بقلم : حيدر حسين سويري
كُلما إلتقيا في مكانٍ ما، إفتعلا شجاراً، ومطارحةً كلاميةً سلمية، فهما يَجدانِ مُتعتهما في ذلك، حتى أن الحضورَ يَستمتعون كثيراً بحضور اللقاء...
ينتهي اللقاءُ والنقاشُ دائماً، بعدم إقتناعِ أحدهما برأي الآخر، وكأنهما إتفقا على ألا يَتفقا... ذاتَ مرةٍ جَلسا (هو وهي)، في المطعمِ لتناولِ وجبةَ الغداءِ، بَعَدَ أخذِ إستراحةٍ مِنْ العَملِ، فجاءَ المضيف، وقال:
- ماذا أُحضرُ لَكُما(بماذا تأمرون)؟
قال هو وبدون أيَّةِ مقدماتٍ:
- دجاج
فقالت مُستنكرةً، بالرغمِ مِنْ رغبتها لأكلِ الدَجاجِ:
- ولماذا الدجاج ؟!
- أنا أُحبُ الدَجَاجَ كما أُحبُ المرأة، فهي: إما مشوية، أو مقلية، أو مسلوقةً ومصلية ....
وبعدُ لم يُتم كلامهُ بادرتهُ:
- أو حَية؟
قال، وهو ينظر إلى عينيها، اللتان تبادلِنَهُ النظر:
- لا بأسَ، أستفيدُ مِنْ بيضها... لكنها الوحيدة التي تستطيع الهرب مني
فَعادتْ بِظهرها إلى الوراءِ مُتكأةً على الكُرسي، وقالت:
- لكن البعض يُشبَّهُ المرأة بـ(القطة)، وهي: إما منزلية أليفة، أو برية لطيفة، أو وحشية حرّيفة، وهي الوحيدة التي تستطيعُ أن تَلتَهمك .....
فنادى إلى المضيف قائلاً:
- إجلب لنا كباباً من فضلك، ودع عَنك الدجاج! ....