بقلم : جميلة أحمد الكبسي
ما أجهلك لما تَركتَ شراعَ أطيافِ الغوى
يمضي بِنَا حتى هلكْـ
لمّا خذلتَ طوارقَ الأملِ الملفعِ بالحيا
ودنوتَ منْ سطرِ النهايةِ تقتفي
أثرَ العذابِ المرِّ في سفحِ الفلكْ
وجمعتَ تحتَ عباءةِ البسماتِ ماساتِ الهوى
وسللتَ في وجهِ الوفاءِ مُهنَّدَكـْ
***
ما أعندَ الأقدارَ ترمي في متونِ الغدرِ نزفَ قصيدها
فَتُساقِطُ الغفرانَ منْ حرّ التجلدِ والعنا
ما أصعبَ الألحانَ تقطرُ في دمِ المجروحِ مثلَ خطيئةٍ
تروي يبابَ اللومِ للقلبِ الذي كَمْ دللكـْ
كَمْ جمّلكـْ
كَمْ زيّنَ الدنيا لأنك تاجها
كَمْ رَافقَ الأوهامَ كي لا يخسركـْ
ما كان يسمعُ في ضمير الغيبِ صوتَ خطيئتكـْ
ما كانَ يدري أنه بكَ عارياً
يخشى عيونَ الغدرِ
يأمنُ جانبكـْ
***
وملأتَ من حزنِ القلوبِ حقائبكـْ
ومضيتَ لا تلوي على شوقٍ
يعيدُ الحبَ من عينِ الغروبِ لفجرهِ
أو يرتضي صبراً شقياً أينما يمشي معكـْ
***
من علمّكْـ؟!
تروي قلوبَ الصادقينَ مرارةً
وتشدُّ أيدي الواهبينَ غضاضةً
حَتى قطعتَ أكفَ مَنْ كانوا مَعكْـ
***
من أقنعكْـ؟!
أنْ تجمعَ الأحلامَ من كرمِ الأملْ
وتقطّرُ الدّنَ المقدسَ
في كؤوسِ التيهِ ترشفُ حزنهُ
والليلة الغنجاءُ تصنعُ خدرَها
وتزينُ الخِدْرَ الجَميلَ لِمقدمِكْـ
***
اشربْ دموعَ الحزنِ حتى ترتوي
اشربْ ولا تأبه لخيلٍ قد جَمَحْ
واهنأ بنصركَ إنك الراضي بما صنعتْ يدُكـْ
واملأ عيون الدهر آمالا عسى
أن تُرجعَ الغيّ الذي قد ضللكْـ
ما فرقتْ خطواتنا كفُ الردى مجبورةً
بل أنهُ قبلَ الهوى
أمرَ النوى:
أنْ لستُ لكْـ
***
جميلة أحمد الكبسي كاتبة يمنية *