آثار دمار الغارات الإسرائيلية على سورية
دمشق ـ جورج الشامي
كشف مصدر من "حزب الله" اللبناني، عن أن الغارات الإسرائيلية على سورية، تمت بتنسيق إسرائيلي -عربي- أميركي، وأسفرت عن سقوط أكثر من 150 قتيلاً وجريحًا، نافيًا تعرّض أيّ شحنات أو أسلحة متطورة تابعة للحزب للقصف خلال الغارة، فيما زعمت إسرائيل أنها نقلت عبر قنوات دبلوماسية رسالة سرية إلى الرئيس السوري
بشار الأسد، أوضحت فيها أنها لا تنوي التدخل في الحرب الدائرة في بلاده، وأن هدفها هو قواعد لـ"حزب الله"، في حين وصفت سورية الغارات الإسرائيلية على أراضيها بأنها "إعلان حرب".
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "إسرائيل نقلت عبر قنوات دبلوماسية رسالة سرية إلى الرئيس السوري بشار الأسد، أوضحت فيها أنها لا تنوي التدخل في الحرب الدائرة في بلاده، وأن هدف الغارات الأخيرة ليس النظام السوري، وإنما قواعد لـ"حزب الله" داخل سورية، كانت فيها صواريخ إيرانية".
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن القرار الرئيس الذي اتخذه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، في جلسته مساء الأحد، هو نقل رسائل تطمينية إلى الرئيس السوري لمنع استمرار التصعيد على الجبهة الشمالية، فيما أرفقت بالخبر صورة لموقع قريب من دمشق، قيل في تقارير صحافية أجنبية إنه تعرض لقصف جوي إسرائيلي الأحد.
واعتبرت صحيفة "الغارديان"، في مقال تحت عنوان "نتنياهو يلتزم بالخطوط الحمراء"، أن "الأزمة السورية تجذب اهتمامًا دوليًا لا سيما إن كان هناك طرف خارجي متورط في الصراع الدائر، وعلى الأخص إسرائيل، وقد وصفت سورية الغارات الإسرائيلية الأخيرة على أراضيها بأنها إعلان حرب، إلا أنه بحسب البعض فإن إسرائيل أرادت حماية أمنها الوطني، والذي يعتبر من الخطوط الحمراء، بغض النظر عن تداعيات هذا الأمر، ولا شك أن الغارات الاسرائيلية على دمشق خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت لهدف منع حصول (حزب الله)، الحليف الإيراني، على صورايخ إيرانية متطورة"، مشيرة إلى أن "سورية توعدت بالانتقام سابقًا، إلا انها فشلت بتحقيق ذلك لا سيما بعد الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مركز جمرايا سابقًا في كانون الثاني/يناير".
وأعلن مسؤول مخابرات أميركي، لوكالة "رويترز"، أنه لم يتم إعطاء الولايات المتحدة أي تحذير قبل الهجمات الجوية التي وقعت في سورية ضد ما يصفه مسؤولون غربيون وإسرائيليون بأسلحة كانت في طريقها إلى "حزب الله".
وقال المسؤول، من دون تأكيد، "إن إسرائيل هي التي شنت هذه الهجمات، وأنه تم إبلاغ الولايات المتحدة أساًسا بهذه الغارات الجوية بعد حدوثها، وتم إخطارها في الوقت الذي كانت القنابل تنفجر فيه"، مضيفًا أنه "سيكون أمرًا عاديًا بالنسبة لهم اتخاذ خطوات عدوانية عندما توجد فرصة ما لسقوط بعض أنظمة الأسلحة المتطورة في يد أناس مثل (حزب الله)".
وذكر مصدر آخر في المخابرات الغربية، أن أحدث هجوم وجه مثل الهجوم السابق ضد مخازن صواريخ "الفاتح 110" التي تنقل من إيران إلى "حزب الله".
واتهمت عضو لجنة التحقيق بانتهاك حقوق الإنسان في سورية، كارلا ديل بونتي، في مقابلة مع تلفزيون إيطالي، "المعارضة السورية باستعمال غاز الأعصاب السارين"، مضيفة أن "المعلومات والأدلة التي جمعها أعضاء اللجنة الدولية من الأطباء المختصين ومن المتضررين، تؤكد استخدام غاز السارين، وأنه انطلاقًا من المؤشرات التي تم الحصول عليها فإن مسلحي المعارضة استخدموا الأسلحة الكيميائية باستعمالهم غاز السارين".
واستعرضت بونتي محتوى التقرير الذي حضره موظفو اللجنة التي زارت الدول المجاورة لسورية، حيث التقوا بالمتضررين والأطباء وعناصر المستشفيات الميدانية، موضحة أن "الخبراء رغم ذلك لا يزالوا بعيدين عن طرح الاستنتاج الأخير، وأنه يتوجب التأكد من نتيجة تحقيقاتنا عن طريق شهادات إضافية، لكن في الوقت الحاضر استطعنا تحديد أن القوى المعارضة لدمشق من استعملت غاز السارين".
ونفى مصدر قيادي بارز في "حزب الله"، لصحيفة "الراي" الكويتية، تعرّض أيّ شحنات أو أسلحة متطورة تابعة للحزب للقصف خلال الغارة الإسرائيلية على سورية، موضحًا أن "الطيران المعادي استهدف مراكز للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري في جبل قاسيون، وأن الهدف كان أماكن تمركز المدفعية المسانِدة لتقدّم القوات العسكرية في داريا، وفي الغوطتين الشرقية والغربية، في تطور تزامن مع هجوم للمعارضة على دمشق وبدا مسانِدًا لها".
وتحدث المصدر عن "سقوط أكثر من 150 قتيلاً وجريحًا من جراء الضربة الإسرائيلية، التي تمت بتنسيق إسرائيلي -عربي- أميركي، وأن هذا الأمر يعني تدخلاً غربيًا مباشرًا وغير مباشر في المعركة الدائرة في سورية".
ونقلت "الراي" عن مصادر قريبة من الرئيس الأسد، أنه "أبلغ الروس أنه يريد جوابًا في 24 ساعة على رسالة بعث بها إلى الأميركيين عبر موسكو، وفحواها أنه في حال عاودت إسرائيل عدوانها فسيكون الأمر بمثابة إعلان حرب، وتاليًا لن يكون هناك إنذار أو درس لردّ الفعل، وأن الأوامر أُعطيت لنشر بطاريات صواريخ روسية حديثة جو-أرض، وأرض-أرض، وأن ردّها سيكون فوريًا ومن دون العودة إلى القيادة".
ولاحظ خبراء في الشؤون الإستراتيجية، أن ضرب إسرائيل لمراكز المدفعية التابعة لدمشق، لا يعدو كونه محاولة لـ"حفظ التوازن" بين القوات الحكومية ومعارضيها، وأنه لو أرادت إسرائيل الإخلال بالتوازن لمصلحة المعارضة وضمان تفوّقها، لكانت قامت بتدمير أسطول الطيران الحربي السوري".
وأشار الخبراء إلى أن "تدمير إسرائيل لمراكز مدفعية تابعة للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، قد يؤدي إلى فرْملة الانجازات التي يحققها الجيش السوري في غير مكان، لكنه لن يسهّل، في الوقت نفسه، على المعارضة دخول دمشق والسيطرة عليها، لأن أقصر الطرق إلى هذا الأمر هو تدمير سلاح الجو السوري وشلّ حركته".