عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق ـ وكالات
أفاد ناشطون، بمقتل 70 سوريًا، حتى مساء الخميس، في مناطق مختلفة، خلال اشتباكات بين "الجيش الحر"، و"قوات الأسد"، فيما وقع انفجار ضخم في حي الزاهرة الجديدة بالقرب من الهلال الأحمر، بينما عقدت المعارضة السورية اجتماعًا مع مسؤولين بريطانيين، ناقشت خلاله أوضاع بلادها، منتقدة "هيمنة
المتطرفين" على الجيش "السوري الحر"، وممارسة نشاطاتهم تحت مظلته، و"بشكل جعل الكثير من المسيحيين في حلب ومدن أخرى يغادرون منازلهم". وفي حين تدرس الولايات المتحدة إدراج جماعة "جبهة النصرة" التابعة للمعارضة على قائمة "الجماعات الإرهابية"، زعم مسؤولون أميركيون أن "السلطات السورية قامت بإعداد قنابل تُلقى من الجو، محملة بغاز الأعصاب القاتل (سارين)، بحيث يمكن إسقاطها على معاقل المعارضين"، وأكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن معلومات استخباراتية بحوزة الولايات المتحدة حول الأسلحة الكيميائية السورية تثير "قلقاً جدياً" من إمكان استخدام النظام السوري لها، بينما نفت السلطات السورية أن "تلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيميائية ضد مواطنيها، حتى لو كانت تمتلكها، في الوقت الذي جدد فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تعبيره عن القلق العميق من الأسلحة الكيميائية السورية، ووجه رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد حثه فيها على الامتناع عن استخدامها، فيما دعا وزير الخارجية الأردني إلى مرحلة انتقالية تؤدي إلى حل سياسي في سورية.
وكشف ناشطون عن مقتل 70 سوريًا، حتى مساء الخميس، في مناطق مختلفة، خلال اشتباكات بين "الجيش الحر"، و"قوات الأسد"، فيما وقع انفجار ضخم في حي الزاهرة الجديدة بالقرب من الهلال الأحمر.
وذكر ناشطون أن "قوات الأسد"، قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة حي الحجر الأسود جنوب العاصمة دمشق، كما تعرضت منطقة السيدة زينب في ريف دمشق إلى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.
وقال "المرصد الإعلامي": إن القصف تجدد على العديد من أحياء جنوب دمشق، منها: ببيلا ويلدا، والعسالي، والمادنية، والسبينة، والحجر الأسود، بقذائف الهاون والصواريخ"، فيما أفاد بأن "القوات السورية تقوم بقصف مدفعي على دوما شمال شرق دمشق، وداريا ومعضمية الشام جنوب غرب دمشق"، في حين تجري معارك بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري في عربين (شرق).
من ناحيتهم، عقد معارضون سوريون اجتماعًا، الأربعاء، مع المشرفين على الملف السوري في وزارة الخارجية البريطانية، ناقشوا خلاله المستجدات على صعيد الأزمة في بلادهم. وأبلغ العضو القيادي في "هيئة التنسيق الوطنية في المهجر" وممثلها في بريطانيا خلف داهود، "يونايتد برس انترناشونال"، أن "الجانب البريطاني فسّر أسباب الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة، والمعارضة السورية"، لافتًا إلى أنه "أصرّ على أن الاعتراف تم بعد حصولها على تعهدات من قادته بأن يكون شامل التمثيل ويقدم نتائج ملموسة على الأرض كائتلاف معارض موحد ومفتوح لكل الأطراف من دون استثناء".
وقال داهود "تم التأكيد خلال الإجماع على أن الحكومة البريطانية تأخذ بعين الاعتبار عملية الانتقال السياسي في سورية، والحد من انتشار التطرف، وازدياد أعداد اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج، ومهتمة بكل القضايا على صعيد الساحة السورية مثل الأمن وتداعياته على المنطقة"، فيما كشف داهود، أن "بريطانيا تدفع الآن في اتجاه وضع آلية جديدة على غرار اجتماع جنيف حول سورية، تتفق عليها جميع القوى الكبرى، بما فيها روسيا والصين".
وأضاف "تم التنويه خلال الاجتماع إلى أن روسيا تتذرع بحجة قوية، وهي أن المعارضة السورية مشتتة وتفتقد إلى هيكلية قيادية موحدة قادرة على إدارة البلاد في حال تمت عملية الانتقال السياسي"، في حين أشار داهود، إلى أن "بعض المعارضين السوريين المشاركين في الاجتماع انتقدوا اعتراف الحكومة البريطانية بالائتلاف الوطني الجديد، بسبب ما اعتبروه وجود أطراف معارضة كثيرة خارجه، وأن هذا الائتلاف تم تشكيله في الدوحة، ويُعد مشروعاً قطرياً بحتاً، كما انتقدوا عدم قدرة المجتمع الدولي على فتح قنوات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة داخل سورية، وهيمنة المتطرفين على الجيش السوري الحر وممارسة نشاطاتهم تحت مظلته، وبشكل جعل الكثير من المسيحيين في حلب ومدن أخرى يغادرون منازلهم".
وقال داهود:" أثْرت خلال الاجتماع مسألة إغلاق كردستان العراق حدودها أمام اللاجئين السوريين والمساعدات الإنسانية والحركة التجارية، وضرورة قيام بريطانيا بالطلب من حكومتها فتح هذه الحدود، ومسألة تدخل تركيا في الشأن الداخلي السوري وانعكاساته في المستقبل، ولاسيما سماحها إلى الجهاديين وجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة بالدخول إلى سورية، وتحديداً بلدة رأس العين في محافظة الحسكة ذات الأغلبية الكردية".
وأضاف داهود:" لقد أبلغت مسؤولي الخارجية البريطانية خلال الاجتماع أن الائتلاف الجديد للمعارضة السورية هو إعادة إنتاج للمجلس الوطني الذي يهيمن عليه الإسلاميون وتكرار للأخطاء السابقة، وأن مواقف حكومتهم بشأن التعامل مع المعارضة السورية ككل لا تنسجم مع ممارساتها على أرض الواقع".
وكانت بريطانيا اعترفت في 20 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بـ "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" كالممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.
بدوره، أعلن مصدر أمني أردني رفيع المستوى أن الأجهزة الأمنية في بلاده، اعتقلت فجر الخميس مجموعة مسلحة تنتمي إلى التيار السلفي الجهادي، وهي في طريقها إلى الأراضي السورية. وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه إلى "يونايتد برس انترناشونال": إن أعضاء المجموعة هم: مهدي المصبيحين، وعبد الله قباعة، وسائر محمد، ومشهور الجازي".
وكانت الأجهزة الأمنية الأردنية ضبطت في 28تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 5 أردنيين من بينهم شخص ينتمي إلى التيار السلفي الجهادي خلال محاولتهم التسلل إلى سورية، وبحوزتهم كميات من الأسلحة والذخائر.
من جهتها، أعلنت الخارجية الإيطالية، الخميس، عن مساعدات جديدة متعددة الأطراف إلى اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن "الساعات المقبلة سوف تشهد وصول مساعدات إنسانية عاجلة إلى الأردن على طائرة تحمل مواد أساسية، بقيمة إجمالية تقدر بـ100 ألف يورو، بهدف سد احتياجات اللاجئين السوريين الذين يواجهون قسوة الشتاء".
وأضاف البيان، أنه "سوف يتم تباعاً إرسال شحنة جوية أخرى من نفس المحتوى، سوف توجه إلى السوريين اللاجئين في الأردن أو تركيا، ومن المتوقع أن تكفي المساعدات المرسلة في كل رحلة جوية إلى سد حاجات حوالي ألفي لاجئ".
وأشارت الخارجية إلى إطلاق مبادرة متعددة الأطراف بقيمة 250 ألف يورو عن طريق منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، لصالح الأطفال السوريين في مخيمات اللاجئين في الأردن، وسوف تضم أغذية ومنتجات صحية ومنتجات الرعاية لحديثي الولادة والأطفال.
ولفتت الخارجية إلى وجود مبادرتين إحداهما من "الصناديق الثنائية للطوارئ"، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، والأخرى من "برنامج الغذاء العالمي".
وأوضحت الخارجية، أن "المساعدات تقدر بـ400 ألف يورو، تدفعها منظمة الصحة العالمية و300 ألف يورو من برنامج الغذاء العالمي؛ من أجل دعم خطط الطوارئ في هاتين المنظمتين في نطاق العمل الإقليمي للأمم المتحدة ولصالح طبقات الشعب الأكثر معاناة، والأطفال على وجه الخصوص".
وفي السياق نفسه، توقع رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور اليوم الخميس أن تستقبل بلاده المزيد من اللاجئين في ظل تصاعد أعمال العنف في سورية.
وقال بيان صادر عن رئاسة الحكومة أن رئيس الحكومة عبدالله النسور بحث خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصل إلى العاصمة عمان " أخر المستجدات في المنطقة لاسيما فيما يتعلق بالأزمة السورية وتداعياتها الإنسانية والاجتماعية على الأردن " .
وأوضح البيان أن "النسور أعرب خلال اللقاء عن تقدير بلاده لـ " الدور المهم الذي تقوم به الأمم المتحدة لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه المنطقة وشعوبها " .
وأشار البيان إلى أن النسور لفت الى أنه "يجري العمل حاليا على اقامة مخيم ثان لإستقبال اللاجئين السوريين مع توقع الأردن باستقبال المزيد منهم في ظل تصاعد أعمال العنف في سورية " .
وقال البيان إن رئيس الحكومة والأمين العام للأمم المتحدة بحثا " آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية في ضوء القرار الذي صدر عن الأمم المتحدة بمنح فلسطين صفة عضو مراقب في الأمم المتحدة " .
وأشار إلى أن بان أعرب " عن الأمل بأن تصبح عضوية ( فلسطين ) كاملة " .
وكان النسور قد جدد في وقت سابق الخميس خلال لقائه المبعوثة الخاصة للمفوض السامي لشؤون اللاجئين انجلينا جولي مطالبة بلاده للمجتمع الدولي بتقديم المساعدات للمملكة لتفي بإلتزامتها تجاه اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها .
وفيما دعا مجلس الشعب السوري، الجهات القضائية المختصة في لبنان، إلى التحرك واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق النائب اللبناني عقاب صقر ومن ورائه رئيسه المباشر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، لتورطهمها بدعم مجموعات المعارضة المسلحة في سورية، قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، إن بلاده ليست في حاجة إلى استخدام منظومة "باتريوت" المضادة للصواريخ ضد الطائرات السورية.
وأعلنت شبكة "إن بي سي"، الخميس، أن "السلطات السورية قامت بإعداد قنابل تُلقى من الجو، محملة بغاز الأعصاب القاتل، بحيث يمكن إسقاطها على معاقل المعارضين للنظام، وأن الجيش السوري ينتظر أوامر نهائية من الرئيس بشار الأسد"، مضيفة أن مسؤولين أميركيين لم يتم الكشف عنهم للشبكة، صرحوا بأنه "لا يوجد دليل على عملية خلط العنصرين الكيميائيين المكونين لغاز السارين، لكن غاز الأعصاب تم تعبئته داخل القنابل، وأن غاز السارين عنصر قاتل، باستطاعته قتل عشرات الآلاف في غضون دقائق إذا تم استخدامه في منطقة مكتظة بالسكان".
ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، مارتين نيسيركي، إنه ناقش المسألة في اتصال هاتفي مع أحمد أزومجو المدير العام لمنظمة الحد من انتشار الأسلحة الكيميائية التي تشرف على المعاهدة التي تهدف إلى الحد من استخدام هذه الأسلحة وتطويرها وإنتاجها ونقلها.
وأشار المتحدث إلى أن بان كي مون سبق أبلغ قلقه قبل أشهر في رسالة مكتوبة إلى الأسد وفعل ذلك مجدداً في رسالة سلّمت الثلاثاء، إلى السلطات السورية حيث حثّ الرئيس السوري على الامتناع عن استخدام مثل هذه الأسلحة تحت أية ظروف.
وشدد الأمين العام على المسؤولية الأساسية للحكومة السورية في ضمان سلامة وأمان أي مخزونات أسلحة كيميائية، وكرر أمام أزومجو أن أي استخدام لهذه الأسلحة من شأنه أن يكون جريمة شائنة يكون لها تداعيات رهيبة.
فيما قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في مؤتمر صحافي في مقر وزارة شؤون قدامى المحاربين، إن "المعلومات الاستخباراتية التي لدينا، تثير قلقاً جدياً" من أن دمشق قد تكون تفكّر في استخدام الأسلحة الكيميائية.
وأضاف "من دون التعليق على المعلومات الاستخبارتية المحددة، نبقى قلقين جداً جداً من أنه مع تقدم المعارضة وخصوصاً في دمشق، قد يفكّر النظام جيداً باستخدام أسلحة كيميائية. العالم بأسره يشاهد، العالم بأسره يشاهد عن كثب. ورئيس الولايات المتحدة أوضح بأنه سيكون هناك تداعيات إذا ارتكب الأسد الخطأ الرهيب باستخدام هذه الأسلحة الكيميائية ضد شعبه".
ولم يوضح بانيتا أيضاً ما هي التداعيات التي قد تترتب في حال لجوء النظام السوري إلى الأسلحة الكيميائية.
وجاء تصريح بانيتا بعد تقرير لشبكة (أن بي سي نيوز) نقلت فيه عن مسؤولين أميركيين بأن الجيش السوري عبأ سلائف كيميائية (وهي مركبات تشارك في التفاعل الكيميائي لتكوين مركب أخر) للسارين، غاز الأعصاب القاتل، في قنابل تلقى من الجو، قد تسقطها عشرات المقاتلات.
وقال المسؤولون إنه حتى الثلاثاء الماضي لم توجد أدلة على بدء خلط السلائف ، ولكن الأربعاء قالوا إن أسوأ مخاوفهم قد تأكدت، فقد تم تحميل عوامل الأعصاب في القنابل.
ويعرف غاز السارين بخطورته وفتكه، وكان نظام الرئيس العراقي صدام حسين اتهم باستخدامه في 1988 في الهجوم على الأكراد في حلبجة.
ووجهت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة تحذيرات لسورية من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية وهو ما ردّت عليه وزارة الخارجية السورية بأن هذه الأسلحة لن تستخدم "إذا وجدت" في أي ظرف كان
في المقابل، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن "السلطات السورية لن تلجأ، ولا يمكن أن تستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المواطنين، حتى لو كانت لدى سورية هذه الاسلحة"، مضيفًا "قلنا في مناسبات وأوقات مختلفة، إنه حتى لو كان لدى سورية أسلحة كيمائية، فإنه لا يجوز لنا استخدامها ضد شعبنا، وقلت لو لدينا أسلحة كيمائية، ولم أقل إننا نمتلكها".
في غضون ذلك، شدد مجلس الشعب السوري في جلسته، على أن "التسجيلات الصوتية التي نشرت وكشفت تورط النائب اللبناني عقاب صقر ومن ورائه رئيسه المباشر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، بدعم المجموعات (الإرهابية) المسلحة في سورية، تلزم الجهات القضائية المختصة في لبنان الشقيق بالتحرك واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المذكورين".
وأضاف المجلس في بيان تلاه رئيس المجلس محمد جهاد اللحام، "إن ما ارتكبه صقر يُشكل جرمًا بموجب القوانين الوطنية والدولية، وخرقًا للاتفاقات الموقعة بين البلدين، كما يتناقض مع سياسة النأي بالنفس التي أعلنتها الحكومة اللبنانية حيال الوضع في سورية، وإن المجلس يتوقع من المؤسسات اللبنانية القضائية ومؤسسة مجلس النواب اللبناني التعاطي مع الموضوع بجدية ومسؤولية عالية، نظرًا لما يترتب على مثل هذه الجرائم المرتكبة من قبل نائب لبناني نسي تكليف الشعب اللبناني له، وخلع نيابته ليتحول الى مهرب للسلاح وقاتل عابر للحدود، من خلال ارتكابه عن سابق تصور وتصميم جرم إمداد المسلحين بالذخيرة والسلاح والمال للتنكيل بالشعب السوري وضرب بنية الدولة السورية على مدى العام ونصف العام قضاها في الضيافة التركية، وما يزال تحت ستار المساعدات الإنسانية، وإن ما ارتكبه صقر من سفك لدماء السوريين الزكية بحق الأطفال والنساء والرجال والعسكريين السوريين وتشريد الآلاف من العائلات وتدمير المنشآت العمومية والأملاك الخاصة يُشكل جرمًا موصوفًا ومقترنًا بالاعتراف الصريح الذي يستلزم مقاضاته ومحاكمته فورًا".
وشدد البيان السوري، على أننا "إذا كنا نتفهم سياسة النأي بالنفس التي أعلنتها الحكومة اللبنانية منذ بداية الأحداث في سورية، فإننا نتوقع من السلطات عينها التحرك ضد من خالف وانتهك هذه السياسة، وبخاصة أنه ليس مواطنًا عاديًا بل نائب في البرلمان، وأن ما ارتكبه المدعو صقر بغطاء وتكليف من سعد الحريري لا يمكن تجاوزه أو التساهل إزاءه، وأن السلطات القضائية السورية المختصة لن تقف متفرجة إزاء من يشارك في سفك دماء السوريين، وإن مجلس الشعب سيعمل بالتعاون مع السلطات القضائية على إعداد ملف قانوني لملاحقة صقر وكل من شارك معه وأمن له الغطاء السياسي عبر القضاء اللبناني بتهمة دعم الإرهاب، وإن هذا التورط المفضوح يؤكد ما أعلنته سورية مرارًا عن تورط جهات لبنانية في الأزمة السورية، عبر مدّ المجموعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح وتأمين الملاذ الآمن لها، ويضاف هذا الملف إلى عشرات الأدلة الموجودة بحوزة السلطات السورية حيال تورط قوى لبنانية، وبخاصة تيار (المستقبل) في محاولة لزعزعة أمن واستقرار سورية، والمشاركة في إراقة دماء السوريين وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها، وفقًا للاتفاقات الموقعة بين البلدين والقوانين الدولية"
في السياق، تحدث العقيد في الجيش السوري الحر بشار سعد الدين، عن معركة "تحرير إدلب"، ومشاركة مقاتلين من "حزب الله" إلى جانب القوات الحكومية التي "انهارت معنويات عناصرها" بعد الضربات المتتالية، التي تلقتها من قبل كتائب "الحر" في مختلف مناطق البلاد، نافيًا مزاعم وجود لتنظيم "القاعدة" في صفوف المعارضة، مؤكدًا أن "جبهة النصرة" التي تتخذ طابعًا إسلاميًا لا تنتمي لهذا التنظيم المتطرف، وأنهم "جميعا سننضوي بعد التحرير تحت لواء الجيش الوطني السوري".
وقال العقيد سعد الدين، لصحيفة "عكاظ" السعودية، "لقد حاصرنا موقع العلانة مدة عشرة أيام متواصلة، وتمكنا من قطع كل الإمدادات عن الموقع الذي يكتسب أهمية إستراتيجية كبرى كونه يشرف على سلسلة قرى ريف إدلب، وبعد الضربات المباشرة التي تحققت بفضل أبطال الجيش الحر اقتحمنا الموقع من جهتين إلى أن سقط، حيث فر المسؤول عنه العقيد شاهين وترك خلفه 40 جنديًا تم أسرهم، وخضعوا لمحاكمة نظامية وسيفرج عنهم طالما لم يثبت أنهم قتلوا إخوانًا لهم من السوريين، وهم من مختلف الطوائف، وكنا نأمل بأن يسلم باقي عناصر الموقع أنفسهم ليخضعوا لمحاكمة عادلة، لكنهم لم يستجيبوا فهرب بعضهم باتجاه تركيا، والجنود الذين سيفرج عنهم لم تثبت الإدانة على أحد منهم، وقد سألنا أهل القرى إن كان أحدهم يريد الادعاء على هؤلاء الأسرى، ولم يتقدم أحد من الأهالي بأي شكوى، وهنا كان الدخول الأول لنا حيث مركز قيادة الموقع الذي كان يتألف من ثلاث غرف، ووجدنا في إحداها بعض الضباط الجرحى الذين لم يحصلوا على العلاج منذ إصابتهم وأسعفناهم، وللأسف كما علمت منهم أن علاج الجرحى في جيش الأسد يخضع لمعيار طائفي ومذهبي"، مشيرًا إلى الموقع السابق لمخيم الجنود قائلاً "عندما دخلنا كان هنك جنود يرتعدون خوفًا وبعضهم يبكي، فقد صور لهم ضباطهم أن المهاجمين من تنظيم (القاعدة) وسوف يذبحونهم".
وعن وجهته المقبلة، أوضح العسكري المعارض أن "الإستراتيجية التي ننتهجها حاليًا في الجيش الحر هي تطهير الشريط الحدودي، ومن ثم الاتجاه نحو الداخل، ونحن ما نزال نخوض المعارك على الحدود، وسنخوض في الأيام المقبلة معركة جسر الشغور، وهنا لابد من ذكر أمر معروف بأن عناصر (حزب الله) باتت مختلطة بقوات الجيش السوري، وقد خضنا ضدهم معارك في خان العسل حيث كانت لنا كتيبة تشارك في تلك المعركة، وتبين لنا أن هناك عناصر من ذلك الحزب شاركت إلى جانب القوات الحكومية، وكانوا يربطون رؤوسهم بعصابات كتب عليها (يا حسين)، وقد صفينا الكثير منهم في معركة خان العسل، وهم الآن متواجدون بشكل كبير في جسر الشغور، ونحن مستعدون لهم"، مضيفًا "المواقع التي نهاجمها هي التي يمكننا أن نغنم منها السلاح الذي نريده، فهناك مواقع لم نقم بالسيطرة عليها رغم قدرتنا على ذلك، لأنه لا أهمية لها بالنسبة لنا، ولذلك تركناها وهي ستسقط بشكل تلقائي وهذا ما يحصل في قلعة حارم التي على وشك الاستسلام خلال الأيام القليلة المقبلة".
وبشأن الشائعات المتعلقة بوجود تنظيم "القاعدة" بين صفوف المعارضة السورية، لفت سعد الدين إلى أن "التسميات التي تأتينا ككتائب ثورية تحت مسميات إسلامية لا تنتسب لـ(القاعدة)، هي فقط إسلامية، لكن لا وجود للتنظيم في سورية، وبخاصة المعارك التي خضناها في ريف حلب وريف إدلب، وأؤكد أنه لم يشارك فيها أي جماعة تنتسب للتنظيم، ولنا اتصالات بمختلف الكتائب الثورية التي تخوض معارك من خارج (لواء يوسف العظمة)، ولا خوف لدينا من أية كتيبة لا تنتمي للوائنا، فكثير من الأحيان تشاركنا هذه الكتائب معاركنا وتحديدًا (جبهة النصرة)، وحاليًا مانزال غير موحدين كمجموعات وألوية تحت مسمى واحد، رغم توحيد هدفنا وهو تطهير سورية من الجيش الحكومي".
وردًا على سؤال حول ما إذا كان يخشى من وجود متطرفين في صفوف المعارضة، قال "لا خوف لدينا من أية كتيبة ومن أي مسمى تطلقه على نفسها، سواء كان إسلاميًا أو غير ذلك، فالقتال المشترك الذي يدور في غالبية المعارك يلغي سيادة أو تقدم كتيبة على أخرى، وعلى سبيل المثال (صقور الشام) أو (أحرار الشام) حتى (جبهة النصرة) كلها مسميات،. وفي يوم النصر سيتم تنظيم كل هذه الكتائب والصفوف، و(جبهة النصرة) اتخذت طابعًا إسلاميًا أكثر من غيرها، لأن السلطات السورية حددتها بأنها تنتمي إلى تنظيم (القاعدة)، وأنا أجزم أنها لا تنتمي للتنظيم، ومن اقتنع بغير ذلك فأعتقد أن الأمر يعود إلى قادة الجبهة المتشددين بعض الشيء في تطبيق تعاليم الإسلام، ويبقى هدفنا الأول والأخير هو تحرير سورية، وفي نهاية المطاف سننضوي جميعًا تحت مسمى (الجيش الوطني السوري)".
على صعيد متصل، قال مسؤولون أميركيون، مساء الأربعاء، إن "الولايات المتحدة وضعت جماعة "جبهة النصرة"، وهي جماعة صغيرة تابعة للمعارضة السورية المسلحة، لكنها مؤثرة، تنادي بإقامة دولة إسلامية في سورية، قيد المراجعة تمهيدًا لإدراجها في القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية الأجنبية، للاشتباه بأن لها روابط مع تنظيم "القاعدة"، وذلك قبل اجتماع دولي الأسبوع المقبل بشأن مساعدة المعارضة السورية.
وأكد المسؤولون أنه قد يصدر إعلان رسمي بالخطوة الأميركية في اجتماع "مجموعة أصدقاء سورية"، الذي سيُعقد الأسبوع المقبل في المغرب، حيث من المتوقع أن تقدم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تأييدا أميركيًا أقوى للائتلاف الجديد للمعارضة، فيما أعرب المسؤولون الأميركيون عن قلقهم من النفوذ المتزايد للعناصر المتطرفة في الحرب الأهلية السورية الدامية، وسيمثل إدراج "جبهة النصرة" رسميًا في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية كمحاولة رمزية لتهميشها كلاعب في المستقبل، حيث يعني إدراجها في القائمة الأميركية السوداء، تجميد أي أصول لها أو لأعضائها في نطاق الولاية القانونية للولايات المتحدة، وتحظر على الأميركيين تقديم أي دعم مادي لها.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، إن كلينتون ستحضر اجتماع "أصدقاء سورية" في مراكش في الفترة من 11 إلى 13 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أثناء جولة إقليمية ستشمل أيضًا تونس والإمارات، في الوقت الذي يتوقع فيه معظم المحللين أن تستغل كلينتون الاجتماع لإعلان أن الولايات المتحدة ستعترف بتحالف المعارضة الذي تشكل حديثًا كممثل شرعي للشعب السوري، وهي ترقية دبلوماسية تستهدف تعزيز الائتلاف وتسعى لإعداد سورية لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، أن بلاده ليست في حاجة إلى استخدام منظومة "باتريوت" المضادة للصواريخ ضد الطائرات السورية، موضحًا أن عدد صواريخ "باتريوت" التي سيتم نشرها وموقع نشرها، سيتضح بناء على الحاجات من المعدات العسكرية وقدرات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي وافق أخيرًا على نشرها على الحدود السورية.
ومن جانبه، جدد دعا وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الخميس دعوة بلاده للوصول إلى مرحلة انتقالية في سوريا ، تؤدي الى حل سياسي في هذا البلد ، تخرجه من محنته ويجنب شعبه المزيد من العنف والقتل ويوقف الدمار .
وقال بيان صادر عن المكتب الصحفي وزارة الخارجية إن وزير الخارجية ناصر جودة التقى الخميس في عمان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبحثا " آخر التطورات والمستجدات في المنطقة خاصة المتعلقة بالأزمة السورية وانعكاساتها الإنسانية على الأردن وعملية السلام " .
وأوضح البيان أن الطرفين إستعرضا " اوضاع اللاجئين السوريين في الأردن والذين يبلغ عددهم أكثر من 250 ألفًا " ، وناقشا " الأعباء الإقتصادية التي يتحملها الأردن نتيجة لذلك " .
ولفت البيان إلى أن جودة أعرب عن تقدير بلاده لـ "لأمم المتحدة على تعاونها ودعمها لإستضافة الاشقاء السوريين " .
ونقل البيان عن جودة قوله أن هناك " تعاونا وتنسيقا مستمرا مع الامم المتحدة والأمين العام ( بان كي مون ) " ، مشيرا إلى أن هذه هي الزيارة الثانية لأمين عام الأمم المتحدة التي يقوم بها إلى الأردن خلال أسبوعين " .
وأكد جودة أن هناك " موقفا متطابقا فيما يتعلق بالوصول إلى مرحلة انتقالية تؤدي إلى حل سياسي يخرج سوريا من هذه المحنة ويجنب شعبها المزيد من العنف والقتل ويوقف الدمار" .
في سياق متصل، اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية، إن "الغطرسة والتكبر يجعلان الحقيقة حتى وإن كانت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، لا تظهر لأصحاب العقول والقلوب المتحجرة، وأن الرئيس السوري بشار الأسد رغم علمه الشديد أن شعبه من حقه أن يعترض ويبرز مطالبه ويطالب بحقوقه المشروعة، ومن مسؤوليات الأسد أن يدرس هذه المطالب ويستجيب لها، ولكن ما كان منه إلا أن تعامل بمنتهى الوحشية إزاء هذه المطالب، فقام بقتل الأبرياء وتخريب كل ما يمت للمعارضة بأي صلة، وإلى الآن لا يزال مصرًا على عناده، فرغم وجود تقارير تفيد أن الحكومة قد اختل توازنها وتعاني من نقص في الأسلحة"، مستشهدة بإرسال الأسد لطلب شحنة من الطائرات الهليكوبتر الهجومية من روسيا.
وأشارت الصحيفة الأميركية، إلى أن "هذه الطائرات التي أرسل في طلبها الأسد، لابد وأن تدخل إلى سورية عبر المجال الجوي العراقي والمجال الجوي التركي، وبما أن تركيا قد أغلقت الشهر الماضي مجالها الجوي بصورة فعالة إلى سورية، لهذا لم يتبق أمامها سوى أن تأخذ إذن العراق في مرور هذه الطائرات، فيما أفادت تقارير بأن العراق قد استنكر بشدة مرور مثل هذه الطائرات من بلاد لا تمت لهم بصلة، لكي يقتل بها أشقاؤهم العرب، معربين عن حالة السخط الشديدة التي تنتابهم إزاء ما يقوم به الأسد، وأن الضائقة المادية التي يعاني منها الأسد ونظامه في هذه الفترة الحالية أي أنه محاصر بالعقبات من النواحي كافة"، مضيفة أن "هناك تقارير أخرى تنكر أن تكون سورية قد أرسلت بهذا الطلب إلى روسيا، حيث نقلت عن أندريه باكليتسكي وهو باحث في مؤسسة بحثية مستقلة في موسكو قوله: لا توجد أي معلومات مؤكدة حول أي عقود جديدة بين روسيا والجانب السوري، كما أن مثل هذه العقود تنطوي على مبالغ ضخمة وعادة ما تكون سرية، وقد لا يكون من السهل الحصول على معلومات بشأنها".
وأخيرًا اختتمت الصحيفة بقولها إن "الاقتصاد السوري بدا على حافة الانهيار الكامل، هذا إذا لم يكن قد انهار بالفعل، في ظل ممارسة هذه الأفعال الشنيعة من قبل الأسد ونظامه، وهذا ما جعل حلفاء الأمس كافة بمنأى عنه اليوم؛ لأنهم لا يريدون أن يخسروا صورتهم أمام العالم، حيث أصبح الأسد بمثابة الفيروس الخطير الذي يهدد كل من يقترب منه، وأن الحكاية باتت مسألة وقت ويسقط الأسد ونظامه".