القاهرة ـ العرب اليوم
أقيم منذ أيام العرض الخاص بفيلم "متعب وشادية" الذي طرح في الصالات السينمائية المصرية مساء السبت الماضي، بعدما طرح العمل بثلاثين نسخة فقط في دور العرض، وهو رقم لا يمكّنه من تحقيق مليون جنيه في يوم عرضه الأول كما حاول البعض الترويج له. الفيلم الذي عُرض بسينما "سيتي ستارز" التي يتولّى إدارتها بطله الفنان أشرف مصيلحي تأخّر عن الموعد المحدّد في دعوة الصحافيين لأكثر من 100 دقيقة، فلم يصل أبطال الفيلم إلا حتى السابعة مساءً، فيما كان التواجد الاعلامي ضعيفاً للغاية مقارنة بالعروض الخاصة التي اقيمت لباقي الاعمال السينمائية منذ بداية الموسم الصيفي، حيث لم تشهد القاعة سوى حضور نحو 10 صحافيين بالإضافة إلى أبطال العمل وأصدقائهم الذين حرصوا على التصفيق لهم على الرغم من حالة السخرية التي سيطرت على الحضور من بعض مشاهد الفيلم. قاعة السينما التي تتسع لأكثر من 200 شخص لم يتواجد فيها سوى عدد قليل للغاية على الرغم من أن قاعات سينما سيتي ستارز تعتبر واحدة من اهم وأكبر دور السينما في مصر. واللافت أن على الرغم من تصدّر أشرف مصيلحي وعلياء كبيالي الملصق الدعائي، إلا أن اسم الفنان احمد بدير سبقهم على شارة الفيلم، علما بأن بعض الاسماء على الشارة استغرق ظهورها وقتاً طويلاً نسبياً مقارنة بغيرها. "متعب وشادية" صوّر بالكامل في مدينة الانتاج الاعلامي وهو ما جعل البلاتوهات تظهر بشكل واضح الأمر الذي يعتبر غير مقبول سينمائياً، بينما جاء أداء بطلته علياء الكيبالي لدور شادية مبالغ فيه بشكل كبير، فهي من المفترض أنها فتاة تجلس لبيع الشاي بالموقف لكن في نفس الوقت ملابسها وماكياجها لا يعبّر عن المنطقة التي تعيش فيها. علياء أثبتت فشلها سواء في التمثيل أو الغناء حيث قامت بأداء أغنية في سياق الأحداث لكن صوتها لم يكن مناسباً لتراجيدية الأغنية التي أثارت ضحك الحضور، فضلاً عن قيامها بالرقص في أحد المشاهد مع مجموعة من الصعايدة بشكل مفاجئ ليتم تفسير الموقف بعدها بوقت طويل من دون توضيحه بشكل متمعق. ولم يفهم الجمهور طبيعة علاقاتها بالأخت غير الشقيقة لها والمقيمة معها في المنزل نفسه حيث ظهرت في بداية الفيلم وهي تحاول الحصول على بصمتها على شيكات، لتحدث بينهما قطيعة لفترة من دون توضيح السبب وهو الأمر الذي يتنافي مع طبيعة العيش في البيئة الشعبية خصوصاً أن غالبية الأسر محدودة الدخل لا تملك دفاتر شيكات؟ المثالية التي عاشت فيها بطلة الفيلم شادية لم تمنعها من توجيه نصائح لشقيقتها وتطالبها بأن تدخر الأموال لتوفير كفن لوالدها الذي يعاني من تدهور في الذاكرة، بدلاً من شراء مسلتزمات لتجهيز نفسها بينما تظهر بماكياج وأكسسوارات مبالغ فيها. الحبكة الدرامية للفيلم لم تكن مكتملة على الإطلاق، فجريمة قتل الراقصة التي جسّدت دورها الفنانة عايدة رياض كانت ساذجة للغاية، ولا يعقل ان ترتكب جريمة ولا تقوم النيابة بمعاينة المكان بالكامل قبل ان تسمح باستئناف العمل فيه مرة أخرى حتى لو قبضت على الجاني. من ضمن المشاهد التي أثارت سخرية متابعي الفيلم، مشهد يتم الإعتداء فيه على بطل الفيلم متعب ومساعده وسرقة سيارته وملابسهما تركهما بملابسهما الداخلية فقط، ليصادفوا بعدها لصوصاً آخرين يطلبون منهم ان يخلعوها فيظهروا في المشهد اللاحق بملابس داخلية اقل نظافة من التي كانوا يرتدونها باعتبار ان اللصوص لم يتركوا لهم حتى الملابس الداخلية. من تصميمات الملابس الغريبة التي ظهرت في الفيلم هو قيام احد الممثلين بدور السايس الذي يقوم بغسل السيارات في الموقف، لكنه يظهر مرتدياً فانلة بيضاء ناصعة البياض ما يتنافي مع طبيعة عمله التي تجعل ملابسه تتسخ وهو أمر لم يراعيه المخرج.