الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية عدنان منصر
تونس ـ أزهار الجربوعي
أعلن أن الرئيس المنصف المرزوقي عرض على عدد من الأطراف المصرية لعب دور الوساطة لحل الأزمة في مصر، وحقن دماء شعبها، مقترحًا عقد قمة افريقية طارئة لمناقشة الشأن المصري، كما نددت الرئاسة التونسية بموقف الأمين العام للجامعة
الدول العربية المُنحاز لطرف دون آخر، مؤكّدة أنه لا يُمثل تونس ولا الجامعة العربية، في حين ندّدت حركة "النهضة" الإسلامية الحاكمة في تونس بمقتل 50 من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، واصفة أحداث دار الحرس الجمهوري بـ"مجزرة الانقلابيين".
وأصدر حزب "النهضة" الإسلامي الحاكم في تونس بيانًا موقّعًا من زعيمه راشد الغنوشي، قال فيه إن "قوات الانقلابيّين أقدمت، فجر الإثنين، على ارتكاب مجزرة في حق المعتصمين سلميًا من أنصار الرئيس الشرعي محمد مرسي، حول مقر الحرس الجمهوري"، مما أوقع 50 قتيلاً ومئات المُصابين.
وندد الحزب التونسي الحاكم بما وصفه "الجريمة الشنيعة التي اقترفها الأمن المصري في حق الشهداء، الذين بذلوا دماءهم حفاظًا على الشرعية المعبرة عن إرادة المصريين".
وأكدت "النهضة" أن "إصرار الانقلابيين على إلغاء الشرعية ممثلة في الرئيس محمد مرسي ستدفع بهم إلى مزيد من العزلة، ومواجهة الشعب المصري بكامله".
ودعا الحزب الإسلامي الحاكم في تونس" القوى الوطنية المصرية" إلى رفض الانقلاب، والانحياز إلى معسكر الشرعية، وتغليب منطق الحوار وحقن الدماء، مناشدًا من أسماهم بـ"أحرار العالم إلى التضامن مع الشعب المصري في دفاعه عن الشرعية والديمقراطية". وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر أن الرئيس محمد منصف المرزوقي ناقش الأوضاع المصرية في اتصال هاتفي مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوساز آنا دلاميني- زوما.
ودعا الرئيس التونسي إلى تكوين مجموعة عمل أفريقية بشأن الأزمة المصرية، وعقد قمة أفريقية طارئة لبحث سبل إيجاد بوادر مخرج لها، معتبرًا أن مصر تُمثل مركز القارة الأفريقية والعالم العربي.
وكشف المتحدث باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر أن الرئيس المرزوقي عَرَض لعب دور الوساطة بين الأطراف المصرية لحقن دماء أبناء الشعب المصري.
كما عبّر عدنان منصر عن استنكار رئاسة الجمهورية لموقف الأمين العام لجامعة الدول العربية، المنحاز لطرف دون آخر وفق قوله، معتبرًا أن ذلك "لا يُلزم تونس ولا الجامعة العربية؛ لأنه موقف لم يتم التشاور بشأنه".
وأضاف "إن الأمين العام لجامعة الدول العربية خرج عن دوره كأمين عام للبيت العربي، وفقد بالتالي القوة الأخلاقية للعب هذا الدور"، على حد قوله.
ودانت الرئاسة التونسية اقتحام الجيش للعملية السياسية، وتأثيره على المسار الديمقراطي في مصر، وهو ما يهدد بانقسام الشعب واستشراء العنف وإراقة الدماء، مستنكرة موقف الهيئات الحقوقية التي لم تملك الشجاعة الأخلاقية للمطالبة بحماية الرئيس محمد مرسي وحكومته، وإدانة الاعتقالات التي طالت إعلاميين وسياسيين في مصر.
وأكّدت الرئاسة التونسية أن ما يشهده الوضع في مصر من تنامٍ للعنف وانقسام للمصريين يؤكّد أن المسار الذي تسير عليه تونس لتحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود هو المسار الأمثل، مُعربة عن إدانته للدعوات التي أطلقتها بعض الأطراف السياسية في تونس لتحطيم الانتقال الديمقراطي.
وفي السياق ذاته، دان عدد من نواب المجلس التأسيسي التونسي، "أحداث الحرس الجمهوري" في مصر، التي راح ضحيّتها أكثر من 50 قتيلاً من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بينهم 5 أطفال، حيث دعا زعيم "الحزب الجمهوري" أحمد نجيب الشابي إلى حقن دماء المصريين، والتمسك بشرعية الصندوق الانتخابي، في حين طالب نواب آخرون بالتنصيص في الدستور التونسي الجديد على "تجريم الانقلابات العسكرية"، مندّدين بدعاة الانقلاب في تونس، الذين يرومون إسقاط الواقع المصري على تونس، ووأد الثورة التي أثبتت أنها تسير في الطريق الصحيح، وأنه الأمثل بين دول الربيع العربي.