واشنطن - رياض أحمد
مع بدء وفد سوري من الإئتلاف الوطني المعارض برئاسة أحمد الجربا زيارة عمل لواشنطن ، أعلنت الادارة الاميركية انها ستتعامل مع المكتب الذي يمثل "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في العاصمة الاميركية على انه "بعثة أجنبية" وفقا لقانون البعثات الاجنبية، الامر الذي يعني انه سينشط بموجب الاتفاقات والمعايير التي تتحكم بنشاط هذه البعثات، بما في ذلك "ضمان الخدمات المناسبة والفوائد على اساس المبادلة"، مرحبة بوصول الجربا الاثنين الى واشنطن ليبدأ اسبوعاً من الاتصالات مع المسؤولين الاميركيين الكبار بينهم وزير الخارجية جون كيري، ومستشارة الامن القومي سوزان رايس، ووكيل وزير الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين.
وقال مسؤول اميركي بارز، إن رفع مستوى تمثيل المعارضة في واشنطن الى مرتبة " بعثة اجنبية" لا يعني اعطاء العاملين فيها الحصانة الديبلوماسية او نقل ممتلكات الحكومة السورية ومنشآتها في الولايات المتحدة، مثل السفارة الى بعثة المعارضة.
وصرحت نائبة الناطقة باسم وزارة الخارجية ماري هارف بأن واشنطن اتخذت سلسلة من الاجراءات لدعم الائتلاف الوطني المعارض قبل بدء الجربا زيارته بما في ذلك توفير 27 مليون دولار اضافي كمساعدات غير فتاكة بحيث وصل مجموع هذه المساعدات حتى الان الى 287 مليون دولار، الى رفع مستوى تقديم مساعدات غير فتاكة الى قادة "الجيش السوري الحر" لتعزيز قدراتهم اللوجستية. واضافت ان حكومتها ستبحث مع شركائها الدوليين المعنيين بالنزاع في سوريا في رفع مستوى الدعم للمعارضة المعتدلة، ولتخفيف وطأة المعاناة الانسانية للسوريين ، وذلك مع مواصلة العمل على التوصل الى حل سياسي للنزاع.
وكان مسؤول أميركي بارز قد ندد باعلان النظام السوري اجراء انتخابات رئاسية، وقال في حوار هاتفي مع عدد من المراسلين ان الانتخابات "تقوض عملية جنيف" ورأى ان "أي جهد أحادي الجانب من النظام يتناقض مع اعلان جنيف الذي يدعو الى اقامة هيئة تشرف على العملية الانتقالية". ورأى انها "محاكاة ساخرة للديموقراطية ولا تتمتع بأي صدقية". ولاحظ ان النظام السوري "يواصل هجماته ومذابحه ضد الناخبين الذين يدعي انه يمثلهم...الاسد يحرم الملايين من السوريين داخل سوريا وخارجها ابداء رأيهم".
ومع ان المسؤول كرر الحديث عن ضرورة "تغيير الواقع على الارض وتغيير حسابات النظام " لارغامه على التفاوض، الا انه رفض التطرق الى مسألة تسليح المعارضة وما اذا كانت واشنطن قد سلمت المعارضة صواريخ مضادة للدروع او انها تعتزم تزويدها صواريخ مضادة وأمس بدأ الجربا لقاءاته بالاجتماع مع وكيلة وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، ومع زعماء الكونغرس في لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة.
ومن المتوقع ان يطلب رفع مستوى الدعم الاميركي العسكري للمعارضة في اجتماعاته مع المسؤولين الحكوميين ومع اقطاب الكونغرس من الحزبين. والى لقاءاته الرسمية ومع الكونغرس سيجتمع الجربا مع الاختصاصيين في الشأن السوري في مراكز الابحاث حيث سيلقي اكثر من كلمة، كما سيخاطب الرأي العام الاميركي من خلال وسائل الاعلام.