عناصر من الجيش الحر "المعارض"
دمشق ـ جورج الشامي
قصف الجيش السوري، الجمعة، مناطق عدة في دير الزور ودرعا وحمص، فيما تضاربت الأنباء عن معارك القصير، ففي الوقت الذي أعلن الجيش الحر "المعارض" أنه صدّ هجومًا ثالثًا من قوات "حزب الله" على المدينة، أعلن الجيش الحكومي أنه أحرز تقدمًا تمثل بالوصول إلى حي الحميدية في البلدة، تزامنًا مع
إعلان دمشق موافقتها المبدئية على المشاركة في مؤتمر "جنيف2" للسلام، في حين كشفت الصحافة البوسنية عن التحاق العشرات من شباب البوسنة للقتال في صفوف "جبهة النصرة".
وذكرت شبكة "شام" الإخبارية، أن دمشق شهدت صباح الجمعة، قصفًا عنيفًا بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء برزة وجوبر، وسط اشتباكات عنيفة على طريق المتحلق الجنوبي بين الجيش الحر والقوات الحكومية، وفي الريف قصف الطيران المروحي قرية فليطة في منطقة القلمون وداريا ومعضمية الشام والنبك ويبرود وعلى منطقة جرد إفرى والجبال المحيطة في وادي بردى، كما شن الجيش السوري حملة دهم واعتقالات في مدينة الرحيبة في منطقة القلمون، فيما قال ناشطون إن الجيش الحر تمكن من تدمير دبابة وعربة "بي إم بي" للقوات الحكومية في حي جوبر في دمشق، فيما سقط قتيلان في مدينة دوما في الريف الدمشقي نتيجة قصف بمواد كيميائية طال المدينة، في حين أرسلت القوات الحكومية تعزيزات عسكرية من مطار المزة العسكري باتجاه مدينة داريا في ريف دمشق، وأُصيب عدد كبير من المدنيين بحالات اختناق جراء قصف مدينتي المليحة وعدرا بغازات سامة وقنابل كيميائية، وشهدت المليحة انتشار روائح تشبه رائحة حمض الكبريت بعد قصف المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، "نفذت القوات الحكومية حملة دهم واعتقال طالت عددا من المواطنين في حي الحميدية في مدينة حماة عند منتصف ليل الخميس الجمعة رافقها أصوات انفجارات عدة، وفي محافظة إدلب هزّ انفجار عنيف قرى عدة في جبل الزاوية صباح الجمعة، ولم ترد معلومات طبيعة الانفجار أو حجم الخسائر، فيما تعرضت مناطق في مدينة سراقب للقصف، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة والجيش السوري في مناطق عدة في حي درعا البلد، من بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، وسط أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين، كما تعرضت بلدات أم المياذن والحراك وبصرى الشام في ريف درعا للقصف من قبل القوات الحكومية، مما أسفر عن أضرار مادية، في الوقت الذي تعرضت فيه أحياء الحميدية والشيخ ياسين في مدينة دير الزور للقصف من قبل القوات الحكومية، من دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما دارت اشتباكات في حي الرصافة، وفي الرقة قصف الطيران الحربي استهدف المنطقة الشمالية للمدينة، وفي اللاذقية نفذت القوات الحكومية حملة دهم واعتقال في شارع انطاكية"، فيما أعلن مركز حلب الإعلامي، أن حريقًا كبيرًا شبّ في السجن المركزي، وسط اشتباكات بين قوات المعارضة والجيش السوري، واندلعت اشتباكات عنيفة في محيط منطقة ضهرة عبدربه في حي الليرمون وقرب مبنى البحوث العلمية في حي الجديدة وفي حي الزهراء، وجرى قصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة، وسط اشتباكات عنيفة في قرية القبتين في ريف السفيرة، ودارت اشتباكات في محيط مطار حلب الدولي، فيما قام الطيران الحربي بقصف مدينتي دير حافر والباب في ريف حلب.
وأفاد ناشطون، أن مقاتلين من المعارضة قُتلا خلال اشتباكات مع الجيش السوري المدعوم من عناصر (حزب الله) اللبناني في مدينة القصير في حمص، التي تشهد اشتباكات عنيفة وقصفًا متواصلاً من قبل القوات الحكومية، كما تعرضت منطقة البساتين في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي للقصف عند منتصف ليل الخميس الجمعة، وكذلك قُصفت مناطق في بلدة تلبيسة للقصف، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، فيما أكد الجيش الحر، أنه صدّ هجومًا ثالثًا من قوات "حزب الله" على مدينة القصير، التي باتت قبلة للأنظار، لشراسة المعارك التي تدور فيها، حيث قال عضو المجلس العسكري الأعلى في هيئة أركان الجيش الحر لجبهة القصير، الرائد عبدالحليم غنوم، إن عدد قتلى "حزب الله" في المدينة يتجاوز 150 قتيلاً، وأن الجيش الحكومي مدعومًا بقوات "حزب الله"، لم يتمكنوا من اقتحام القصير، وأن الجيش الحر صد محاولة ثالثة لاقتحام القصير عبر منطقة الحميدية، في حين تناقلت وسائل إعلام حكومية خبر إحراز الجيش السوري تقدمًا تمثل بالوصول إلى حي الحميدية في البلدة ، إلا أن المعارضة نفت ذلك، مدعمة نفيها بالصور.
ويبقى الثابت الوحيد والواضح، أن معركة القصير أضحت واحدة من المحطات الكبرى في مسيرة القتال في سورية، والطرفان ينويان، في ما يبدو، الرمي بكل أسلحتهما من أجل حسمها.
وأكدت مصادر من المعارضة السورية، في حديث لـ"العرب اليوم"، أن 25 شخصية جديدة انضمت لعضوية الائتلاف السوري، ليصل عدد الأعضاء إلى 88شخصًا، منهم 25 إسلاميًا و63 ليبراليًا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، "تلقينا من دمشق موافقة مبدئية من الحكومة السورية على المشاركة في المؤتمر الدولي، ليتمكن السوريون أنفسهم من تسوية هذا النزاع المدمر للبلد والمنطقة"، إلا أن لوكاشيفيتش انتقد في المقابل ما وصفه بمحاولات لتقويض جهود السلام في سورية، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وتسعى واشنطن وموسكو إلى عقد المؤتمر بعد تسارع وتيرة سقوط القتلى و"ارتكاب الفظائع" وظهور علامات على تصاعد حدة التوتر على حدود سورية، وتردد مزاعم استخدام أسلحة كيميائية.
وشددت روسيا في وقت سابق على مشاركة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وإيران في المؤتمر الذي أطلق عليه اسم "جنيف 2"، ومن المقرر أن يعقد في حزيران/يونيو المقبل، فيما يجتمع الائتلاف الوطني السوري المعارض في إسطنبول لانتخاب قيادة توافقية واتخاذ قرار بشأن حضور "جنيف 2".
وهددت واشنطن بزيادة الدعم للمعارضة المسلحة في سورية إذا رفض الرئيس السوري بشار الأسد، مناقشة حل سلمي للأزمة في سورية، في حين أكدت الجامعة العربية أن مؤتمر جنيف هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي أودت بحياة 80 ألف شخص، حسب آخر إحصاء للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقالت مصادر أمنية بريطانية، إن القوات السورية الحكومية حققت انتصارات عسكرية متلاحقة ضد المعارضة المسلحة خلال الفترة الأخيرة، حيث نقلت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية عن تلك المصادر تأكيدها، أن "وضع قوات المعارضة سيء، وتواجه مخاطر التعرض لهزائم جديدة رغم أن القوات الحكومية لا تستطيع تحقيق انتصار عسكري كامل، وأن الخسائر التي منيت بها المعارضة أثرت على خطوط الامداد الخاصة بها، محذرة من أن القوات الحكومية تجهز لهجوم عنيف قبيل مؤتمر "جنيف 2"، الأمر الذي يساعدها على خلق واقع على الأرض قد يؤثر على مسار المفاوضات.
وأوضحت المصادر نفسها، أن هذه المعلومات تزيد من الحاجة إلى تسليح المعارضة، وذلك فيما يشهد الاتحاد الأوروبي انقساما بشأن العدول عن مسألة رفع حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد على سورية، بحيث يتيح تقديم السلاح إلى مقاتلي المعارضة.
ورأت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية، أن مباحثات "جنيف 2" لا تقدم سوى أمل ضئيل لجلب السلام إلى سورية، وأن من كان يراهن على اتخاذ الإدارة الأميركية موقفًا حازمًا لهدف حل النزاع في سورية، مثل إمداد المقاتلين ضد حكومة الرئيس بشار الأسد بالأسلحة، أو فرض مناطق حظر جوي فيها، أو توجيه ضربات جراحية ضد القوات الموالية للأسد، عليه أن يطلع على موقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخير الذي يقول فيه: إن الجواب بشأن الأزمة السورية هو مؤتمر سلام في "جنيف" أي "جنيف2".
وأوضحت الصحيفة، أن "الأمل الوحيد في الوقت الراهن للنزاع السوري الذي استمر أكثر من عامين، هو عقد مؤتمر في جنيف خلال الشهر المقبل بمشاركة روسيا، وأن مؤتمر (جنيف2) يقوم على اتفاق (جنيف1) الذي يظل غامضًا وغير قابل للتنفيذ"، مضيفة أن "الدبلوماسية بشأن سورية تظل منفصلة عن التطورات الميدانية على الأرض، لكن إذا أريد لها أن تؤتي أكلها، ينبغي أن تكون ثمة فرص أمام تطبيق بنودها على أرض الواقع، وإنهاء وحشية حكومة دمشق وإسكات البنادق".
وكشفت الصحافة البوسنية والألبانية، عن التحاق عشرات الشباب من البوسنة بـ"جبهة النصرة" السورية، حيث تدفق شباب من الألبان من صربيا وألبانيا ومكدونيا وكوسوفو للقتال في سورية مع الجماعات الإسلامية المسلحة، وبخاصة في صفوف "النصرة".