دمشق - جورج الشامي تشهد أحياء حلبية عدّة اشتباكات عنيفة، صباح الإثنين، فيما استهدف مقاتلو "الحر" بعدد من الصواريخ، مبنى البحوث العلمية في حيّ الراشدين، وفيما شهد ريف دمشق اشتباكات عنيفة في محيط حاجز تاميكو في بلدة المليحة، ونفّذت كتائب المعارضة عملية عسكرية استهدفت عدّة قطع عسكرية تابعة للفرقة السابعة في الغوطة الغربية، في حين تعرّضت عدّة قرى في ريف حماة لقصف بالقنابل العنقودية، وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل 87 سوريًا، الأحد، وفي سياق آخر زار رئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس ريف اللاذقية متفقدًا الجبهة هنا، واتهم بعض المعارضين السياسيين من "الائتلاف" بالمشاركة في حملة إعلامية "مشبوهة" يشنها بعض وسائل الإعلام والصفحات الإلكترونية بذريعة تقصير أو امتناع رئاسة الأركان عن تسليح جبهتي حمص والساحل.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استهدف مقاتلي الكتائب المقاتلة بعدد من الصواريخ، مبنى البحوث العلمية في حي الراشدين، والذي يتحصن فيه مقاتلو القوات الحكومية، في حين تجدّدت الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات الحكومية في حي الخالدية، كما تتعرض مناطق في مدينة السفيرة لقصف من القوات الحكومية، أيضًا تستمر الاشتباكات بين مقاتلي "وحدات حماية الشعب الكردي" من طرف ومقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة" والكتائب المقاتلة في قرية باصوفان في ناحية شيراوا وقرية بازيهر التابعة لدارة عزة وأنباء عن سقوط خسائر بشرية في صفوف الكتائب المقاتلة و"الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة"، كذلك وردت أنباء عن إقدام مجموعة مسلحة على اعتقال أحد النشطاء من منزله في مدينة إعزاز.
أما في ريف دمشق فقال المرصد: إن اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة شهدها محيط حاجز تاميكو في بلدة المليحة تزامنًا مع قصف من قبل القوات الحكومية على مناطق في البلدة، كما تعرضت مناطق في بلدة بيت سحم للقصف، فجر الإثنين، من قبل القوات الحكومية.
وفي حين نفّذت كتائب المعارضة عملية عسكرية استهدفت قطع عسكرية عدّة تابعة للفرقة السابعة في الغوطة الغربية في ريف دمشق، وذلك من خلال التسلل إلى الفرقة من ثلاثة محاور هي محور كتيبة التسليح والنقل والطبية، ثم مباغتة عناصر الفرقة والاشتباك معهم.
وأدت العملية إلى مقتل العشرات من جيش الحكومة وجرح آخرين، إضافة إلى السيطرة على عدد كبير من صورايخ الفاغوت المضاد للدروع والدبابات أثناء اقتحام مستودعات التسليح، كما قُتل من الكتائب التي نفذت العملية 6 مقاتلين وجرح خمسة آخرون.
وتوازت هذه العملية مع عملية أخرى في محور دروشا-الكابوسية استهدفت مراكز تجمّع قوات الحكومة في المنطقة، وردّ جيش الحكومة بالقصف المباشر على مزارع خان الشيخ والبويضة وشمالي مدينة زاكية، واقتصرت الأضرار على الماديات.
وفيما تعرضت قرى عدّة في ريف حماة لقصف بالقنابل العنقودية ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا دون أن ترد إحصائية واضحة تبيّن أن بين الضحايا قتلى.
وقال مصدر عسكري من الجيش السوري الحر إن قرية الحرية في شرق سهل الغاب تعرّضت لدمار كبير، ولوقوع إصابات إثر القصف عليها ظهر الأحد.
ووصف المصدر المعارك في الريف الغربي لحماة بـ"الحرب الباردة"، بحكم اختلاف توجّهات القرى في السهل وتبعية بعضها لقوات الحكومة وبعضها الآخر للمعارضة.
وفي سياق آخر، اتهمت رئاسة أركان "الجيش الحر" بعض المعارضين السياسيين من "الائتلاف وغيره" بالمشاركة في حملة إعلامية "مشبوهة" يشنّها بعض وسائل الإعلام والصفحات الإلكترونية بذريعة تقصير أو امتناع رئاسة الأركان عن تسليح جبهتي حمص والساحل.
وقالت القيادة في رسالة لها إلى رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا، إن تلك الحملة ما هي إلا ردة فعل من النظام و"عملائه المأجورين" على انتصارات "الجيش الحر" في غالب الجبهات، وخاصة الشمالية والساحلية، الأمر الذي دفع "هؤلاء إلى التكالب على الثورة من خلال الأبواق التي تبث الأكاذيب والافتراءات على الصفحات الإلكترونية وغيرها من وسائط الإعلام، مدّعية أن رئاسة الأركان لا تسلح جبهتي حمص والساحل".
واعتبرت أن في ذلك محاولة لنسف وضرب العلاقة الوثيقة بين الأركان والائتلاف تمهيدًا للقضاء على قوى الثورة السورية العسكرية والسياسية.
وتجنبًا لذلك، وحرصًا على تلك العلاقة دعت رئاسة الأركان الائتلاف من خلال لجنة الأمن والدفاع إلى الاطلاع على أمور عدّة أهمها حقيقة ما تقوم به "الأركان" من دعم بكل أنواعه لجميع الجبهات وخاصة في حمص والساحل.
وكرّرت الأركان في رسالتها الغمز من قناة بعض أعضاء الائتلاف، داعية "الإخوة" فيه إلى عدم تلقي معلوماتهم مما يشاع على الصفحات الإلكترونية، كاشفة عن وجود أكثر من 60 ألف حساب "فيسبوك" و"سكايب" وهمي لمدعي الثورة "وهم في واقع الأمر من عملاء النظام المجرم الذين يشنون هذه الحملة المأجورة، وهناك جهات تموّل وتدعم هذه الحملة".
وذكّرت "الإخوة في الائتلاف" بأن هناك من ينقاد وراء هذه الحملة من شباب "فيسبوك" السذج وبعض السياسيين "قصيري النظر"، ويساهمون من حيث يدرون أو لا يدرون في الإساءة للثورة وللجهد الهائل الذي تبذله لبلوغ هدفها في تحرير البلاد من الديكتاتورية والقهر.
وتضمنت رسالة الأركان تأكيدات للائتلاف بتسليح جبهة حمص، وتقديم أنواع الدعم كافة لها، مشيرة إلى أنه تم بمعرفة رئاسة الأركان فتح معارك ناجحة مثل نسف مستودعات "وادي الذهب"، والاستيلاء على مستودعات الذخائر في القلمون.
وبيّنت رئاسة الأركان في رسالتها أنها هي من سلّح جبهة الساحل - زارها رئيس الهيئة اللواء سليم إدريس بعد إرسال الرسالة - وما زالت تمدّها بكل ما يتوافر لديها من أجل المعارك، موضّحة أنها على تواصل مع قائد الجبهة.
وكشفت عن إرسالها ثلاث دفعات ذخائر خلال الأسبوعين الماضيين إلى الساحل، مؤكِّدة استمرارها في تسليح وتذخير الجبهات وفق خطة متفق عليها مع قادة الجبهات، بحسب ما يتوافر من موارد.
ونفت رئاسة الأركان ما أشيع من "أكاذيب تبث الفرقة بين صفوف الجيش الحر قادة ومقاتلين، ورئاسة الأركان على توافق وتنسيق كامل مع قيادات الجبهات، مشيرة إلى أنه لم تصدر أية أوامر لا من الأركان ولا قيادات الجبهات لأيّ كتائب بالانسحاب من جبهة الساحل ولا من غيرها، طالبة من المشكّكين تقديم إثباتات على "ما يُروّجونه من أكاذيب".
وزار قائد "الجيش الحر" اللواء سليم إدريس، الأحد، ريف اللاذقية للوقوف على الوضع الميداني، حيث التقى بعض القادة الميدانيين الذين يشتبكون مع قوات الحكومة في هذه المنطقة في الآونة الأخيرة.
وفي سياق متصل، أكّدت قيادة الجبهة الغربية الوسطى ما ذهبت إليه رئاسة الأركان، وكرّرت الكثير مما ورد في رسالتها إلى الائتلاف.
وقالت الجبهة في بيان لها صدر، الأحد، إن تنسيقًا كاملاً يجري بين قيادة الجبهة ورئاسة الأركان في كل ما يتعلق بالعمل العسكري في الجبهة.
وأوضحت أن الأركان تُقدّم للجبهة "حسب ما يتوافر لديها من إمكانات" الدعم العسكري والمالي والطبي، كاشفة علمها بأن ما يصل للرئاسة لا يكفي حاجة الجبهات "ونحن ندرك تمامًا أن رئاسة الأركان تعمل ما في وسعها لإمدادنا بما يتوافر لديها".
ونفت الجبهة في بيانها "الشائعات والأكاذيب" التي تروج بقطع الإمداد عن الجبهة، إنما الإمداد غير كافٍ"، مكررة نفي إعطاء أوامر لأيّ كتيبة بالانسحاب من جبهة الساحل.
وختمت الجبهة بالتأكيد على استمرار العمل والتنسيق الدائم مع رئاسة الأركان، وعلى الإصرار الدائم على تحقيق النصر رغم "حملة التشكيك والافتراء".
يذكر أن اللواء سليم إدريس يترأس هيئة أركان "الجيش الحر" منذ أيلول/ سبتمبر 2012.
وكان اللواء المولود في قرية المباركية (15 كم جنوب حمص) انشق عن الجيش الحكومي في 20 آب/ أغسطس 2012 أثناء خدمته في أكاديمية "الأسد" للهندسة العسكرية، حيث شغل فيها مناصب مهمّة بفضل اجتهاده، وهو الحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم العسكرية من ألمانيا، ويجيد اللغتين الألمانية والإنكليزية.
ومعروف عنه بين الأوساط الاجتماعية في قريته ومحيطها أخلاقه العالية ومناقبه الحميدة، والتزامه الديني، إضافة إلى اجتهاده في مجال العلم.
وعملت قوات الحكومة على تدمير قريته ومسح معظم بيوت أقاربه ومنزله أيضًا نتيجة القصف والتجريف بـ"التركسات والجرّافات".