عناصر من الجيش السوري الحر
عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق - جورج الشامي
أكّدت مصادر ميدانية في شمال شرقي سورية أن مقاتلين جهاديين من دول العراق والشام سيطروا على مركز لمقاتلين معارضين في مدينة الرقة، فيما أعلن "الحر" سيطرته على معسكر الحامدية في معرة النعمان في محافظة إدلب، وفي العاصمة تجدّدت الاشتباكات على مدخل مخيم اليرموك بين "الحر" وعناصر الحكومة
المدعومة بمسلحي "الجبهة الشعبية الفلسطينية"، بينما تعرّضت الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى قصف جوي عنيف، وفي اللاذقية قصفت الحكومة مصيف سلمى وقرى جبل الأكراد، وذلك بعد أن سيطرت المعارضة على بلدة بيت شكرحي، وفي ريف حماة فرض "الحر" سيطرته على 23 قرية بعد سحب الحكومة جزءًا كبيرًا من قواتها لتدعيم الوضع الميداني في ريف اللاذقية، وكانت قوات المعارضة قد سيطرت، صباح الأربعاء، على "المخفر الحدودي 29" في درعا قرب الحدود السورية الأردنية.
سيطر مقاتلون جهاديون من الدولة الاسلامية في العراق والشام على مراكز لمقاتلين سوريين معارضين في مدينة الرقة في شمال سورية، وذلك في محاولة من الدولة الإسلامية لفرض سيطرتها على المدينة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء.
وقال المرصد "سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (المرتبطة بتنظيم القاعدة) على مقرات لواء أحفاد الرسول في مدينة الرقة"، مركز المحافظة الوحيد الذي بات منذ آذار/ مارس الماضي خارج سيطرة قوات حكومة الرئيس بشار الأسد.
وشهدت المدينة منذ ذلك الحين تظاهرات دائمة ضد "الدولة الإسلامية"، التي يتهمها السكان والناشطون المعارضون بممارسة وانتهاكات عدّة، لا سيما اعتقال العديد من الناشطين.
ومنذ أسبوع، تدور اشتباكات بين الجهاديين ومقاتلي "أحفاد الرسول" ذات التوجه الإسلامي لكن المرتبط بالجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، والمرتبط بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.
وبحسب المرصد وعناصر في لواء "أحفاد الرسول"، اندلعت هذه الاشتباكات إثر هجوم لمقاتلي "الدولة الإسلامية" على مقر للواء في أحد أحياء المدينة.
وقال مسؤول في اللواء رافضا كشف اسمه، إن "الاشتباكات سببها محاولة الدولة اقتحام مقر تابع للأحفاد من أجل الاستيلاء على السلاح والذخيرة".
وأفاد المرصد أن عملية السيطرة على المراكز بدأت بهجوم عنيف اطلقه مقاتلو الدولة الاسلامية ليل الثلاثاء "اذ قاموا بتفجير سيارة مفخخة بعد اقتحامها مقرًا لأحفاد الرسول في حي محطة القطار في شرق المدينة".
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع "فرانس برس" أن "الدولة الإسلامية تريد السيطرة على كامل مدينة الرقة"، مشيرًا إلى أن "أمير الدولة يقول إن طائرات بشار لم تتمكن من إخراجنا" من الرقة.
وقال المسؤول في لواء "أحفاد الرسول": إن "القاعدة الشعبية معنا، والقاعدة الشعبية تطالب بخروج الدولة (الاسلامية) من الرقة"، مضيفًا أن "الدولة تفرض قواعدها، ما أدّى إلى انفجار الشعب".
ومع بداية النزاع السوري قبل أكثر من عامين، تعاون المقاتلون المعارضون مع العناصر الجهاديين المدربين والمسلحين، سعيا للتفوق على القوة النارية الضخمة للقوات الحكومية، إلا أنه في الفترة الماضية، شهدت بعض المناطق اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والجهاديين الذين باتوا يواجهون بامتعاض شعبي نتيجة العديد من الممارسات في مناطق نفوذهم.
من جهة أخرى، سيطرت المعارضة المسلحة، الأربعاء، على معسكر الحامدية في معرة النعمان في محافظة إدلب شمالي البلاد بعد شهور طويلة من الحصار، حيث قامت كتائب معارضة ومقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" باقتحام المعسكر، بعد أن فجر رجل نفسه بآلية مفخخة داخل المعسكر أعقب ذلك اندلاع اشتباكات عنيفة بينها وبين القوات الحكومية انتهت بسيطرة المعارضة على مركز تجمع الحامدية.
وتستمر الاشتباكات التي وصفها ناشطون بالعنيفة بين طرفي النزاع في حاجزي الطراف والدهمان المتبقيان على أطراف تجمع الحامدية وفي محيط معسكر وادي الضيف.
وذكر مصدر ميداني أن عملية اقتحام المعسكر أدّت لتدمير معظم المباني وراجمات الصواريخ الموجودة بالداخل، مشيرًا إلى أن قوات "الجيش الحر" غنمت آليات عدّة ثقيلة وأن الاشتباكات مستمرة في المنطقة.
من جهتها قالت "وكالة الأنباء الألمانية": إن عملية تفجير المجمع العسكري تمت عبر شخص فجّر نفسه، مشيرة إلى أن دويّ عدد من الانفجارات سُمع بعد ذلك.
ووردت أنباء عبر أجهزة الاتصالات اللاسلكية من مقاتلين داخل المجمع العسكري أن المكان الذي يوجد فيه نحو 400 من "الشبيحة" والجنود والضباط يقترب من الانهيار في ظل هروب عدد من العناصر وسقوط آخرين بين قتلى وجرحى، بحسب الوكالة ذاتها.
وفي ريف المدينة ذاتها قصف الطيران الحربي براجمات الصواريخ مدينة معرة النعمان، وسط اشتباكات عنيفة جنوب المدينة.
وفي العاصمة دمشق تجدد الاشتباكات، ظهر الأربعاء، على مدخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة دمشق بين الجيش السوري الحر وعناصر قوات الحكومة المدعومة بمسلحي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.
وبالتزامن مع ذلك استهدفت قوات الحكومة المخيم بعدد من قذائف الهاون والصواريخ من أماكن تمركزها على أبراج منطقة القاعة في حي الميدان، وبث ناشطون صوراً تظهر تصاعد أعمدة الدخان من الأبنية السكنية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يستمر فيه الحصار المفروض من قبل الحكومة على مخيم اليرموك وباقي أحياء العاصمة الجنوبية، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية لأكثر من نصف مليون مدني فيها.
واستهدفت قوات الحكومة، الأربعاء، حيي برزة والقابون شرق العاصمة دمشق باستخدام المدفعية الثقيلة ومضادات الطيران المتمركزة على جبل قاسيون، وذلك بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين مقاتلي الجيش السوري الحر وعناصر قوات الحكومة على أطرافهما.
ووقع انفجار كبير، صباح الأربعاء، في حي برزة تلاه تصاعد لأعمدة الدخان من الأبنية السكنية، وترافق ذلك بمحاولة للجيش الحكومي لاقتحام الحي من جهة الشرطة العسكرية مدعومًا بالدبابات، وواجهت هذه القوات مقاومة شديدة من المعارضة المسلحة أسفرت عن مقتل سبعة عناصر من قوات الحكومة.
وتعرّضت مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى قصف جوي عنيف من قبل طيران الجيش الحكومي الأربعاء، إذ شنّ الطيران الحربي غارة جوية على بلدة زملكا مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى ودمار كبير في الأبنية السكنية.
وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر الدمار الذي حلّ بالأبنية في مدينة دوما إثر تعرضها لغارة جوية، فضلاً عن القصف المتقطع بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.
في حين أودت الغارة التي استهدفت مدينة عربين بحياة امرأتين، وأدّت لسقوط عدد كبير من الجرحى بعضهم في حالة خطرة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المدينة إثر هذا الاستهداف.
من جهة أخرى تجددت بعض الاشتباكات المتقطعة بين الجيشين "الحر" والحكومي في منطقة المرج، ولا سيما بالقرب من بلدتي دير سلمان والبلالية، وكذلك شهدت أطراف المتحلق الجنوبي بعض الاشتباكات.
وفي اللاذقية ذكرت شبكة "شام" أن قوات الحكومة قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مصيف سلمى وقرى جبل الأكراد، في ريف المدينة.
وكانت المعارضة المسلحة قد سيطرت على بلدة بيت شكرحي في ريف اللاذقية وهي تتقدم باتجاه قرية البلاطة التي وصل مقاتلو المعارضة إلى مشارفها، وفقًا لما أعلنه ناشطون.
من جهة أخرى، بث التلفزيون السوري في وقت سابق صورًا للاشتباكات الدائرة في ريف اللاذقية، وقال إن قوات الحكومة هاجمت المناطق التي استولى عليها من وصفتهم بالإرهابيين في كفريا وتلا وعرامو وتمكنت من استعادة السيطرة عليها، وإنها تتجه نحو بلدة بيت شكرحي.
فيما خاض مقاتلو الجيش السوري الحر حسب مصادر معارضة معارك ضارية ضد قوات الحكومة في محافظة اللاذقية الساحلية، وأصبحت أجزاء كبيرة من الريف تحت سيطرة الثوار، فجبل الأكراد يسيطر عليه الثوار بشكل شبه كامل وكذلك يسيطرون على 65 في المئة تقريباً من جبل التركمان، وتخضع بلدة سلمى التي تتعرض بشكل شبه يومي لسيطرة الجيش السوري الحر، الذي استهدف قمة النبي يونس التي تقع في أقصى الشمال بصواريخ غراد، وتقصف الحكومة انطلاقًا منها بقية المناطق، في هذه الأثناء قال التلفزيون الرسمي أن قرى عدّة سقطت بيد المعارضة منها تلا وكفرية وبيت الشكوحي وبث صوراً لآثار الاشتباكات وفيها صور لعربات ومبانٍ محترقة وكذلك لجثث، ولقطات لقوات تابعة للحكومة تتعرض لنيران الجيش السوري الحر في المنطقة، وقال جندي إن المنطقة بأسرها باتت منطقة مواجهة، وردت قوات الحكومة بقصف على المناطق التي تم تحريرها، الثلاثاء، بإلقاء براميل متفجرة من الطيران المروحي على قرى دورين واستربة الواقعة في ريف اللاذقية الشمالي، كذلك قصف طيران الميغ قرى جبل الأكراد بالتزامن مع اشتباكات بين "الجيش الحر" وقوات الحكومة.
في حين تصاعدت المواجهات على جبهات ريف حماة، حقق الجيش السوري الحر تقدمًا، حيث سيطر على 23 قرية في ريف حماه بعد سحب الحكومة جزءًا كبيرًا من قواتها لتدعيم الوضع الميداني المنهار في ريف محافظة اللاذقية، وسيطر مقاتلون على كتيبة زور السوس الواقعة في ريف حماه الجنوبي، والتي تقع على طريق الإمداد الذي تستخدمه الحكومة وصولاً لمدينة حمص، وذلك بعد اشتباكات عنيفة وتفجير سيارة مفخخة نجم عنها مقتل خمسين عنصرًا من قوات الحكومة، بحسب مركز حماه الإعلامي، وشهدت بلدة عقرب في ريف حماه الجنوبي قصفًا شديدًا من الحكومة تجاوز مائة وثلاثين قذيفة، وأكثر من ثلاثين صاروخًا، بينما تمكن "الحر" من تدمير دبابة للحكومة والسيطرة على حاجز الجسر وحاجز العطشان في مورك الواقعين على طريق إمداد الحكومة لريف إدلب والريف الحموي، وفي ريف حلب الغربي أسر الجيش أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني، وبث ناشطون شريط فيديو يظهر فيه عنصر الحرس الثوري يدلي بمعلومات شخصية، ويعرض لوثائق تؤكد انتماءه إلى الحرس الثوري.
أما في درعا، فقد قصفت قوات الحكومة السورية براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد وسط اشتباكات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية في درعا واشتباكات في حي المنشية في درعا البلد، وفقًا لما جاء في شبكة "شام".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أوضح في بيان صدر عنه، الثلاثاء، أن قوات المعارضة سيطرت على "المخفر الحدودي 29" في درعا قرب الحدود السورية الأردنية، كما اقتحمت "معمل السيراميك" في بلدة عدرا في ريف دمشق.