عناصر من الجيش الحر السوري
دمشق ـ جورج الشامي
واصل الجيش السوري، الأربعاء، قصفه على ريف دمشق وحمص وحماة ودير الزور ودرعا، فيما قال تقرير للأمم المتحدة إن الأسلحة المهربة من ليبيا تنتشر وتغذي الحرب في سورية، في حين يبحث قادة المعارضة، وزراء خارجية مجموعة الثماني في اجتماعهم في لندن، في سبل زيادة الدعم، تزامنًا مع إعلان المسؤول العام في
"جبهة النصرة"، مبايعته لزعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظاهري، في الوقت الذي افتتح فيه الأردن، ثاني مخيم للاجئين السوريين على أراضيه، في منطقة مريجب الفهود لاستعاب الأعداد المتزايدة من النازحين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان له، إن "مناطق في مدينة دمشق وريفها تعرضت إلى قصف من قبل القوات الحكومية عند منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، وطال القصف أيضًا مدينتي الزبداني وزملكا، كما قتل رجل من بلدة سقبا برصاص قناص على طريق المليحة في ريف دمشق، وتعرض مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي القدم قرب مدينة دمشق إلى قصف مماثل، مما أدى إلى أضرار مادية، كما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من المعارضة والجيش الحكومي عند أطراف حي جوبر من جهة العباسيين، فيما ترددت أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين وحدوث اشتباكات أخرى في حي التضامن في دمشق، وكذلك دارت في محافظة حماة بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في أحياء القصور وطريق حلب والأربعين والحميدية في مدينة حماة، عند منتصف الليل، مما أدى إلى مقتل 4 من المعارضة، لم يتم توثيق أسمائهم حتى اللحظة، كما دارت اشتباكات أخرى في محيط حواجز عسكرية عدة عند أطراف بلدة صوران في ريف حماة، رافقها سقوط قذائف على البلدة، من دون أن ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة، في حين دارت إشتباكات أُخرى في محافظة دير الزور، وبخاصة في حي الجبيلة رافقها سقوط قذائف عدة على أحياء المدينة، وفي محافظة حمص تعرضت أحياء الخالدية وحمص القديمة للقصف من قبل القوات الحكومية، فجر الأربعاء، رافقها أصوات انفجارات عدة، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، كما قتل في محافظة درعا قائد كتيبة (صقر قريش) أنيس محمد جاموس، متأثرًا بجراح أُصيب بها الثلاثاء، إثر كمين نصبته له القوات الحكومية على طريق داعل - طفس، في حين تدور اشتباكات عنيفة في المناطق الجنوبية لبلدة الصنمين، يرافقها قصف عنيف من قبل القوات الحكومية على البلدة، إثر قدوم تعزيزات لها في محاولة لاقتحام البلدة، فيما تعرضت بلدات داعل وكفرشمس وأم المياذن للقصف عند منتصف الليل، من دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية".
وأفادت شبكة "شام" الإخبارية، أن "قصفًا عنيفًا بالمدفعية الثقيلة جرى في دمشق على أحياء جوبر ومخيم اليرموك وأحياء العاصمة الجنوبية، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط حي جوبر من جهة منطقة العباسيين، فيما تعرض ريف دمشق لقصف عنيف من الطيران الحربي على بلدة الإفتريس ومناطق عدة في الغوطة الشرقية، كما جرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن وبلدات بيت جن وزملكا وبيت سحم والزبداني وداريا والعبادة ومعضمية الشام ويلدا والسيدة زينب وحجيرة البلد والسبينة والبويضة، واندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة داريا وفي محيط بلدات العبادة والعتيبة وبيت سحم، كما اقتحمت القوات الحكومية بلدة حفير الفوقا في منطقة القلمون، وفي حمص جرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على أحياء المدينة المحاصرة، وقصف الطيران الحربي مدينة تلبيسة وقرى آبل والبويضة الشرقية ومحيط قرية أم شرشوح، وسط اشتباكات عنيفة في محيط قرية أم شرشوح وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة مدينة الرستن، وفي ريف حماة جرى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدينة كفرزيتا ومورك وصوران وسط اشتباكات عنيفة في ريف حماة الشمالي، وفي حلب قصف الجيش الحكومي بقذائف الهاون، حي السكري، فيما تمكن الجيش الحر من تحرير معمل الايليغانس ومعمل العلبي ضمن معركة فك الأسرى، وسيطر على منطقة عزيزة في المدينة، وفي درعا جرى قصف حي طريق السد وأحياء درعا البلد بالمدفعية الثقيلة، كما شنت القوات الحكومية حملة دهم واعتقالات في أحياء السبيل والكاشف، وريف درعا قصف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات غباغب وخربة غزالة والكتيبة والصنمين وبصرى الشام والشيخ مسكين وداعل وتسيل وصماد وقرى منطقة اللجاة، وسط اشتباكات عنيفة في مدن الصنمين والشيخ مسكين وبلدة غباغب، وفي الشمال سقط صاروخ أرض ـ أرض على حي الشيخ ياسين في دير الزور، بالتزامن مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على أحياء دير الزور المحررة كافة، وفي إدلب جرى قصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على مدن وبلدات قميناس وسرمين وتل عاس اواشتباكات عنيفة في محيط بلدة قميناس".
وأعلن المسؤول العام في "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني، الأربعاء، في أول بيان مسجل له، مبايعته لزعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظاهري، مضيفًأ أن قادة الجبهة لم يكونوا على علم بإعلان ما يُسمى بـ"تنظيم القاعدة في العراق" بانضمام "جبهة النصرة" إلى التنظيم.
ولم تكن "جبهة النصرة" معروفة قبل بدء النزاع السوري قبل عامين، لكنها اكتسبت دورًا كبيرًا على الأرض، لتصبح من أقوى الكتائب المسلحة المقاتلة وأكثرها تنظيما.
وقال الرئيس المستقيل لـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، أحمد معاذ الخطيب، إن فكر تنظيم "القاعدة" لا يناسب الائتلاف، وذلك ردًا على إعلان التنظيم في العراق إن "جبهة النصرة" في سورية امتداد له، حيث كتب الخطيب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "فكر (القاعدة) لا يناسبنا، وعلى الثوار في سورية اتخاذ قرار واضح في هذا الأمر"، فيما أعلن المتحدث باسم الجيش السوري الحر، الثلاثاء، أيضًا أن "جبهة النصرة" لا تتبع له، وأن الجيش لا ينسق معها.
وقد انتقد الخطيب، قرار واشنطن في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بإدراج "جبهة النصرة" على لائحة المنظمات الإرهابية، كما انتقد نائبه جورج صبرا القرار، مشددًا على أن الشعب السوري يعتبر "جبهة النصرة" جزءًا من الثورة.
ورفض الجيش الحر، تصريحات فرع تنظيم "القاعدة" في العراق، في شأن "جبهة النصرة"، مؤكدًا استقلالية الشعب السوري، فيما وجه وزير الصحة الأردني مجلى محيلان، الثلاثاء، نداءًا إلى العالم لمساعدة بلاده في تحمل أعباء اللاجئين السوريين الذي قدر عددهم بمليون شخص.
وأكد المنسق الإعلامي والسياسي للجيش "الحر" لؤي مقداد، ردًا على سؤال لـوكالة "فرانس برس"، أن "جبهة النصرة" لا تتبع للجيش الحر، ولا يوجد قرار على مستوى القيادة بالتنسيق معها، إنما هناك واقع ميداني يفرض نفسه أحيانًا، فتلجأ بعض الفصائل على الأرض إلى التعاون مع الجبهة في بعض العمليات، التي تنفذ بقرار ميداني من فصائل على الأرض وهي نوع من التعاون التكتيكي الموضعي، لا نعلم من أصدر البيان، وما هي درجة مصداقيته، لكن لم يتم التنسيق مع قيادة أو أركان التشكيلات العسكرية في شأنه".
ويأتي هذا الموقف، بعد ساعات من إعلان تنظيم "القاعدة" في العراق، في رسالة مسجلة بثت على شبكة الإنترنت، أن "جبهة النصرة"، التي تقاتل ضد حكومة الرئيس بشار الأسد "امتداد له، وجزء منه، وهدفها إقامة دولة إسلامية في سورية".
ونشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، موضوعًا تحت عنوان "تنظيم القاعدة في العراق يسيطر على أكبر فصيل في المعارضة المسلحة السورية"، جاء فيه "قال تنظيم (القاعدة) في بلاد الرافدين إنه اندمج في تنظيم واحد مع (جبهة النصرة)، وهي الفصيل المسلح الأكثر قوة بين الفصائل التي تخوض قتالاً ضد حكومة بشار الأسد في سورية، وهي خطوة قد تحرج الدول الغربية التي تمد فصائل المعارضة السورية بالسلاح لدعمها في إسقاط النظام".
وأشارت الصحيفة إلى أن قائد تنظيم "القاعدة" والجمهورية الإسلامية في العراق، أبو بكر البغدادي، أعلن في بيان نشر على مواقع مرتبطة بالتنظيم، أن "القاعدة" ساعدت في تأسيس "جبهة النصرة"، ودعمها بالمال والسلاح والتدريب، بالإضافة إلى إمدادها بأعداد من الكوادر والخبرات التي كانت تنشط ضمن التنظيم في العراق، وانه قد آن الأوان للإعلان أمام الجميع أن "جبهة النصرة" ما هي إلا امتداد للجمهورية الإسلامية في العراق وجزء منها.
وأضافت "الإندبندنت"، أن "جبهة النصرة" التي أدرجتها الإدارة الأميركية على قائمة التنظيمات الإرهابية، تخوض معارك كبرى في حلب وحولها كما يبدو، وتقف وراء التفجيرات الانتحارية الأخيرة التي هزت دمشق، ومنها التفجير الأخير الذي تسبب في مقتل 15 شخصًا على الأقل في تفجير سيارة مفخخة قرب مقر البنك المركزي السوري، كما أن الجبهة تستخدم مصطلحات دينية لوصف السوريين غير السنّة، بأنهم "زنادقة ومرتدون"، وهي الأساليب نفسها التي يستخدمها تنظيم "القاعدة" في العراق.
وأعلن زعيم تنظيم "القاعدة" في العراق أبو بكر البغدادي، في التسجيل الذي بث على مواقع جهادية إلكترونية، أنه "آن الأوان لنعلن أمام أهل الشام والعالم بأسره أن (جبهة النصرة) ما هي إلا امتدادًا لدولة العراق الإسلامية وجزء منها"، كاشفًا عن "إلغاء اسم دولة العراق الإسلامية، وإلغاء اسم جبهة النصرة، وجمعهما تحت اسم واحد هو "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وأضاف محذرًا "لا تجعلوا الديمقراطية ثمنًا للآلاف الذين قتلوا منكم".
وترغب فرنسا في أن تبحث مع شركائها الأوروبيين، وفي مجلس الأمن الدولي، احتمال إدراج "جبهة النصرة" على قائمة "المنظمات الإرهابية"، بعد إعلان "القاعدة" في العراق، الثلاثاء، أن المجموعة الناشطة في سورية تشكل جزءًا منه، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، في مؤتمر صحافي، "علينا إجراء مباحثات مع شركائنا الأوروبيين، وأيضا مع شركائنا في مجلس الأمن الدولي، بشأن إدراج هذه المجموعات على اللوائح الإرهابية، علينا أن نحذر عندما نتخذ مثل هذه القرارات من عواقبها على الأرض، سنرى في الأيام أو الأسابيع المقبلة ما علينا القيام به"، وكانت واشنطن قد أدرجت "جبهة النصرة" على قائمة "المنظمات الإرهابية" لديها في شباط/فبراير الماضي.
ويواجه "الائتلاف السوري" المعارض ترددًا أميركيًا في قبول حصوله على مقعد سورية في الأمم المتحدة، فضلاً عن الرفض الروسي والصيني للأمر، فيما أكد الأمين العام لـمنظمة الأمم المتحدة، أنه تم انتداب فريق من الخبراء للتحقيق في مزاعم إستخدام أسلحة كيميائية في سورية، موجود في قبرص الآن، وأنه ينتظر إذن الحكومة السورية لمباشرة عمله، وسط أنباء عن تدريب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" لعدد صغير من المتمردين السوريين في قواعد لها في الأردن، للفصل وإبعاد الجهاديين عن القوات الإسرائيلية في الجولان.
وأشارت الأمم المتحدة، في تقرير لها، إلى أن الأسلحة المهربة من ليبيا تنتشر وتغذي الحرب في سورية ومالي وغيرها، الأمر الذي يجعل من ليبيا مصدرًا رئيسًا للسلاح في المنطقة، حيث قالت المنظمة في تقرير نشرته في وقت سابق الأربعاء، أعده خبراء في مجلس الأمن معنيون بمراقبة حظر الاسلحة على ليبيا عام 2011، إن الاسلحة المهربة تعزز مخازن مجموعات كبيرة من المسلحين، وأن هناك شحنات من الاسلحة تخرق الحظر وتخرج من ليبيا إلى نحو 12 دولة، تحتوي على أسلحة ثقيلة وخفيفة، بينها أنظمة للدفاع الجوي تحمل على الكتف ومتفجرات وألغام.
وأوضح التقرير الأممي، أن الأسلحة المهربة من ليبيا تنقل إلى تركيا وشمال لبنان لتصل بعدها إلى سورية، وأن هناك أسلحة تتدفق من ليبيا إلى مصر، والتي ربما تصل إلى قطاع غزة في ما بعد، وأن حجمها في ازدياد.
وأعربت مصادر إسرائيلية عن ازدياد القلق من استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، مع اقتراب المعارك إلى دمشق، حيث تعتقد إسرائيل أن قرار الجيش السوري بمنع المتمردين من التقدم إلى داخل دمشق، وتهديدهم للمرة الأولى وزعماءهم بالموت، لن يتحقق إلا عن طريق استخدام السلاح الكيميائي.
وذكرت المصادر نفسها، أن التطورات التي شهدتها سورية قبل يومين، أحدثت توترًا عسكريًا واسعًا في واشنطن والقدس، حيث كانوا متأكدين أنه خلال فترة قصيرة سيبدأ استخدام السلاح الكيميائي في الحرب السورية، وخلافًا لتقديرات إسرائيلية سابقة، رأت المصادر أن الرئيس بشار الأسد سيكون قادرًا على حسم المعركة أمام المتمردين. وكتب موقع "ديبكا"، المقرب من "الموساد"، "المعارك التي شهدتها سورية قبل يومين تشير إلى أن الرئيس الأسد وشقيقه ماهر الذي يقود الفرقة الرابعة، الحرس الجمهوري السوري، نجحا في القضاء على خطر تقدم قوات المتمردين باتجاه وسط العاصمة السورية".
وتدعي إسرائيل أن الاحتمالات الأكبر أن تكون مساعدات من الخارج وصلت إلى الجيش السوري، بينها قوات إيرانية وروسية، ساعدت في التخطيط للهجوم، واسع النطاق، وفي الخطة العملياتية التكتيكية، التي لم يسبق لها مثيل على مدى العامين الأخيرين حيث تدور الحرب في سورية، وأن التصعيد الأخير في سورية يشير إلى أن حسم المعركة قد يكون أقرب من أي وقت مضى، وفرص احتفاظ المتمردين بمواقعهم في مواجهة نيران الجيش السوري باتت ضئيلة، وأن الحركة السريعة للقوات السورية وحقيقة نجاحها في احتلال وتطويق الأحياء الشرقية التي كان يحتفظ بها المتمردون، على شكل كماشة قوات دروع كبيرة ومدفعية ثقيلة، أوجدت ستارًا ناريًا يتدحرج أمام القوات المتقدمة، وهو ما دفع المتمردين إلى الرد عبر سيارة مفخخة كانت محملة بالمواد المتفجرة، هي الأكبر التي تم تفجيرها في الحرب في دمشق.
واتهم السفير السوري لدى لبنان، مسلحين بالتسلل يوميًا من لبنان إلى بلاده، للقتال إلى جانب المعارضة، تزامنًا مع تأكيد مصدر مقرب من "حزب الله" اللبناني، مقتل 12 عنصرًا من الحزب، الأحد، في حين وجه الائتلاف السوري "المعارض"، اتهامه لـ"حزب الله" بمشاركة الجيش السوري في قتل المدنيين.
وشدد وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، على ضرورة التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي ينهي الأزمة السورية، واصفًا الوضع في سورية بـ"أكبر كارثة إنسانية في القرن الـ 21".
وعشية اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني في لندن، الأربعاء، دعا هيغ إلى تحرك دولي فاعل لمعالجة الأزمة السورية، مؤكدًا أن "بلاده وفرنسا متفقتان على ضرورة التحرك لإنهاء العنف في سورية، على الرغم من قلة الخيارات المتاحة، وأن زعماء في المعارضة منهم غسان هيتو وجورج صبرا، سيحضرون الاجتماعات التي ستعقد قبل الاجتماع الرسمي لوزراء خارجية مجموعة الثماني، وسيتمكنون من مقابلة بعض وزراء خارجية مجموعة الثماني قبل انعقاد مجموعة الثماني بكامل الأعضاء، وسأنضم لهم وأعقد بعض تلك الاجتماعات لبحث الحاجات الإنسانية العاجلة والحاجة الماسة لتحقيق انفراجة سياسية ودبلوماسية في سورية".
وأبدى رئيسُ هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، مخاوف من أن يستمر النزاع لعقودٍ طويلة، فيما قال وزير خارجية بلاده إن "أميركا تفضل الوصول إلى حل دبلوماسي، عندما يتعلق الأمر بانتقال شرعي للمسؤولية في الحكم إلى كيان مستقل".
ويلتقي عدد من وزراء خارجية دول مجموعة الثماني، بينهم الأميركي جون كيري، ممثلين عن المعارضة السورية في لندن، الأربعاء، قبل يوم من اجتماع للدول الصناعية الكبرى، تهيمن عليه الأزمة السورية، والملف النووي الإيراني، وموضوع كوريا الشمالية، حيث قالت مصادر في المعارضة السورية إن "رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو، ونائبي رئيس الائتلاف الوطني جورج صبرا وسهير الأتاسي، الذين سيحضرون الاجتماع، سيجددون الطلب من هذه الدول إمداد المعارضة بالأسلحة"، فيما استبعدت المصادر مشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اللقاء مع ممثلي المعارضة، على ضوء موقف موسكو الداعم للرئيس السوري بشار الأسد. وتضم مجموعة الثماني، الولايات المتحدة الأميركية، اليابان، ألمانيا، روسيا، إيطاليا، بريطانيا، فرنسا، وكندا.
وقال منسق المساعدات الإقليمية، بانوس ممتازيس، "إن عمليات إغاثة اللاجئين قد تنهار، وأن المفوضية إذا لم تحصل على مزيد من التمويل بشكل عاجل، فسنصل إلى نقطة يتعين علينا عندها البدء في خفض المساعدات وتصنيفها حسب الأولوية". وأوضحت المفوضية أن الأموال التي رصدت في مؤتمر الكويت للمانحين، وقيمتها مليار ونصف مليار دولار، لم يصل منها سوى 400 مليون دولار.
وأوضحت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان نينيت كيلي، في تصريحات للصحافيين خلال افتتاح مركز جديد لتسجيل اللاجئين السوريين في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان، أنها "كارثة ونحن مطالبون ببذل جهود متزايدة بموارد متناقصة، حيث بلغ عدد اللاجئين السوريين حتى الآن مليونًا و300 ألف لاجئ"، فيما افتتح الأردن ثاني مخيم للاجئين السوريين على أراضيه، في منطقة مريجب الفهود على بعد نحو 85 كلم شمال شرقي العاصمة الأردنية عمان، في حين يستمر تدفق اللاجئين هربَا من أحداث العنف في الجارة الشمالية سورية.
وأعلن الناطق الإعلامي لشؤون اللاجئين السورين في الأردن، انمار الحمود، أن "المخيم الجديد بدأ في استقبال اللاجئين السوريين اعتبارًا من الأربعاء، حيث نقلت إليه دفعة أولى مؤلفة من 106 لاجئين كانوا قد دخلوا الأراضي الأردنية مساء الثلاثاء، مع 1306 لاجئين سوريين آخرين، وأنه سيتم نقل اللاجئين القادمين تباعًا إلى المخيم الجديد، وبخاصة الحالات الخاصة التي تحتاج إلى عناية مركزة، كالنساء الأرامل والأطفال الايتام والأفراد الذين هم بلا معيل والعائلات التي لا تضم شبابًا أعزب". وأوضح الحمود أن "المخيم الجديد الذي بني بتمويل من دولة الإمارات يقع على أرض تبلغ مساحتها 250 دونمًا، ويستوعب 5500 شخص، ويضم 750 كرفانا (عربة متنقلة)، ومدرسة نموذجية ومستشفى تخصصيًا"، مشيرًا إلى أن "هناك وعود بتوسيع المخيم، في حال استمرار تدفق اللاجئين، كي يتسع لـ30 ألف شخص أو أكثر، لأن الأرض المخصصة لإقامة المخيم تبلغ مساحتها الكلية 13 ألف دونم، وأن عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري، الذي يقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية تجاوز الـ150 ألف شخص، وأن عدد اللاجئين السوريين في المملكة منذ اندلاع الأزمة في بلادهم في آذار/مارس 2011 وحتى الآن، تجاوز 482 ألف شخص، إضافة إلى هذا العدد، هناك 600 ألف سوري موجودون فوق أراضي المملكة قبل اندلاع الأزمة، وفقًا لبيانات مديرية الأمن العام".
وكان الأردن، الذي يتقاسم مع سورية حدودًا مشتركة يزيد طولها على 370 كيلومترًا، افتتح في 29 تموز/يوليو الماضي، أول مخيم للاجئين السوريين على أراضيه في منطقة الزعتري قرب الحدود مع سورية، ويقطن الكثير اللاجئين السوريين في مساكن موقتة شمال الأردن أو لدى أقارب أو أصدقاء لهم في هذا البلد المجاور.
وأفادت تقديرات جديدة للأمم المتحدة، الجمعة، أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن يمكن أن يصل إلى 1,2 مليون لاجئ بحلول نهاية العام الجاري، وقدرت المنظمة عدد اللاجئين حاليًا في الأردن بـ385 ألفًا منهم 250 ألف طفل.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف"، الجمعة، "نتوقع أن يزيد هذا العدد عن الضعف بحلول تموز/يوليو المقبل، ويتضاعف ثلاث مرات بحلول كانون الأول/ديسمبر"، في حين أكدت المفوضية العليا للاجئين في جنيف، أن هذا الرقم سيعادل خمس سكان الأردن.
واعتبرت الأمم المتحدة، أن عدد النازحين داخل سورية لسبب النزاع القائم بلغ نحو 4 ملايين، يضاف هؤلاء إلى نحو مليون و200 ألف لاجئ أجبروا على مغادرة بلدهم إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق.