل متزايد نحو صراع نووي سيودي بحياة الملايين من الأرواح.
وتظهر الصور المثيرة عملية حية على سهل "سالزبوري"، تهدف إلى محاكاة قوات الرئيس بوتين وهي تغزو أستونيا، وفقا لمصادر الجيش. وتمثل المشاركة للقوات المقرر نشرها في مطلع العام المقبل لدعم قوات حلف شمال الأطلسي في دول البلطيق. وجاءت كل التفاصيل لتحاكي -إلى أقرب حد ممكن- ما سيقوم به الجنود البريطانيون إذا دخل بوتين إلى استونيا. وارتدى جنود الأعداء زيًا ازرق مميزًا يشبه ملابس الشرطة العسكرية الروسية، وكان الجنود مجهزين ببنادق AK-74 نصف آلية تُصنعها القوات الروسية.
وشنَّ الروس هجومًا بالدبابات من طراز T-72، الذي تم تطويره مؤخرا بمبلغ 20 مليون يورو لكل دبابة. بالإضافة إلى طراز T-72 البولندية المدمجة التي تمثل ثلاث نماذج دبابات سوفيتية، قدمها متحف دبابات. فيما ردَّت القوات البريطانية بقصف صاروخي من طائرات هليكوبتر "أباتشي" ورشقات نارية من عربات مدرعة. وجابت الدبابات المنافسة ساحة المعركة، بينما قام سلاح الجو الملكي البريطاني باستخدام طائرات "التورنادو" للقيام بعمليات قصف وهمية.
وأكدت وزارة الدفاع أن من المتوقع نشر بعض القوات في استونيا. حيث سيكون 400 جندي بريطاني في مدى مجموعة من آلاف من القوات الروسية والصواريخ ذات القدرات النووية في "كالينينغراد" على بحر البلطيق. وتستخدم وزارة الدفاع وكالة تجنيد للعثور على مدنيين للعب دور قوات العدو في هذه العملية. وقال مصدر عسكري: "إن الفكرة من محاكاة عناصر الغزو الروسي لشرق أوكرانيا في عام 2014، والتي شملت الاستيلاء السريع على الأراضي مما أدى إلى ضمّ شبه جزيرة القرم."
يذكر أن القوات البريطانية ستكون جزءًا من أكبر عملية نشر قوات لحلف شمال الأطلسي في منطقة بحر البلطيق منذ الحرب الباردة. وتأتى هذه الخطوة بعد المناورات العسكرية الروسية في المناطق المتاخمة لإستونيا ولاتفيا وليتوانيا. ويخشى البعض من أن بوتين يريد اختبار القوى الغربية بعد أن اصبح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عقبة أمام حلف الناتو.
وقال الجنرال البريطاني السير ريتشارد شريف نائب قائد حلف شمال الأطلسي الناتو السابق ومؤلف كتاب الحرب مع روسيا، أنها مجرد لعبة حرب، ولكن التهديد الحقيقي مخيف! وقال إن الدفاع عن بريطانيا يبدأ هذه الأيام وليس في المنحدرات الصخرية البيضاء في "دوفر"، ولكن في غابات استونيا ولاتفيا وليتوانيا - فنحن ملتزمون بالدفاع بموجب المادة 5 من معاهدة واشنطن لعام 1949 والتي تم بموجبها إنشاء حلف شمال الأطلسي. وهذه اللعبة توضح ما أتوقع أن يقوم به الجيش في سهل "سالزبوري".